بقــلم: م. منــير وصــفي بطـــرس
باحث في موسيقى الألحان القبـطية
مـــدرس مــــادة اللــــحن الكنـــسي
بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيــة
نَستَكمِل بنعمةِ اللهِ الدِّراسَة في الطَّقسِالشَّعانيني.
الإنجيلُ الثامن: أمام أيقونة القديس الأنبا أنطونيوس كَمُمَثِّل للقديسين، مُحتَمِلين آلام النُّسكِ والحُروبِ الروحية.
الإنجيلُ التاسع: أمام البابِ البَحَري للكنيسة، ومِنهُ يَدخُل المُعَمَّدون حديثاً حاملين صَليبَ الإيمانِ والجِهاد الروحي.
الإنجيلُ العاشر: أمام البابِ الغربي عند مَوضِع الَّلقان، حيثُ يُذَكِّرُنا بتواضعِ السيدِ المسيح عندما غَسَلَ أرجلَ تلاميذِهِ، لنكون مُتَمَثِّلين بهِ في صليبِ الاتضاعِ وإنكارِ الذات.
الإنجيلُ الحادي عَشَر: أمام البابِ القِبلي للكنيسة، حيثُ يَدخلُ المؤمنون بتقدماتِهِم للرب، كمِثال لصَليب بَذلِ المال والعطايا لأجل الآخرين.
الإنجيلُ الثاني عشر: أمام أيقونة القِديس يوحنا المَعمدان الذي قالَ عن المسيحِ أنَّهُ “حَمَلُ اللهِ الذي يَرفَع خَطِيَّةَ العالمِ كله” (يو1: 29)، وهو نَفسه احتَمَلَ أَلَمَ الاستشهادِ.
الأفكارُ العامةُ للطَّقسِ الشَّعانيني:
يَشترِك عيدُ الصَّليبِ مع أحد الشَّعانين في الأفكارِالعامة للطَّقس الشَّعانيني، وهذه الأفكار تتكلم عنها القِراءاتُ وتُوضحُها الطُّقوسُ وتُعَبِّر عنها الألحانُفي نُصوصِها ونَغَماتِها، في تَناغُمٍ وتَوافُقٍعَجيبَين، بروحٍ لها طبيعة وطَعم خاص وهو الطَّقس الشَّعانيني.
فِكرة القُوة:
ففي عيد أحد الشعانين: “مُبارَك الرب يوماً فيوماً إله إسرائيل هو يُعطي قوة وعزاء لشعبِهِ مُبارَك هو الله”(مز117)، “إن كلمة الصَّليب عند الهالكين جَهالة أما عندنا نحنُ المُخَلَّصين فهي قوة الله”(1كو1).
ونفس الفِكر في عيدِ الصَّليب “لأن قوتَك لضعفِنا هي سلاحٌ عظيمٌ”،”استَل سيفَ قوتِكَ قُم أعنا”،”بقوتِك أنتَ سَحَقتَ رؤوسَ التَنَّانين”(إبصالية واطس)؛ ولذلك نحتاج في ألحان الشعانين أن يكون تسبيحُنا وأداءُنا متميزاً بالقوةِ حتى يُعَبِّرَعن هذا المفهوم.
فكرة الخَلاص والانتِصار:
من قِراءاتِ عيد أحد الشعانين: “أوصنا (خَلِّصنا) لابن داود مُبارك الآتي باسم الربِ أوصنا في الأعالي”،وفي أعياد الصليب: “الصليبُ هو سلاحُنا، الصليبُرجاؤنا، الصليبُ خلاصُنا، الصليبُ فخرُنا”(الاسبسمس الواطس لعيد الصليب)، “نَحْمِلُكَ أيها الصليب ناصر المسيحيين…السلامُ لكَ أيها الصليب ….. الغالِب ضدَ المعانِدين …. علامة الخلاص (ذكصولوجية عيدالصليب)، وتُؤكد أغلبُ ألحانِ أعياد الصليب على طِلبةٍ من الرَّبِ يسوع أن “يَسحقَالشيطانَ تحتَ أرجُلِنا”.
فكرة المسيح أنَّهُ المَلِك والجالِس على عرشِهِ (الصليب):
في أحد الشعانين: “لا تخافي ياابنة صِهيون هوذا ملكُكِ يأتيكِ راكباً على جحشٍ ابن أتان”(زك9)، “أوصنا في الأعالي هذا هو مَلِكُ إسرائيل”، وفي عيد الصليب: “يسوع المسيح مَلِكُ المَجد ومَلِكُ الدُّهورِ”(إبصالية واطس لعيد الصليب)، “السلامُ لكَ أيها الصليب سلاح الغَلبة عَرْش المَلِك”(ذكصولوجية عيد الصليب).
فكرة الموكب والاستقبال والتبعية:
هذا يَظهر بوضوحٍ في قراءات أحد الشعانين ” الجَمع الأكثر فَرَشُوا ثيابَهم في الطَّريق، وآخرون قَطَعوا أغصاناً من الشَّجَرِ وفَرَشُوها في الطَّريقِ،والجُموع الذين تَقَدَّ