هل يتذكر أبناء جيل الستينات والسبعينات أكياس الفاكهة والعيش المصنوعة من الورق، هل يتذكر أبناء هذا الجيل كيف كان يسهل التخلص من الورق وإعادة تدويره منزلياً؟ حينها لم يكن استخدام أكياس البلاستيك ذات المرة الواحدة، قد تفشى هكذا، بل كانت الحقائب القماش منتشرة الاستخدام، لكن يبدو أن العالم الذي يميل للاستهلاك والمظاهر قد تغلب على الطبيعة وقرر هزيمتها، فانتج مئات الملايين من مخلفات البلاستيك، ومع زيادة التلوث وصعوبة التخلص من بقايا البلاستيك ظهرت نداءات العودة للاغراض القماشية، او الورقية ايهما ارخص واقل ضرراً، البلاستيك أحادي الاستخدام، انه مصطلح يعني جميع العبوات والأغراض البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة قبل إلقائها أو إعادة تدويرها. هذه الأغراض تشمل الأكياس البلاستيكية والقش وعبوات المياه ومعظم أغلفة المواد الغذائية. تذهب هذه العبوات الى قاع البحر او تتجه الى الحرق، او اي وسيلة للتخلص هي في مجملها تلويث للهواء والطبيعة، يضر بالإنسان والطبيعة، العالم ينتج ملايين الأطنان سنوياً منها، حتى أن الأمم المتحدة قالت ان ما ينتجه العالم من مخلفات بلاستيكية يعادل وزن برج ايفل 2200 مرة، لذلك اهتم العالم هذا العام بتخصيص يوم البيئة العالمي للتخلص من التلوث بسبب تلك العبوات، تحت شعار” دحر التلوث البلاستيكي”
في هذا الإطار قال د. عماد الدين عدلي رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة، رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة خلال انطلاق أسبوع الاحتفال بيوم البيئة العالمي لعام 2023، والذي يأتي تحت شعار” دحر التلوث البلاستيكي”:أطلقت وزارة البيئة منذ عام مبادرة للتوسع في استخدام بدائل للبلاستيك أحادي الاستخدام، تتضمن العديد من الإجراءات للاستغناء عن المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام في جميع عملياتها بحلول عام 2025 مثل التخلص من أكياس البقالة البلاستيكية، كذلك القيام بعمل حملات توعوية واسعة النطاق، و للتعريف بمخاطر استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وحجم تأثيره الضار على البيئة.
وأشار عدلي ان الاستمرار في المبادرة لسنتين، اعتقد انه يحقق المرجو منه، لان البلاستيك يمثل مشكلة كبيرة في البيئة المصرية، كما أن المبادرة تمت بمساعدة وزارة البيئة في الحصول على رعاية وزارة الصحة، لان حرق البلاستيك يؤذي الصحة العامة، وأشار عدلي إلى أنه ضمن جولة غدا في الاسكندرية والتي سوف تقوم بها الوزيرة ياسمين فؤاد سوف يتم تنفيذ نموذج للتخلص من البلاستيك بنزول غواصين الي قاع البحر، والخروج بعض من البلاستيك
من جانبها قالت د. يمن الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، خلال اللقاء: للتنمية المستدامة ثلاثة أضلاع هي البيئة والمجتمع والاقتصاد، و إحدى مشكلاتنا تناسي وإهمال ضلع الاقتصاد، او عدم إسناده للمتخصصين فيه، لذلك فإن محور الاستثمار في الشق الاقتصادي مهم جدا، وبتتشريح الوضع الحالي يتبين ان قضية الاستثمار محورية لمصر، فمصر من اغنى ٣٢ دولة في العالم. لكننا نواجه مشاكل كبرى في إدارة مواردنا وثرواتنا، وهناك مشاكل تمويل ومشاكل تضخم، وما يعنينا هنا هو قطاع الصناعة أنه القطاع المحرك لكل المعجزات الاقتصادية، مثل النموذج الكوري و النموذج الصيني. والتاريخ يؤكد أن قطاع الصناعة يخفف من الفقر، لكننا أخفقنا في ذلك، والتقارير ايضا تؤكد أن مصر لم تنجح في تحقيق أهداف الألفية، اذ اننا لم ننجح في القضاء على الفقر بل زاد،
وأضافت الحماقي موضحة:” ان مساهمة قطاع الصناعة في الناتج القومي ١٥٪ فقط وهو معدل متدني ففي الصين بلغت هذه المساهمة 50٪ أما في مجال التصدير فايضا مساهمة القطاع الصناعي، منخفضة جدا، لذلك اذا ادخلنا الصناعة الخضراء خاصة وأن انبعاثاتنا من قطاع الصناعة قليلة ، سوف نجني تقدماً، لأن الصناعة والتصنيع هو أساس تقدم المجتمعات
.