ازهد فيما في الدنيا يحبك ا لله, ازهد فيما في يد الناس يحبك الناس
(من أقوال مار إسحق السرياني)
وإن كانت هذه المقولة تنسب لمار إسحق السرياني أشهر آباء البرية إلا أن البابا كيرلس جعلها شعارا له طيلة حياته علي الأرض, كل من كان يزوره لنوال البركة كان يري هذه الكلمات ملصقة علي جدران قاعة الاستقبال بالمقر بالأزبكية. كان البابا كيرلس السادس زاهدا ناسكا متضعا بالرغم من وصوله إلي درجة البطريركية, ولكن لم ينس يوما أنه راهبا سبق أن نذر نذور الرهبانية ومن أهمها الفقر الاختياري.
مما يلفت النظر أن شهر مارس يذخر بتذكار كوكبة من القديسين يتوحهه تذكار البابا كيرلس ثم تذكار البابا شنودة الثالث وتذكار القمص فلتاؤس السرياني وتذكار القمص ميخائيل إبراهيم ثم تذكار أبونا بيشوي كامل الذي استحق أن يضاف باسمه في أوشيه (صلاة) المجمع بالقداس الإلهي, وذلك بقرار المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية..
وهنا أقول عن صاحب هذا التذكار سيدي وأبي البابا كيرلس كنت ينبوعا من الفضائل ولا زلت بحرا زاخرا بالبركات كتب عنك الكثير جدا عن معجزاتك التي تبهر العقول, ولكن بقي ما هو أكثر, وكان السر في ذلك أنه كان رجل الصلاة, كانت الصلاة هي الحل الوحيد لكل المشاكل مع إقامة القداسات. وعن ذلك يذكر البابا شنودة الثالث إذا أردنا أن نرسم صورة له تكون صورته بجوار المذبح الذي لم يفارقه حتي في الجبل حيث الطاحونة, مما يشكل صعوبة لكن الله كان يرسل له الشماس والدقيق والماء. وكان رفع بخور باكر وعشية هي الذبيحة المسائية في كل صباح وأمسية. يحل تذكار نياحته الخميس القادم.
e.mail: [email protected]