أفتتح مساء يوم الأربعاء الماضى بقاعة الزمالك للفن معرض الهوية للفنان سام شندي.
الفنان سام شندي يجمع فى هذا المعرض بين كل ما هو كلاسيكى وحداثي في الوقت ذاته،إذ يختار موضوعات كلاسيكية بامتياز ألا وهو البورتريه،بل وينحاز فى تكنيك النحت إلى إحدى الخامات الكلاسيكية وهى خامة البرونز،تبدو الأعمال شديدة المعاصرة،بل إن السيناريو الكلى الذى يقوم عليه المعرض يطرح تساؤلًا حول الوقت،وحول ذلك الخط الممتد بين الماضى والحاضر بين ماكنا عليه وما نحن الآن بين الكلاسيكية والمعاصرة إنها خطوط الزمن التى تمتد إلينا تمر عبرنا،تشكل ملامحنا تؤثر فينا وتغيرنا ويبقى التساؤل الدائم حول تلك الهوية التى تشكل ملامح شخصياتنا الحقيقية.
وعن معرضه يقول الفنان صورة فى البطاقة الشخصية تؤكد ملامحنا التى سرعان ما تتغير بمرور الزمن لكنها تثبت وجودنا بشكل او بآخر بملامح يعيد الزمن تشكيلها يوميا بخطوط منحنية تتكاثر وتتعمق بمرور الوقت.
سنوات من الغربة ومن بقايا لملامح بعيدة محفورة في الذاكرة يبقى الإسم كما هو ولكن بتفاصيل جديدة منحوتة فى الوجه.
والفنان سام شندي أختار البورتريه موضوع لمعرضه الحالى ليبحث من خلاله عن ملامح الأهل والرفاق الذين تركهم منذ سنوات بعيدة فى مصر ليعود إليهم محملا باشتياق العودة إلى الأرض والاتصال مجددا بكل ما لها علاقة بهويته وجذوره المترسخة بداخله،لكن ما تغير لم يكن فقط ملامح الأشخاص إنما ملامح المدينة وتفاصيل الأمكنة.
تخرج البورتريهات محملة بمعانى عديدة وبكل تلك الملامح البعيدة التى يتلمسها في ثنايا الذاكرة وبصيغ مختلفة يحمل كل منها دلالة ترتبط برحلة الفنان الفنية وبمفهوم العودة إلى الجذور إذ تتنوع الأعمال بين النحت بخامة البرونز والتصوير بالاكريليك وبمختلف الخامات،لتذكرنا منحوتاته بالفترة الأثرية التى تعود لإحدى الحضارات القديمة.
توحي الأعمال وكأنها تنتمي لعصور فاتت ولتاريخ مدفون تحت الأرض.
استطاع الفنان سام شندي أن يستكشف تلك الملامح المسجلة فى ذاكرة الأرض أو فى ذاكرته الشخصية بحثا عن هويته الحقيقة فنيا وانسانيا بحثا عن الحقيقة التى تختبئ فى أعماق أعماق كل منا.
أما اللوحات التى قدمها الفنان بإستخدام خط واحد ممتد ليبدو كل عمل كبورتريه مكتمل ولكن بلا أية ملامح معتمدا بشكل أساسي على ثقافة المتلقى البصرية ليستكمل كل منا الملامح بما تراكم لديه من خبرات بصرية فقد أصبح معظمنا الآن يستقبل عشرات بل ومئات المشاهد الصور بشكل مستمر ومتلاحق في ظل تدفق البيانات بما تتيحه التكنولوجيا وتفرضه لغة العصر ،ليصبح المتلقى شريكا أساسيا فى العمل الفنى بخياله،إذ تعطى اللوحات ثنائية الأبعاد الذي نخلقه نحن فى مساحة الخيال ليعيد طرح العلاقة بين الكتلة والفراغ في مساحة جديدة ترتبط بالتصور الذهني.
والفنان سام شندي حصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام ١٩٩٧ وهو يقيم ويعمل ببريطانيا،وله باع طويل فى كل من النحت الضخم أو المنحوتات الميدانية وهو دائما ما يتبنى فلسفة البساطة فى أعماله الفنية التى تبحث عن الحقيقة وتعتبر شكل من أشكال التعبير الفكري.
ويستمر المعرض حتى ٩ يناير.