يحتفل العالم اليوم 21 فبراير، باليوم العالمي للغة الأم. وتقول الأمم المتحدة في هذا الصدد: “على الصعيد العالمي، لا يحصل 40% من السكان على التعليم بلغة يتحدثونها أو يفهمونها. ولكن هناك تقدم مُحرز في التعليم المتعدد اللغات مع فهم متزايد لأهميته، لا سيما في التعليم المبكر، وتزايد الالتزامات المقدمة بتطويره في مناحي الحياة العامة.”
والمقصود باللغة الأم هنا هي اللغة التي يتحدثها الفرد منذ مولده.
وأضاف موقع الأمم المتحدة: “ويوجد اعتراف في اليوم الدولي للغة الأم بأن الألسن وتعدد الألسن يمكنها أن تعزز الاندماج، وبخاصة أن أهداف التنمية المستدامة تركز على ألا يتخلف أحد عن الركب. وتشجع يونسكو تعدد الألسن وتعزز التعليم متعدد الألسن على أساس اللغة الأم أو اللغة الأولى. وهو نوع من التعليم يبدأ باللسان الذي يتقنه المتعلم ثم يُنتقل تدريجيًا إلى ألسن أخرى. ويُمكّن هذا النهج المتعلمين —الذين تختلف لغتهم الأم عن لغة التدريس— من سد الفجوة بين المنزل والمدرسة، واكتشاف البيئة المدرسية بلسان مألوف، مما يتيح تعلما أفضل. وتساهم تعددية الألسن في تطوير مجتمعات شاملة تسمح لمختلف الثقافات والآراء ونظم المعارف بالتعايش والتخصيب المتبادل.
وتابع: “يتماشى موضوع اليوم الدولي للغة الأم لهذا العام —الذي يُحتفل به تحت شعار ❞التعليم المتعدد اللغات – ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم❝— مع التوصيات المقدمة في قمة تحويل التعليم، حيث صُبّ التركيز كذلك على تعليم السكان الأصليين وألسنتهم. ويسهل التعليم القائم على تعدد الألسن —المُرتكز على اللغة الأم— تعلم المجموعات السكانية التي تتحدث اللغات غير السائدة ولغات الأقليات ولغات السكان الأصليين وإدماجهم.”
وكان قد أُعلن الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم في مشروع القرار (30 C/DR.35) المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في شهر نوفمبر من عام 1999.
وفي يناير 2006، وضعت اليونسكو هيئة للرصد الاستراتيجي (فرقة العمل المعنية باللغات والتعدد اللغوي، التي يرأسها المدير التنفيذي) وهيكل رصد تنفيذي (شبكة نقاط الاتصال للغات) لضمان التآزر بين جميع القطاعات والخدمات المعنية باللغات. وتعمل المنظمة، من خلال ذلك التركيب المصمم جيدا الذي عززه ونشطه – منذ شباط/فبراير 2008 – إيجاد منهاج مشترك بين القطاعات المعنية باللغات والتعدد اللغوي، على الصعيد العالمي لتعزيز المبادئ المكرسة أو المستمدة من الأدوات المحددة للمعايير المتصلة باللغات والتعدد اللغوي، كما تعمل على الصعيد المحلي لتطوير سياسات لغوية وطنية وإقليمية منسجمة، وفقا لاستراتيجيتها متوسطة الأجل.
في 16 مايو 2007، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2008 ’’سنة دولية للغات‘‘ بموجب قرار المؤتمر العام لليونسكو رقم ٣٣ م/ ٥ في دورته الثالثة والثلاثين في 20 أكتوبر 2005، ولما كانت قضية اللغات تقع في صميم اختصاصات اليونسكو في مجال التربية والعلم والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والاتصال والمعلومات، فقد أسندت الجمعية العامة إلى اليونسكو دور الوكالة الرائدة فيما يتعلق بهذا الحدث.
وأهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة كذلك بالدول الأعضاء ’’التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها‘‘. وأعلنت الجمعية العامة، في نفس القرار، سنة 2008 باعتبارها سنة دولية للغات لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي.