كل شخص منا يعمل ويشعر ويتصرف بطريقة تتسق مع صورة الذات داخله, بصرف النظر عن واقعية تلك الصورة, وكما يؤكد علماء التنمية البشرية أن العالم الخارجي ما هو إلا انعكاس للعالم الداخلي, فإن أية تغييرات سلوكية حقيقية لن تحدث ما لم يتم تغيير الصورة الداخلية للذات, هذه الصورة التي تكونت في مرحلة الطفولة من التربية والمدرسة والمحيط الذي نشأنا فيه والأشخاص المؤثرين في حياتنا, والرائع والمدهش أننا يمكننا تغييرها في أي مرحلة من مراحل العمر, لأن أي شيء قد تم تعلمه يمكن أن يعاد تقييمه وهدمه, وأي شيء يتم هدمه يمكن أن يعاد تعلمه من خلال المعلومات الجدية لاستبدال المعلومات القديمة, بمعني أن صورة الذات غير الإيجابية يمكن محوها, مثل شريط التسجيل, ومن ثم يتم استبدالها بصورة ذاتية جديدة إيجابية الصورة الذاتية تتكون من: أفكار, معتقدات, سلوكيات. الأفكار: عندما تقبل أي فكرة عن نفسك من أي مصدر خارجي وتعتقد أنها صادقة, عندها سيكون لها تأثير قوي جدا علي صورتك الذاتية, من الآن راقب أفكارك جيدا, احترم آراء الآخرين وفي نفس الوقت لا تضع في عقلك إلا المفيد منها, ركز علي تجاربك الإيجابية الناجحة, ونقاط القوة داخلك, ركز علي أهدافك وأحلامك وكل ما يفيدك, أنك عندما تطلع علي قائمة الطعام في مطعم وتختار نوعا, فإنك تزيل بفاعلية بقية قائمة الطعام, وهكذا الأمر مع اختيارات صورتك الذاتية, عندما يضع العقل الواعي هدفا فإنه يزيل كافة البدائل.
ـ المعتقدات: المعتقداك قوية, وهي الجمل التي قيلت لك عن نفسك وصدقتها فأصبحت راسخة في تكوين صورتك الذاتية, لذلك من أهم مبادئ التربية السليمة أن كل كلمة تقال بعد كلمة أنا أو أنت للطفل لابد أن تكون إيجابية, لأنها تترسخ في عقله الباطن وترسم صورته الذاتية عن نفسه, التي تكون أساس تصرفاته وسلوكياته عندما يكبر, المعتقدات قوية لأنها هي التي توجد المجتمعات وتنظم حياتنا وتحدد قدراتنا, وفي نفس الوقت خيالنا أكثر قوة, لأنه يمكنه تغيير معتقداتنا أنفسنا, تبني من الآن المعتقدات القوية النافعة لك لتكوين صورة ذاتية أفضل, تبني جملا إيجابية تصف بها نفسك, يكفي أن تتعود علي ترديد عبارة أنا ابن الملك لتتحسن صورتك الذاتية عن نفسك فورا.
ـ السلوك: الأفكار تؤدي المعتقدات ثم إلي توقعات ثم إلي سلوكيات من نفس النوع, هذا التتابع هو الذي تبني عليه حياتنا, عندما نتبني أفكارا إيجابية واعتقادات وتوقعات إيجابية لابد أن تصابحها سلوكيات إيجابية لتقوية صورتنا الذاتية عن أنفسنا.
ارسم حياتك من جديد, اكتب خطة منظمة مترجمة إلي سلوكيات وأهداف لتؤكد الصورة الجديدة, تأكد تماما من أنك بالنسبة لصورتك الذاتية لست مجرد فرشة وألوان, بل أنت الفنان, إننا بتغيير أفكارنا ومعتقداتنا وسلوكياتنا نبني لأنفسنا صورة ذاتية رائعة ونسعد بحياتنا, ويكون يومنا حلوا وجميلا وبنعمة ربنا بكرة أحلي.
Facebook: milad moussa