* سفر المزامير من الأسفار العظيمة في الكتاب المقدس التي نستخدمها في معظم صلواتنا, وأجمل ما فيه أنه يعبر عن الكيان الإنساني, وفيه نري نفوسنا في داخل هذا السفر.
* المزمور الأول من سفر المزامير يتكون من 6 آيات, والإنسان خلق في اليوم السادس, وهو موجه إلي الإنسان.
* يضع المزمور إطارا واضحا للإنسان الذي يسلك في مخافة الله, ويقدم هذه الصورة بطريقة مبسطة للغاية.
أولا: مراحل الخطية:
1- المرحلة الأولي: الفكرة (البذرة)
* طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار: المشورة هي فكرة فإذا كان الإنسان شريرا, فسوف يعطي مشورة وفكرة شريرة.
2- المرحلة الثانية: الانشغال بالفكرة
* وفي طريق الخطاة لم يقف: المقصود هنا (لم يقف عند الفكرة).
* كلنا تأتي لنا أفكار عابرة, ولكن الخوف من الفكرة التي تأتي وتستمر وأنشغل بها فتتحول إلي المرحلة الثالثة.
3- المرحلة الثالثة: تنفيذ الفكرة
* وفي مجلس المستهزئين لم يجلس: تحول الفكرة إلي فعل.
* الفكرة جلست واستقرت وأثمرت فعلا وسلوكا في حياة الإنسان.
* أقرب مثال لهذه المنظومة هو الابن الضال.. البذرة كانت شيئا بسيطا, ثم أصبحت لها جذور وكبرت وشغلت كل حياته وسيطرت عليه. وبالتأكيد في مثل الابن الضال هذا الأب نصحه أكثر من مرة, ولكن الخطية كانت قد تملكت منه فذهب إلي مجلس المستهزئين وجلس بين أصدقاء الشر, وعاش في هذا الشر, لكن رحمة الله افتقدته, فقال: أقوم وأذهب إلي أبي.. (لو15:18).
ثانيا: علاج الخطية
1- ابتعد عن الخطية
* ابتعد عن مراحل الخطية (البذرة- الانشغال بها- فعل الخطية).
2- تمسك بالوصية
* لكن في ناموس الرب مسرته: أي يسير تحت ظل ربنا ووصيته.
سفر الأمثال يجمع خبرات الحياة في عبارتين:
أ- الذي يسير مع الله دائما ما يكون فرحا ومتعزيا.
ب- البعيد عن الوصية يقع في الخطايا, وأيامه ليست جيدة.
* إن علاج الإنسان في كل زمان هو أن يعيش الوصية, فلا يوجد بيت يقرأ الكتاب المقدس ويوجد فيه تفكك وانفصال.
* فرح الإنسان وسروره وبهجته في الوصية, مجرد أن تأتي الوصية قدمه يمتلئ فرحا.
3- ألهج في الوصية
* وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا: يصير الكتاب هو حياته بالنهار والليل, فيأخذ كلمة الله ليلا ويسلك بها نهارا. وبهذه الصورة يقدر أن يعيش حياة ناجحة. إذا العلاج هو التمسك بالوصية. عش واعرف وافهم الوصية.. تأمل وتكلم بالوصية.
ثالثا: بركات عدم السلوك في مشورة الأشرار
1- الثبات في المسيح:
* فيكون كشجرة مغروسة: الشجرة رمز للصليب, لذلك قابل السيد المسيح زكا عند الشجرة, قابل السامرية الساعة 12 ظهرا لأنه وقت الخلاص.
* الله صنع لنا الطبيعة كوسائل تعليمية لسلوكنا الروحي.
* الشجرة تنمو في هدوء وفي صمت.. وتقدم المنظر الجميل وتقدم ثمرا وغذاء ودواء. هل أنت مثل الشجرة التي تعطي؟!
* الشجرة المغروسة لها جذور, والله لا يحب الإنسان أن يكون سطحيا بل يجب أن يكون له جذور.
* الشجرة المغروسة لها تاريخ وجذور, والجذور هنا هم الآباء الذين سلمونا الإيمان والحياة (من جيل إلي جيل).
* الشجرة الضعيفة تأتي رياح ضعيفة فتنزعها من أرضها, لكن الشجرة القوية الثابتة لا يؤثر فيها شيء.
* الشجرة المغروسة لها جذور ممتدة, وبامتدادها تبحث عن غذاء صحيح. وبهذه الجذور تبحث عن المياه.
2- الامتلاء بالروح
* عند مجاري المياه: أي المياه التي تجري, مياه متجددة, لذلك هذه الشجرة يانعة.
* في الفهم الروحي الكنسي مجاري المياه هي الأسرار الكنسية التي نأخذ فيها نعما كثيرة, والتي يعمل فيها الروح القدس.
3- التزين بالفضائل
* التي تعطي ثمرها في أوانه: الثمر هو حياة الفضائل, يصير الإنسان مثل الشجرة, الفضائل تظهر في حياته في كل أوان.
* وورقها لا يذبل: أي مكسوة بالنعمة بالحضور المسيحي.
* دائما خضراء متجددة, منظرها رائع, والسبب أنها مرتبطة بمجاري المياه.
* وكل ما يصنعه ينجح: وهذه هي النتيجة, كل ما يصنعه ينجح لأنه يعيش الوصية. هذه هي الصورة المثالية, وليست بعيدة عن أي إنسان منا.
* المزمور الأول يضع خطة عامة تصلح لكل البشر, ويقدم هذا الدرس الروحي مع وسيلة تعليمية واسعة الانتشار في العالم, وهي الشجر ويقول لك: عش وتمتع بوجودك في هذا الجو الروحي, فتكون حياتك كلها ناجحة, ويكون لك نصيب في الأبدية وفي السماء.