أحتفل الأقباط الأرثوذكس والبروتستانت في الإسكندرية بعيد ميلاد السيد المسيح له المجد مساء أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، توافدوا على الكنائس القبطية الأرثوذكسية والإنجيلية لحضور صلاة قداس عيد الميلاد المجيد، وسط إجراءات تأمينية وتنظيمية مشددة.
وبدأت صلاة القداس الإلهى في التاسعة والنصف مساءً ثم التناول وصرف الشعب واستمرت الاحتفالات الطقسية حتى الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف ليل أمس.
وترأس القمص رويس مرقص، راعى كنيسة السيدة العذراء بغبريال، صلاة القداس الإلهي في الكنيسة، وسط حضور شعبى مكثف، وشاركه الصلاة آباء كهنة الكنيسة، كما ترأس القمص ابرام اميل، الوكيل البابوى، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى، قداس العيد في كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، فيما يترأس الرعاة الصلاة في كنائسهم، وترأس القس الدكتور راضى عطالله اسكندر، راعى الكنيسة الإنجيلية في العطارين.
واستعانت الكنائس بفرق الكشافة لتنظيم عملية الدخول والخروج ليلة عيد الميلاد، بمعاونة الأمن في هذا الشأن، فيما يتم وضع أجهزة كشف المعادن على البوابات الرئيسية للكنائس والسماح بالدخول لحاملى الصليب وبطاقة الهوية القبطية.
وشارك البابا ثيودوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، احتفال الأقباط الروم في الإسكندرية، بطقس عيد الغطاس بحسب التقويم الغربي، وذلك على البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية، مباركًا المياه ومطلقا الحمام الأبيض رمز الروح القدس.
وفي طقس كنائسي شعبى، ترأس البابا ثيودوروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، احتفالية طقسية بمقر النادى اليونانى البحري في الإسكندرية، لتعميد صليب السيد المسيح في مياه البحر 3 مرات احتفالًا بعيدى الغطاس والميلاد.
وعقب انتهاء القداس، قاد البابا موكبا شعبيا لتعميد صليب السيد المسيح عليه السلام، في إطار احتفال جميع كنائس الروم الأرثوذكس على مستوى العالم، حيث تذكار عماد المسيح عليه السلام في نهر الأردن باعتبار الغطاس وتغطيس الصليب رمزا للعيد، وقام البابا برمى الصليب الخشب 3 مرات في اتجاهات مختلفة في المنتصف واليمين واليسار للحاضرين في مياه البحر بممر النادى البحرى اليونانى في الإسكندرية.
و قال المطران ناركسيوس، الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس في الإسكندرية، إن الهدف من إلقاء الصليب في البحر هو أن يكون البحر وسيلة نقل مليئة بالسلام، وأن يكون البحر جامع البشر وليس وسيلة تفرقة ونهاية للاجئين الذين يموتون في البحر كل يوم، وأن يكون عام 2023 عام سعادة وسلام وحب وانتهاء الأوجاع في البر والبحر والجو، مضيفًا أن العبرة من جعل رمى الصليب 3 مرات ويلتقطه 3 شباب خلعوا ملابسهم هو بمثابة الأب والابن والروح القدس.
وأشار إلى أن طقس عيد الغطاس بحسب الروم الأرثوذكس، الذي تم كعادته سنوياً في النادي البحري اليوناني بالإسكندرية، حيث بارك بطريرك الروم الأرثوذكس المياه ثم أطلق حمام أبيض إشارة إلى الروح القدس الذي ظهر بشكل حمامة، وقت معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ثم ألقى الصليب في البحر وتبعه نزول 3 شباب من أجل جذبه مرة أخرى للبطريرك الذي عاود الأمر بإلقائه وهو الأمر الذي تكرر 3 مرات.
جاء طقس الغطاس وتعميد الصليب، عقب انتهاء صلاة القداس الإلهى الذي ترأسه البطريرك في كنيسة بشارة العذراء مريم بالمقر البطريركي في الإسكندرية، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الظهور الإلهي أو ما يعرف بمسمى عيد الغطاس وذلك وفقاً للتقويم الغربي.
وهنأت القيادات التنفيذية والأمنية والشعبية، أقباط الإسكندرية بعيد الميلاد المجيد.
واستقبل الأنبا بافلى، أسقف كنائس المنتزة، والأنبا هرمينا أسقف كنائس شرق ووسط، والقمص ابرام اميل الوكيل البابوى، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى، وفد القيادات بالمقر البابوى، يتقدمهم اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، والدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، والقيادات الأمنية والشعبية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد.
كما شارك في تقديم التهنئة، الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، واللواء خالد البروي مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، والمستشار سعد السعدني رئيس نادي القضاة والوفد المرافق له، وممثلي الأجهزة الأمنية الأخرى والرقابة الإدارية، والأمن الوطني، وممثلي الأوقاف والأزهر الشريف وبيت العائلة، والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وفي كلمته، أكد محافظ الإسكندرية على حرص جميع القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة على المشاركة في الاحتفال وليس التهنئة فقط، وذلك تأكيدا على مشاعر الأخوة وروح الوطنية والتسامح الذي يميز أبناء الشعب المصرى، فمصر ستظل منبعًا للسلام والمحبة وموطنًا للأمن والاستقرار بوحدة وتكاتف جميع أبنائها في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
وأشار المحافظ إلى أن تواجدنا في الكنيسة المرقسية، التي لا تزال قائمة في نفس المكان الذي شيدت فيه كأول كنيسة في القطر تحمل إسم مؤسسها الذي كرَّسها بيده ثم بدمه ما بين سنة 67 م إلى سنة 68 م، يذكرنا بالموقف الاجتماعى والإيمانى والأخلاقى للكنائس أمام كل التحديات التي مرت بها بلادنا الحبيبة.
وأضاف أن الاحتفال بمثل هذه المناسبات الدينية لا يكفيه يوم ولا حتى أعوام وذلك لأن هذه المناسبات تحرك في نفوس البشرية القيم والأخلاق والمبادئ التي وضعتها وأقرتها الأديان السماوية السمحة.
وقال المحافظ في كلمته تغمرنا مشاعر المحبة والتآلف حينما نتواجد في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وهذا الشعور بمثابة رسالة محبة للعالم وفرصة طيبة أمام كل إنسان لإحياء الخير في كل مكان مع نفسه وأسرته ومجتمعه من أجل صنع مستقبل أفضل ليس من أجل أنفسنا فقط ولكن من أجل الوطن الذي نعيش فيه بل والإنسانية جميعها.