أهنئ جميع حضراتكم ببدء عام جديد سعيد وبعيد الميلاد المجيد
وفي لقائنا اليوم أبدأ بالنداء والأنشودة الخالدة التي أنشدتها الملائكة عند ميلاد السيد المسيح قائلة المجد لله في الأعالي, وعلي الأرض السلام, وبالناس المسرة. فهي تلك الرسالة الخالدة عبر الأزمان, التي تقدم السلام الذي جاء السيد المسيح من أجل تقديمه للبشرية.
إننا أيها الأحباء اليوم نري العالم يئن تحت وطأة الاضطرابات وفقدان الهدوء والسلام, وفقدان السلام في حياة الإنسان يعد من أهم المشكلات التي تعترض حياته وتؤثر بالسلب علي مسيرة الإنسان الذي فقد سلامه.
وعيد الميلاد المجيد هو عيد السلام, وهو دعوة ثلاثية للحياة في سلام حقيقي (سلام بين الله والإنسان وبين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان ونفسه).
أولا:ـ فالميلاد استعادة للسلام الذي فقد بين الله والإنسان.
نعم, وياله من سلام عجيب جزيل مبني علي المصالحة بين الله وبين الإنسان, لأن الله في المسيح يسوع صالح العالم لنفسه ونقض حائط السياج المتوسط أي العدواة.
ثانيا:ـ سلام بين الإنسان وأخيه الإنسان, لأن السيد المسيح وضع قوانين ذهبية مثل طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون (متي 5:9).
أحبوا أعداءكم باركوا لأعينكم أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا, لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. (متي 5:44 ـ 45).
وثالثا:ـ سلام الإنسان نفسه أي في أعماق النفس من الداخل ومن يعرف قوة السلام الحقيقي في أعماقه ويعيشها, فإنه يسعي لنشره بينه وبين الآخرين.
ليجعلنا الله أدوات سلاما نصنع سلاما ونزرع سلام ومحبة لأن المحبة والسلام من ثمار الروح القدس التي هي محبة, فرح, سلام, طول أناة, لطف, صلاح, إيمان, وداعة, تعفف (غلاطية 5:22).
وأخيرا أختم كلامي بالدعاء
في هذا العيد المبارك أصلي إلي الله داعيا ملك السلام أن يحفظ وطننا المحبوب مصر دوما بالسلام وفي سلام ورخاء, وطمأنينة وبركة وكذلك بلاد الشرق الأوسط لتحيا في سلام ورخاء, ومصليا أيضا من أجل السلام في كل مكان في العالم ليحل ملك السلام بسلامه في كل بقاع العالم.