كان ليونيل ميسي نجم النهائي قد استعاد مكانة الأرجنتين على قمة العرش الكروي العالمي، النسخة الأكثر أهدافا في تاريخ البطولة والتي كسرت العديد من الأرقام القياسية داخل الملعب وخارجه.
كتبت المغرب تاريخ أفريقيا الكروي من جديد، وأبهر كيليان مبابي جماهير المستديرة الساحرة.
توقّع الجميع أن تكون نسخة من كأس العالم لا تشبه غيرها، فهي الأولى التي يستضيفها الشرق الأوسط، والأولى التي تدور رحاها في شهري نوفمبر وديسمبر، والأولى التي تجري في مساحة جغرافية صغيرة كهذه. كل تلك العوامل جعلت قطر ٢٠٢٢ نسخة تعد بالكثير من المفاجآت لمهرجان كروي تعشقه الملايين.
وبينما تُشكّل كل تلك العوامل فرصة لاكتشاف آفاق جديدة للبطولة، لجهة حضور أكثر من مباراة واحدة في اليوم على سبيل المثال، إلا أن المخاطر كانت واضحة ولا يمكن إنكارها، حتى أن رئيس أعرب عن ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما أشار إلى المخاوف المتعلقة “بوجود هذا الكم الهائل من المشجعين من دول عديدة في نفس المكان وفي الوقت ذاته.
ففي نسخة عادية من كأس العالم، يكون هناك مدينة واحدة ودولتان، لا أكثر. أما هنا، فتوجد ٣٢ دولة، بالإضافة إلى كل أولئك الجماهير من كافة أرجاء العالم الذين قدِموا للاستمتاع بكأس العالم سوية في مكان واحد”.
وبالنظر إلى أن عدد سكان البلاد لا يتعدى ٢.٩ مليون نسمة، وتقع الاستادات في دائرة لا يتعدى قطرها ٥٥ كيلومترًا، فقد كان من المشروع طرح أسئلة عن قدرة قطر وبنيتها التحتية على التعامل مع هذه الموجة الهائلة من الزوار. بينما شكك آخرون بما سيكون عليه مستوى كرة القدم داخل المستطيل الأخضر بالنظر إلى أن البطولة تجري في ذروة الدوريات المحلية وقصر مدة التحضيرات.
تبددت هذه المخاوف واحدة تلو الأخرى بتسونامي كروي استثنائي وتنظيم لا تشوبه شائبة وأجواء مرحبة وشغف فريد باللعبة الجميلة عمّ الاستادات والشوارع، حتى أن يورجن كلينسمان وصف البطولة بأنها نسخة من “كأس العالم منظمة لدرجة الكمال”، ولم يكن إنفانتينو وحده من وصفها بأنها “الأفضل على الإطلاق”.
أما عبارة “الأفضل على الإطلاق” هذه فقد أصبحت متداولة على نطاق أكبر لوصف نجم البطولة ليونيل ميسي الذي أتى نيله الذهب في استاد لوسيل ليكون تتويجًا لشهر كروي مذهل في قطر شهد تسجيل أكبر عدد أهداف في تاريخ البطولة الذي حُسمت في النهاية هوية بطلها بشكل رئيسي بفضل أهداف هذا الساحر.
فحتى ألدّ خصوم المنتخب الأرجنتيني لا يخفون سعادتهم بأن هذه الأسطورة الكروية نالت الجائزة الكروية الأغلى عن جدارة واستحقاق.
المتوجون بالميداليات..
البطل: الأرجنتين
الوصيف: فرنسا
المركز الثالث: كرواتيا
الفائزون بجوائز البطولة:
كرة adidas الذهبية: ليونيل ميسي (الأرجنتين)
حذاء adidas الذهبي: كيليان مبابي (فرنسا)
قفاز adidas الذهبي: إميليانو مارتينيز (الأرجنتين)
أفضل لاعب شاب: إنزو فرنانديز (الأرجنتين)
منتخبات استثنائية..
الأرجنتين
من منتخب غير مرشّح بقوة لنيل اللقب العالمي إلى فريق متوّج باللقب الأغلى في العالم، كانت رحلة الألبيسيليستي استثنائية بكل ما للكلمة من معنى. فبعد هزيمتها في مباراتها الأولى أمام المنتخب السعودي، قلائل توقعوا أن تتمكن الأرجنتين من التعافي وتحويل حلم داعب مخيلتها منذ سنوات طويلة إلى حقيقة بعد مشوار فريد حافل. أما بالنسبة إلى كابتن الفريق ونجمه الأوحد، ميسي.
فلم يعد هناك من كلمات تصف حجم الإنجاز، إذ تحوّل إلى أسطورة تجاوزت حدود الأرجنتين ووصلت إلى أصقاع الأرض قاطبة، ليتحوّل إلى الاسم المفضل لدى جماهير المستديرة الساحرة ويُحقق في النهاية الهدف المنشود برفع الكأس الذهبية.
المغرب:
تطلّب الأمر ٨٨ سنة من المحاولات، حتى يتمكن منتخب أفريقي من بلوغ نصف نهائي كأس العالم, استهلّ أسود الأطلس مشوارهم بكسر شوكة بلجيكا في مرحلة المجموعات وسط تألق كوكبة من اللاعبين يتقدمهم الحارس ياسين بونو وأشرف حكيمي وحكيم زياش ويوسف النصيري، ثم أذهلوا العالم بإقصاء إسبانيا في ثُمن النهائي والبرتغال في ربع النهائي، وشكّلوا خصمًا حقيقيًا للمنتخب الفرنسي في نصف النهائي قبل الهزيمة في مباراة ندية أمام كرواتيا لتحديد صاحب الميدالية البرونزية.
كرواتيا:
لا يختلف اثنان على أن ما يحققه المنتخب الكرواتي هو من أكبر قصص النجاح الكروي في تاريخ كأس العالم، فهي دولة لا يزيد عدد سكانها عن أربعة ملايين شخص وتمكن منتخبها من احتلال المركزين الثاني والثالث في نسختين متتاليتين من البطولة.
ورغم أن المدرب زلاتكو داليتش خسر العديد من اللاعبين الأساسيين الذين أوصلوا المنتخب لنهائي ٢٠١٨، وعلى رأسهم دانييل سوباشيتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندجوكيتش، إلا أن نجومًا آخرين ظهروا على المشهد ولا سيما دومينيك ليفاكوفيتش وجوسكو جفارديول ليستكملوا كتيبة موهوبة استقت إلهامها من لوكا مودريتش. أما أبرز إنجازات كرواتيا في البطولة فيتمثل بإقصاء البرازيل في الطريق إلى نيل المركز الثالث.
اليابان:
السؤال الأوحد على كل لسان بخصوص المجموعة الخامسة قبل انطلاق البطولة كان من سيفوز بصدارة ترتيبها؟ هل سيكون المنتخب الألماني صاحب اللقب العالمي أربع مرات، أم العملاق الإسباني؟ إلا أن المنتخب الياباني سخر من كل المحليين وتمكن من احتلال المركز الأول بجدارة.
كما أصبح محاربو الساموراي ثالث فريق في تاريخ البطولة والأول منذ أن قامت بذلك ألمانيا الغربية عام ١٩٧٠ يفوز بمباراتين بعد أن كان متأخرًا بالنتيجة في نهاية الشوط الأول.