استبعد الدكتور أكرم حسام، رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية، حدوث حرب واسعة النطاق تشمل بيلاروسيا ودول البلطيق وبالتالي دول الناتو، وقال: “توقعات وصول الأمر لمرحلة الحرب لا يزال بعيد إلى حد كبير، فالوضع لا يزال مستقر على الحدود والتوترات الموجودة حاليا لا يمكن وصفها بأنها استعداد الدولتين للاشتباك المباشر.”
وسرد دكتور أكرم أسباب ذلك قائلًا: “أولًا الطرف الروسي نفسه لا يود توسيع نطاق الحرب ولا يرغب حتى الآن في اقحام بيلاروسيا في الحرب بشكل مباشر بالرغم من أن بيلاروسيا حليف رئيسي لروسيا ولعبت بعض الأدوار في بداية العملية العسكرية لكن حتى الآن حجم انخراطها في العملية الاوكرانية لا يمكن معه الحديث عن تدخل مباشر سواء داخل أوكرانيا أو مع دول مجاورة. ثانيًا الإدارة الأمريكية لا تود دخول قوات الناتو في اشتباك مباشر مع القوات الروسية. ” لافتًا إلى وجود خطوط حمراء يرغب الطرفان في الحفاظ عليها مثل ألا تقع مواجهة مباشرة بين قوات الاتحاد الروسي والناتو.
ولفت إلى وجود قنوات اتصال مفتوحة بين روسيا والجانب الامريكي وبين الجانب الروسي والجانب الأوروبي من خلالها يمكن توصيل بعض الرسائل التي يمكن ان تحد من فرص التقاء قوات الناتو وقوات روسيا بشكل مباشر. واستبعد تغيير ذلك إلا إذا طرأ شيء جديد، قد يكون سبب ذلك الدول الصغيرة لأنها من الممكن أن تورط الدول الكبرى في صراع كبير، ملمحًا إلى بولندا والمعروفة بأدوارها الشرسة في أوروبا وأنها دولة محرضة على الحرب وهناك عداء تاريخي بينها وبين روسيا يمتد لقرون وهناك خشية بالفعل من توسيع مدى الحرب لتشمل دول أخرى.
وأضاف: “هناك شيء حدث آثار القلق ممثلا في الدور التي لعبته بيلا روسيا في إنقاذ فاجنر من روسيا واستضافتها على الأراضي البيلاروسية وهو ما أشرنا إليه في أكثر من مرة على انه مصدر قلق بالنسبة لدول البلطيق لان في تخوف أن تلك القوات تم نقلها من الساحة الأوكرانية لتكون مستعدة لاحتمال تطوير الحرب وتوسيع مداها مع دول البلطيق بشكل أساسي وحينها سيتم إسناد تلك المهمة إلى القيادة الروسية الشمالية بالإضافة إلى فاجنر.”
وتوقع أكرم حسام أن مستوى التوتر سيظل على الحدود الروسية والبيلاروسية مع دول البلطيق في المستوى المحدود وليس المستوى المتوسط فلا توجد حتى الآن مؤشرات حقيقية على إمكانية تسخين الجبهة الشمالية لروسيا.