تنيح الراهب المتوحد القمص بيشوي الأنبا بولا، منذ قليل، عن عمر ناهز الـ٧٧ عامًا، قضى منهم ٣٢ عامًا راهبًا.
وهو بالميلاد يُدعى فارس سلامة فرج، من مواليد ١٩٤٦/١/١ – المنصورة، حصل على بكالوريوس في الزراعة جامعة الإسكندرية، قبل رهبنته عمل مهندسًا زراعيًا سنة ١٩٨٠ بدير القديس الأنبا بولا. ويُعد من رهبان الدير المتوحدين، لهذا يعرفه الكل بـ”أبونا بيشوي الأنبا بولا المتوحد”.
.
توحد المتنيح القمص بيشوي بأعلى جبل في منطقة دير القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح، حيث يعلو قمته صليب كبير، وهو يُعد راهبٌ متوحدٌ بالدرجة الأولى، شديد التجرد، بعيد كل البعد عن استعمال أي من تقنيات العصر كالحاسوب أو المحمول، راهب يحب خدمة الناس إلى أبعد حد ممكن، وذلك انطلاقًا من محبته للملك المسيح الذي أحب العالم كله حتى الموت. لا يأتي أحد إلى دير القديس الأنبا بولا للزيارة إلا و يلتقيه.
.
كان الراهب المتنيح محبوبًا جدًا من زائري الدير، ومعروف عنه أنه رجل «بركة»، ويذهب إليه الكل لالتماس البركة والصلاة، فتذهب السيدات إليه آملين أن يُرزقن بالخلف الصالح، وطلاب الثانوية العامة كي يطمئنوا قبل صدور النتيجة على مستقبلهم ووجهاتهم.
كل من يذهب إلى دير القديس الأنبا بولا يكون حريصًا على مقابلته، حتى أن الرحلات كانت تحدد مواعيدها على وقت وجوده بالدير لنيل البركة، ولم تكن لديه خدمة خارج الدير، ولم تصدر له مؤلفات أو كتب.
عرض مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث على القمص بيشوي الأسقفية مرتين: الأولى لإيبارشية جنوب سيناء، والثانية لرئاسة دير القديس الأنبا بولا بعد نياحة الأنبا أغاثون؛ لكنه رفض.