بقلم: م. منــير وصـــفي بطـــــرس
باحث في موسيقى الألحان القبـطية
مـــدرس مــــادة اللــــحن الكنـــسي
بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيــة
احتفلت كنيستنا في الأسبوع الماضي بعيد دخول السيدالمسيح إلى الهيكل وسوف نستكمل بنعمة المسيحدراستنا.
يَذكُر التاريخ أن سمعان الشيخ حينما ترجم التوراة مناللغة العبرية إلى اللغة اليونانية في بأمر بطليموس، وصلإلى قوله (هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا)، داخله الشك فيأن تَلِد عذراء، فرأى رؤيا تؤكد له أنه لن يموت حتى يرىالمسيح الرب مولوداً من عذراء، وعاش نحو ثلاثمائة سنةحتى حَمِل السيد على ذراعيه إذ أعلمه الروح القدس به، فبارك الله قائلاً (الآن يا سيد تُطلق عبدك بسلام) (لو2: 29)، والكنيسة في هذه الذكرى المباركة تحتفل بدورانالكاهن والشمامسة حول المذبح، وتصلي الكنيسة فيهذا العيد بالطقس الفرايحي، وتقرأ القراءات وتُصَلَّيالألحان الخاصة بالعيد.
ولقد رتبت كنيستنا القبطية ثلاث دورات متشابهة مأخوذةمن قصة حَمل سمعان الشيخ للسيد المسيح عند دخولهالهيكل، في أكثر من مناسبة طقسية عن طريق الدورانحول المذبح داخل الهيكل، ولها معاني طقسية جميلةمكملة لبعضها البعض، كما تُذكَر تسبحة القديسسمعان الشيخ في تسبحة نصف الليل، وفي صلاة النومفي الأجبية، وفي مناسبات أخرى.
أولاً طقس دورة المذبح قبل الإنجيل في كل قداسإلهي:
بعد أوشية الإنجيل في صلاة رفع بخوري عشية وباكروإنجيل القداس الإلهي، يدخل الكاهن الهيكل ويدورحول المذبح دورة واحدة (إشارة إلى إتيان المخلص إلىالعالم)، والشماس أمامه (مثل يوحنا المعمدان الذي أتىسابق ومُهَيِّيء الطريق للمسيح)، حاملاً البشارة وعليهاالصليب (إشارة إلى انتشار الكرازة بالإنجيل للخليقةكلها، وإعلاناً عن خلاصنا الذي تم بالصليب، وأن المسيحبدأ بشارته في الجليل يكرز بالتوبه ويقول قد اقتربملكوت السموات)، قائلاً: “الآن يا سيدي تطلق عبدكبسلام حسب قولك؛ لأن عيناي قد أبصرتا خلاصك الذيأعددته قدام جميع الشعوب نورا للأمم ومجداً لشعبكإسرائيل (وهذه الصلاة تُعَبِّر عن معنى الاستعداد، فلايَطلُب الانطلاق من العالم إلا الواثق المُستَعِد للأبدية)، وفي أثناء هذه التسبحة يُرَنَّم المزمور بالقبطي (الذييُشير إلى انتهاء زمن العهد القديم وابتداء زمن العهدالجديد بالإنجيل)، ثم يأخذ الكاهن البشارة من يدالشماس ويضعها على رأسه
…