تسبب تقدم منتخب المغرب من مرحلة إلى أخرى في كأس العالم ٢٠٢٢ في مزيج تام من التشوق والدعم من جانب شعوب القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، وأصبح من الملاحظ ازيداد الإيمان بفرص منتخب المغرب وخصوصًا بعد أن حقق مفاجآت لم ينتظرها أحد في مونديال قطر.
بلغت المغرب في البداية دور ال١٦ بعد أن فازت على بلجيكا المدججة بالأسماء اللامعة ثم كندا، لكن الطموح المغربي تواصل بهزيمة إسبانيا بركلات الترجيح بعد قتال دام ١٢٠ دقيقة ثم أمن هدف يوسف النصيري لأسود الأطلس الإنجاز بالصعود إلى نصف النهائي ليصبح أول منتخب أفريقي وعربي يصل لتلك المرحلة غير المسبوق.
وفي تاريخ بطولات كأس العالم نالت أيضًا عددًا من المنتخبات التعاطف من الشعوب الأخرى، وخصوصًا المجاورة منها، بعد أن قدمت نتائج غير متوقعة وأصبحت تحمل مال كبيرة لشعوب أخرى بصورة لامعة.
كوريا الشمالية ١٩٦٦:
أسعد منتخب كوريا الشمالية الإنجليز حينما نجحوا في هزيمة إيطاليا في المجموعة الرابعة من نهائيات بطولة ١٩٦٦، والتي فازت بها إنجلترا في النهاية.
حصل المنتخب الكوري الشمالي على الدعم الكبير من الجمهور الإنجليزي بعد هذا الفوز غير المتوقع على أحد أفضل المنتخبات الأوروبية، والتي كان يُمكن أن تنافس منتخب الأسود الثلاثة على اللقب.
وتواصل تشجيع المنتخب الكوري بقوة، حيث وقفوا أمام الفريق الآسيوي في ربع النهائي أمام البرتغال، وكانت المفاجأة بعد تسجيل الكوريين لثلاثة أهداف في أول ٢٥ دقيقة، لكن الأدء الرفيع من يوزيبيو قاد البرتغال للعودة في المباراة بعد أن سجل أربعة أهداف وسجل خوسيه أنتونيو الهدف الخامس.
جيل نيجيريا الذهبي:
حصل منتخب نيجيريا على دعم كبير بعد أن قدم بعض المستويات المهمة في كأس العالم ١٩٩٤ في أمريكا بعد أن خرج بصعوبة على يد إيطاليا من الدور الثاني، واتسعت الآمال بخصوص منتخب الصقور حينما فاز بذهبية أولمبياد ١٩٩٦.
فتصاعد التعاطف مع منتخب نيجيريا بعد ذلك أكثر في بطولة كأس العالم ١٩٩٨ في فرنسا، والتف كل من ينتمي للقارة السمراء والشعوب العربية للهتاف للنجم كانو ورفاقه، وأصبح البعض ينتظر من النيجيريين الذهاب بعيدًا بعد أن تغلبوا على إسبانيا في أول مباراة دور المجموعات بثلاثة أهداف مقابل هدفين, إلا أن ذلك الأمل توقف سريعًا بعد الخسارة المفاجئة آنذاك أمام الدنمارك في الدور الثاني.
غانا بطلة العالم تحت ٢٠ عامًا:
نال منتخب النجوم السوداء الدعم الكبير أثناء استضافة مصر لبطولة كأس العالم تحت ٢٠ عامًا، وذلك بعد أن واصلت طريقها بعد خرج المنتخب المصري ثم الإماراتي على يد كوستاريكا في مراحل خروج المغلوب.
ونجح رفاق أندريه أيو في أن يتخطوا عقبة جنوب أفريقيا ثم كوريا الجنوبية في ربع النهائي في السويس، لترتفع الآمال بشأن هذا المنتخب الواعد.
والتف جمهور البلد المستضيف، مصر، حول غانا التي نجحت فيما بعد في هزيمة المجر في نصف النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم حققت أول كأس العالم في فئة منتخبات تحت ال ٢٠ عامًا بعد أن تغلبت على البرازيل بركلات الترجيح، وحصل حينها دومينيك أدياه على لقب هداف البطولة بعد أن سجل ثمانية أهداف.
مونديال ٢٠١٠ يُعيد الحياة للنجوم السوداء:
كانت غانا رقمًا صعبًا على الدوام في كرة القدم الأفريقية. لكنها مرت بفترة هبوط في المستوى. وكانت بحاجة بجيل لإعادة إحياء الكرة الغانية.
