تريزيجيه بدأ مشواره مع مصر في كأس العالم تحت ٢٠ سنة تركيا ٢٠١٣، محمود حسن مثّل منتخب مصر في تركيا ٢٠١٣، الجناح المعروف بـ(تريزيجيه) شارك في كأس العالم روسيا ٢٠١٨.
أحد أكثر المصريين لعبًا وتهديفًا في الدوري الإنجليزي، سجل منتخب مصر مشاركته الثالثة على التوالي في كأس العالم تحت ٢٠ سنة بتأهله إلى نسخة تركيا ٢٠١٣، ورغم أن المشاركة جاءت أقل من سابقتيها التين تأهل فيهما الفراعنة الصغار إلى دور الـ١٦، إلا أنها شهدت بروز بعض الأسماء الذين أصبح لهم بصمة في الكرة المصرية في السنوات التالية أمثال محمود عبدالمنعم (كهربا) وأحمد حسن (كوكا) ورامي ربيعة.
أبرز تلك الأسماء على الإطلاق كان الجناح الماهر محمود حسن المعروف بـ(تريزيجيه).
بعد انطلاقة مخيبة بالخسارة أمام تشيلي بهدفين لهدف أحرزه كهربا، وضع تريزيجيه أول لمساته في البطولة بتمريرة ساحرة بالكعب هيأ بها الكرة للظهير أسامة إبراهيم الذي أرسل عرضية ترجمها كوكا في الشباك ليضع مصر في المقدمة، إلا أن هدفين عراقيين، واحد في كل شوط، تسببا في هزيمة ثانية على التوالي ونهاية آمال التأهل للدور التالي.
على الرغم من ذلك قدم المصريون أجمل مبارياتهم في البطولة مختتمين رحلتهم في تركيا ٢٠١٣ بانتصار معنوي. الجمهور الإنجليزي تعرّف على مهارات تريزيجيه لأول مرة عندما استلم الكرة على الناحية اليسرى خارج منطقة الجزاء، وراوغ قائد إنجلترا المدافع كونور كودي بطريقة رائعة قبل أن يرسل تسديدة لولبية في الزاوية البعيدة من مرمى الحارس سام جونستون ليفتتح أهداف مصر. كوكا أضاف ثاني أهداف الفراعنة ليؤكد الفوز المعنوي.
طموح بلا حدود:
لاعب الجناح بدأ كمهاجم في صغره وكان حليق الرأس غزير التهديف مما جعل المحيطين به يشبهونه بالنجم الفرنسي دافيد تريزيجيه، واستمر بحمل اللقب حتى طغى على اسمه حتى بعد أن غيّر مركزه وتخلى عن حلاقة شعره بالكامل.
مسيرته مع الأندية انطلقت محليًا مع الأهلي المصري، ومعه حصد خمسة كؤوس إفريقية خلال ثلاثة مواسم قبل أن يتجاوز سن العشرين، ففاز بلقبين متتاليين في دوري أبطال إفريقيا وأتبعهما بلقب الكونفدرالية الإفريقية ولقبين لكأس السوبر الإفريقي، وبين كل تلك النجاحات حقق أيضًا لقبي الدوري المصري وكأس السوبر المصري.
بعد أن حقق كل الممكن بالقميص الأحمر، قرر الطموح تريزيجيه أن وقت الذهاب إلى أوروبا قد حان، ليبدأ في ٢٠١٥ مغامرة أوروبية مستمرة حتى يومنا هذا، قادته إلى بلجيكا وإنجلترا وتركيا حيث يمثل نادي طرابزون سبور حاليًا.
قمة نجاحات تريزيجيه في أوروبا جاءت بقميص أستون فيلا، حيث سجل أحد أهم أهداف الفيلانز في السنوات الأخيرة. في مباراة تاريخية كان أستون فيلا متعادلاً أمام ضيفه ليستر سيتي في نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، ومع دخول المباراة إلى الوقت بدل الضائع، هرب تريزيجيه من الرقابة وقابل عرضية مواطنه أحمد المحمدي من أول لمسة على الطائر في شباك الخصم ليقود فيلا إلى أول نهائي لهم منذ تسعة أعوام.
بعد ثلاثة مواسم مميزة في ملعب فيلا بارك، غادر تريزيجيه عائدًا إلى تركيا التي كان قد مثّل فيها نادي قاسم باشا سابقًا، لكنه هذه المرة انضم إلى إسطنبول باشاك شهير ومنه إلى طرابزون سبور.
بعد نصف موسم. مسيرة تريزيجيه في الدوري الإنجليزي كانت مميزة، فأصبح رابع أكثر لاعب مصري إحرازًا للأهداف في البطولة بعد محمد صلاح وأحمد حسام ميدو وعمرو زكي، كما أنه خامس أكثر لاعب مصري مشاركة في البطولة برصيد ٥٦ مباراة، خلف صلاح والمحمدي وميدو ومحمد النني.
تريزيجيه الفرعون:
اختير تريزيجيه لتمثيل منتخب مصر لأول مرة في ٢٠١٤ بعد عام من ظهوره المميز في تركيا. وشارك مع الفريق الذي وصل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا ٢٠١٧ وتأهل إلى كأس العالم روسيا ٢٠١٨، إلا أن اللحظة الأبرز في مسيرته الدولية التي وصلت إلى ٦٠ مباراة دولية، جاءت في يناير ٢٠٢٢ في الكاميرون.
في ربع نهائي عربي مثير في ياوندي، تأخر الفراعنة أمام منتخب المغرب بهدف مبكر من ركلة جزاء سجلها سفيان بوفال. الفراعنة عادوا في الشوط الثاني بهدف من إمضاء محمد صلاح لتدخل المباراة إلى الأشواط الإضافية. تريزيجيه أظهر ذكاء كبيرًا في التحرك في المساحة الخالية عند القائم البعيد ليقابل عرضية صلاح من اليمين ويسكنها الشباك مسجلاً هدف الفوز الذي قاد مصر إلى نصف النهائي الذي تغلبت فيه على الدولة المستضيفة قبل أن تخسر أمام السنغال في النهائي بذات الطريقة.