-مشروع عانس و راجل ناقص وجهان لفكرة واحدة
-المرأة العربية لا زالت تعاني التعنيف وعدم التقدير
بعد أن رفض أهلها التحاقها بكلية الإعلام خارج محافظة القاهرة، التحقت بكلية السياحة والفنادق (قسم إدارة) جامعة حلوان لقربها من سكنها، لم تستسلم رحاب صبري للظروف وتمسكت بحلمها، حيث أنها عملت كمذيعة ومُعدة مع بداية دخولها الجامعة، فانتقلت من ماسبيرو إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، حتى اكتشفت موهبتها في الكتابة، فسردت ستة أعمال ما بين الكتب والروايات، تناقش من خلالها أهم القضايا التي لمستها وآمنت بها، وذلك بلغة عربية فصحى مُبسطة يتسللها حوار عامي أنيق.
س/ من اكتشف فيكِ موهبة الكتابة؟ ما هي أول أعمالك؟
ج/ اكتشف صديقاتي موهبتي في الكتابة عام 2014، حيث كنت أعمل مذيعة ومُعدة في إحدى القنوات، وتعمقت في كتابة الموضوعات التي كنت أعدها، كنت أستمع إلى تجارب الفتيات، والقصص التي تجذبني أقوم بتسجيلها وتدوينها، وأصدرت أول كتاب لي عام 2015.
س/ كيف اتخذتِ قرار النشر بهذه السرعة؟
ج/ شجعتني إحدى الصديقات على الكتابة بشكل احترافي، بل أنها وجهتني إلى دار نشر، ومن هنا أتت السرعة، حيث أن أكثر ما يعيق الكاتب في الخروج إلى النور هو العثور على دار نشر مناسبة تؤمن به.
س/ هل الكتابة الأدبية هي سبب تركك لعملك كمُعدة ومذيعة؟
ج/ في الحقيقة لا، أنا توقفت منذ 4 سنوات عن العمل في الإعلام بعد أن رزقني الله بطفل، ولكني لم أتوقف عن الكتابة و أستطيع التوفيق بين دوري كأم وموهبتي ككاتبة.
س/ حتى الآن لكِ ستة إصدارات في عالم الأدب.. ما أول عمل لكِ؟
ج/ كتاب مشروع عانس، وهو كتاب اجتماعي طرحت له جزء ثاني بعد فترة، ناقشت فيه فكرة العنوسة سواء للفتاة المتزوجة أو غير المتزوجة، حيث أنني أرى الشعوب العربية تحصر نجاح البنت فقط في محطة الزواج .. الكتاب تسع قصص مختلفة ومقدمة يُعرض من خلالها الموضوع، وفي فصل النهاية أناقش فكرة الأثر الطيب في الدنيا، ونجاحات العمر العديدة البعيدة عن فكرة الزواج.
س/ وماذا عن فكرة عملك الثاني؟
ج/ رواية “قلوب وراء الجدران”، أناقش فيها أيضًا فكرة العنف ضد المرأة والعنف المنبثق منها، وأطرح مدى تأثير ذلك على الأسرة والمحيطين بها، فهي رواية تشويقية تسير في إطار تناول جريمة قتل.
س/ هل تتخذين مسار الفكر النسوي في كتاباتك؟
ج/ لا، أنا أناقش فكر اجتماعي، أطرح فيه رؤيتي لعلاقة الرجل بالمرأة والحب بشكل عام، فمثلًا كتبت رواية باسم “كيميرا”، وهي تتحدث عن ظاهرة طبية بنفس الاسم، كنت أناقش من خلالها فكرة الشك وأتساءل هل من الممكن أن يقتل الحب أم لا؟
س/ حدثينا عن الجزء الثاني من كتاب “مشروع عانس”.. هل كان يدور حول نفس الفكرة؟
ج/ من منظور مختلف، فهو كتاب يحمل عنوان “راجل ناقص”، وأناقش فيه فكرة النظر للرجل على أنه مصدر دخل مادي فقط، حيث أن الرجل بحاجة إلى الحب والاستقرار والأمان مثل المرأة تمامًا، ومن الممكن أن يقضي الرجل عمرًا كاملًا يبحث عما ينقصه مهما كان ثريًا.
س/ ألم تقلقي من اختيارك لهذا الاسم كعنوان كتاب؟
ج/ لا، لأن فكرة الحكم من العنوان مرفوضة وخاطئة، العنوان جذاب، ومعظم من اقتنوا الكتاب رجال، لاعتقادهم أن الكتاب يتناول قضايا هجوم على الرجل، والواقع عكس ذلك تمامًا.
س/ هل تفكرين في تناول أفكار بعيدة عن علاقة الرجل بالمرأة؟
ج/ بالفعل كتبت رواية في العام الماضي، بعنوان “رأيت بعد موتي”، وهي رواية تقوم على الإثارة والتشويق، عرضت من خلالها فكرة استنساخ الأرواح، وتناقلت بالأحداث وتركت الحكم للقاريء في النهاية.
س/ ما آخر أعمالك؟
ج/ رواية مسك شاركت بها مع أعمالي السابقة في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2023، أطرح من خلالها عدة تساؤلات، أهمها هل ينتقم الإنسان ممن أهانه و ذله وشوه ذكرياته إن أتيحت له الفرصة، أم أنه من الممكن أن يسامح؟ وإن انتقم ما هي عواقب ذلك؟.
س/ من أكثر الكتاب الذين تأثرتِ بهم؟
ج/ أميل إلى قراءة الروايات التي تحولت إلى أعمال درامية، وأشعر أنني تأثرت بـ”نجيب محفوظ، يوسف السباعي، أحمد مراد، محمود إمام، أحمد يونس، ومحمد عصمت”.
س/ أهدافك أيه في المرحلة القادمة؟
ج/ أطمح إلى رؤية أعمالي على شاشة السينما والتليفزيون، فأرى رواية “رأيت بعد موتي” فيلم، و”قلوب وراء الجدران” مسلسل.
أوضحت الكاتبة رحاب صبري لـ”وطني”، أنها تحاول دائمًا أن تناقش قضايا واقعية بطرق مختلفة، يتساءل القاريء من خلالها أهذا واقع أم خيال؟ كما أن وجود المرأة وفرض قضاياها موجودة بشكل مباشر في مجمل أعمالها الستة، وذلك لرؤيتها أن المجتمعات العربية لا زالت تغفل حقوقها النفسية كـ(التقدير) وتستبيح فكرة التعنيف رغم كل إنجازاتها.
ولفتت إلى أن الضغوط والمسؤولية على المرأة طول الوقت، وصراعها بين الحياة المودرن والعادات والتقاليد والقوالب الاجتماعية دائمًا.