في الموعد الأسبوعي لصالون نقابة الصحفيين الأدبي، والذي استضاف هذا الأسبوع الروائية سلوى بكر قالت:” إن المثقف الحقيقي لا يذهب إلى الميدان ليقول يسقط ويحيا وإنما يحاول جاهداً طوال الوقت إيجاد حلول وأفكار لكيفية النهوض بمجتمعه”
سلوى بكر الحائزة على جائزة الدولة التقديرية عام ٢٠٢١ عن مجمل أعمالها الأدبية مثل( نونة الشعنونة،عجين الفلاحة،وصف البلبل،كوكو سودان،ايقاعات متعاكسة،العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء) وغيرها، ولقد ترجمت أعمالها إلى أكثر من ١٧ لغة
استهلت سلوى بكر حديثها برواية ( الصفصاف) التي رفضت دار الهلال نشرها لها بزعم أنها عابت في نقيب الأشراف في القرن الثامن عشر “خليل البكري” وابنته “زينب” وفي سلوكهما وعلاقة ابنته بنابليون بونابرت رغم أنها لم تره ولم تعرفه وإنما نقلت ذلك عن “الجبرتي” فتوجهت بها إلى هيئة الكتاب وتم نشرها
ثم تحدثت عن طفولتها وصباها فقالت:” تربيت في الصغر على شعار ( الإتحاد والنظام والعمل) وكنا نربط ضفائرنا بعلم التحرير وكانوا يطلقون على ثورة يوليو(الحركة المباركة)، ونشأت لأرى أصدقاء والدىّ هم شوقي ضيف وبيكار والمازني ومحمود غنيم وزوجاتهم ممن شاركن في ثورة ١٩١٩ وفي بيوتهم المليئة بالثقافة قرأت المنفلوطي وأمهات الكتب وزميلاتي في المدرسة كانوا بنات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووزير السد العالي ومع ذلك لم نشعر قط بأى تفرقة بين أولاد الرئيس والمسؤولين وبين عامة الشعب أمثالنا فقد كان هناك تطبيق حقيقي للعدالة والمواطنة وحقوق الإنسان دون الطنطنة بكلام غير حقيقي، وكانت ناظرة المدرسة ممن طبق عليهم قانون الإستعمار الانجليزي بعدم الزواج فكانت شديدة وصارمة جدا، وبعدما انتقلت إلى الجامعة وفترة المظاهرات والثورية شعرنا فيها حقا بمعنى الانتماء وحرية الرأي والتعبير”
وعن حبها للكتابة والقراءة قالت:”الكاتب يجب أن يكون واسع المعرفة موسوعي الثقافة، فالكتابة لا يوجد بها شئ مجاني أبدا وكل رمز في روايتك له دلالة ما فعندما أحكي مثلا عن شخص جالس تحت شجرة؛ لابد أن أحدد نوعها فمدلول شجرة التوت يختلف عن التفاح أو التين ويختلف عن النخيل طبعاً لأن لكل منها خصائص في طبيعتها واستخدامي لها لايجب أن يكون صدفة مطلقاً،كذلك الأحياء والمناطق فالحديث عن منطقة مثل شبرا مثلا لم تكن لها وجود قبل القرن الثاني عشر كذلك منطقة السيدة زينب ظلت عبارة عن مستنقعات حتى القرن الخامس عشر، ولهذا يتوجب على دراسة تاريخ الحى وطبوغراغية شوارعه وزمن كتابتي للأحداث، فقد اختفت معظم المعالم وظهرت أخرى عبر مراحل التاريخ”
واختتمت حديثها قائلة:”هناك الكثير من الحضارات السريانية والفارسية والرومانية وغيرها ممن ترجموا حضارتنا وطبقوها وأوروبا مثلا تعي عن حضارتنا تلك أكثر مننا بكثير فلا زالت معرفتنا ضحلة وقشرية فيما يخص حضارتنا التي تحدثت حتى عن آداب تناول الطعام والضيافة في القرن الثاني عشر أي في الوقت الذي كان فيه العالم يعيش حياة بدائية مظلمة، وأعتقد أن السبب هو المنظومة التعليمية التي تزداد سوءا جيلا بعد جيل أصبح اهتمامنا فيها تعليم أولادنا حسب الأنظمة الإنجليزية والأمريكية وتجهيلهم بثقافاتهم”.