وفي عام ٢٠١٤ حققت كتيبة المدرب الصربي ميلوفان راجيفيتش حتى أكثر مما هو مأمول منها، وقدمت أداءً جعل الكثيرين يقفون إلى صفها في القارة الأفريقية وخارجها. وذلك بعد الفوز على صربيا والتعادل مع أستراليا والتأهل إلى الدور التالي من مونديال جنوب أفريقيا.
ووقفت الجماهير الأفريقية صفًا واحدًا لدعم غانا أمام الولايات المتحدة في دور ال١٦، وكانت غانا عند حسن التوقع، وتغلبت على رفاق دونوفان بهدفين لهدف أحرزهما كيفين برينس بواتينج وأسامواه جيان.
وكانت على بعد خطوة من نصف النهائي وإقصاء أوروجواي لولا تدخل لويس سواريز لإبعاد كرة غانا نحو الشباك بيده وإضاعة ركلة الجزاء المشهورة، قبل أن يخسر النجوم السوداء بركلات الترجيح وتنتهي رحلتهم المُلهمة في المونديال.
أسامواه جيان، مهاجم غانا:”عندما تحدث الآخرون عن الحادث، علقت في رأسي لفترة من الوقت فكرة عندما كان يلعب سندرلاند مع ليفربول. أردت أن ألكم لويس سواريز. لكن كان عليّ أن أترك الأمر يمر.. لأنني لو كنت مكان سواريز كنت سأفعل الشئ نفسه”
المفاجأة الكوستاريكية:
تواجدت كوستاريكا في المجموعة الرابعة من نهائيات كأس العالم ٢٠١٤ في البرازيل رفقة أوروجواي، إيطاليا وإنجلترا وهي ثلاث منتخبات فائزة بكأس العالم سابقًا. ولم يكن متوقعًا لمنتخب كوستاريكا سوى أن يخرج من دور المجموعات على الفور.
فوز كوستاريكا على العمالقة في مونديال البرازيل 2014، استعراض لمرحلة المجموعات للمنتخب الكوستاريكي في مونديال 2014، والتي تأهل فيها بعد أن مر بمرحلة المجموعات مع إيطاليا وأوروغواي وإنجلترا.
إلا إنه فاجئ العالم بالفوز على أوروجواي في المباراة الأولى ٣ \١، وارتفعت المعنويات بالفوز على إيطاليا بهدف نظيف والتعادل السلبيًا مع إنجلترا لتصعد كوستاريكا كأول المجموعة.
وحينها نالت تعاطفًا هائلًا حيث بدأت الجماهير المحايدة تقف في صف هذا الفريق المفاجأة، والذي تخطى بعد ذلك دور ال١٦ بركلات الترجيح أمام اليونان.
وكاد أيضًا أن يُقصي هولندا في ربع النهائي بعد أن ذهبت المباراة لركلات الترجيح أيضًا، لكنه خسرها هذه المرة. إلا أن قصة كوستاريكا في مونديال البرازيل كانت مذهلة.
قال خورخي لويس بينتو، مدرب كوستاريكا بعد الفوز على إيطاليا: “قلت للاعبين أننا نريد تغيير التاريخ. لكن دعونا نحترم الماضي لأنه إيجابي. لقد قمنا بتغيير أشياء كثيرة بعد أن عملنا لمدة خمس سنوات لأجل هذه اللحظة. اليوم مميز للغاية”
المغرب تهزم الكبار في كأس العالم ٢٠٢٢:
كان هدف المغرب المُعلن قبل انطلاق بطولة مونديال قطر ٢٠٢٢ هو الذهاب إلى دور ال١٦، ولكن بعد الفوز على إسبانيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي بعد قتال من دفاع ووسط أسوط الأطلس أصبحت الفرحة جنونية في المغرب وشعوب الدول المجاورة لها،.
_ الطريق إلى نصف النهائي – المغرب:
المغرب في نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات العربية والإفريقية، شاهدوا مشوارهم في بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢ حتى الآن!
فالمغرب جسدت المفاجأة التي تستحق الهتاف لأجلها من جماهير دول أخرى بصفة غير مسبوقة، وهذا ما يظهر جليًا في المدرجات.
وكان فوز المغرب على البرتغال بهدف يوسف النصيري دافعًا للحلم بأن تذهب المغرب إلى أبعد من ذلك، وخصوصا وسط الأجواء التي تجعل من المستحيل غير موجود.
وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب: ” لسنا المنتخب الأكثر تقنية لكن الأكثر رغبة في الفوز. لاعبو منتخب المغرب هم من يستحقون هذا الإنجاز.. لا المدرب ولا شخص آخر”.