تصلي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلوات البصخة المقدسة طيلة أسبوع الآلام وفى بصخة يوم الأربعاء تحدث الكتاب المقدس عن عشبة الناردين، لذلك سوف نتحدث عنه حتى ندرك علاقته ببصخة اليوم والكتاب المقدس، وذكرت تلك المعلومات القيمة في كتاب أشجار في طريق الجلجثة للدكتور فليمون كامل.
يمكننا أن نسمي يوم الاربعاء (يوم الطيب) فنري مشهدين متناقضين الحب والخيانة في يوم واحد ونجد مشهد الحب في إنجيل الساعة السادسة من يوم الأربعاء يو12: 8-1 والساعة الثالثة ليلة الخميس من البصخة المقدسة مر 14: 3.
_الناردين في الكتاب المقدس
ذُكر الناردين في الكتاب المقدس خمس مرات، حيث ذكر فى نشيد الانشاد كنبوة عن مشهد تطييب أرجل المسيح ” ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته”(نش 1: 12) وأخري تكفيين ،المسيح له المجد ” ناردين وكركم. قصب الذريرة وقرف، مع كل عود اللبان. مر وعود مع كل أنفس الأطياب”(نش 4: 14).
_ رمز الناردين في العهد الجديد
هناك قصتين متشابهتين في حادثة سكب الطيب،الأولي في
(لو50-36:7). حدثت في الجليل في بيت سمعان الفريسي في بداية خدمته وكانت تلك المرأة خاطه ومعروفة بخطيتها وإن كانت قد تابت حديثا. والاخري التي نحن بصددها (مت 26: 6 و مر 14: 3ويو 12: l – 8) فقد حدثت في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص. غالبا كان سمعان الأبرص هو والد هذه الأسرة أي لعازر ومرثا ومريم (مر3:14) وقد دهنت مريم (أخت لعازر) رأس وقدمي يسوع به (يو ١٢: ٣).
ففى قصة لوقا انسانه خاطئة تسكب الطيب بروح التوبة وفى متى ومرقس ويوحنا انسانة فاضلة محبة تعلن محبتها تكسب الطيب بروح النبوة لتكفين يسوع.
إقترب الصليب “ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت.
عنيا حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها. فامتلا البيت من رائحة الطيب” (يو12: 1-3).
هذه الرائحة العطرة هى رائحة موت السيد المسيح رائحة حياة لحياة الذين يخلصون ورائحة موت لموت الذين يهلكون(2كو2: 15،16).
موت المسيح هو موت محيي، خال من الفساد. لأنه قدوس بلا خطية. فالموت الذي ماته، قد ماته عن آخرين. وفاحت رائحة محبته بموته فداء عنا. لهذا قالت عروس النشيد “مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته” (نش1: 12). وقالت أيضا “لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق. لذلك أحبتك العذارى” (نش1: 3) لقد تصور يهوذا الإسخريوطي أن سكب الطيب على جسد السيد المسيح، هو نوع من الرفاهية، وانتقد هذا الوضع (يو12: 5).
ولكن السيد المسيح في تواضعه كشف أن هذا الطيب هو لتكفينه، وهو علامة قبوله الموت ودخوله القبر بإرادته فقبوله لتكفينه وهو حي قبل الموت، هو منتهى الاتضاع. وقال السيد المسيح دفاعا عن مريم التي سكبت الطيب”اتركوها. إنها ليوم تكفيني قد حفظته” (يو12: 7).
لقد حققت مريم أخت لعازر بمحبتها للسيد المسيح وبإرشاد
من روح الله، تلك النبوءات الرائعة عن رائحة الناردين في مجلس الملك “أفاح نارديني رائحته” (نش1: 12)، وما أثمن تحقيق النبوءات في نشر الإنجيل والبشارة المفرحة بالخلاص لكل العالم.
إنه أثمن شيء في الوجود أن يصدق البشر كلام الإنجيل.
وقد ظلت رائحة الناردين الخالص الكثير الثمن عالقة بجسد
السيد المسيح حتى وهو على الصليب. لأن اسم المخلص هو ذهن مهراق يجتذب بالحب إليه جميع شعوب الأرض الباحثة عن خلاص الله فالمسيح كلي المجد ملك بصليبه على قلبي، ولما صار قلبي مجلسا ومسكنا له ويملك عليه، فاحت رائحته وما يجعل رائحة النفس تفوح كناردين هو أن تقبل النفس أن تسكب عن المسيح فتشترك معه في صليبه(مثل الشهداء). وتظهر النفس قابلة للصليب دائسة العالم مع عريسها. فرائحة العطر تفوح عندما تكسر زجاجة الطيب. رائحة الناردين هنا هي رائحة النفس لذلك تقول ناردينى.
النفس أو الكنيسة التي يسكن فيها المسيح هي أفضل كارزة
لأن رائحة المسيح الذي فيها تجذب الآخرين لها.