شهدت جريدة “وطني” العديد من الأعوام التي رحلت بكل ما فيها فقد رحل جيل وحضر جيل آخر ولكل جيل طريقه في احتفالاته، ففي جيل الستينيات كانت الحياة أكثر بساطة وانغلاق لم يتمتع هذا الجيل بعالم التكنولوجيا، لقد كان جيل الإذاعة والرقي والبساطة لذلك رغبت وطني ان تفتح ارشيفها لتستمتع يا سيدى القارئ برؤية كيف كان يستقبل أجدادنا عيد رأس السنة الميلادية؟ .. وسوف نجمع بين الاحتفالات في الماضي والحاضر وكيف تغير شكل الاحتفالات في عصر التكنولوجيا و سيوشال ميديا ؟.
_ مصر عام 1959 تتزين الكازينوهات والمطاعم:
في عام 1959 كانت الحياة أكثر بساطة فكانت الطبقة الأرستقراطية هي الأكثر وعيا باحتفالات رأس السنة، وكانت تنتظر استقبال العام الجديد بفرح وسعادة لذلك كانت تتزين المطاعم و الكازينوهات للاحتفال بالعام الجديد، وكانت تنهمر الإعلانات على الاحتفالات قبل يوم رأس السنة بأسبوع على الأقل لتجد الأسر مكان في الكازينوهات والمطاعم.
_ عام 1963 العيد في كل ركن في بيتك:
فى تلك العام كان يتغير شكل الاحتفال ليصل إلى جميع فئات المجتمع، حيث بدأت وطني تناشد قرائها بأن يجب على الجميع ان يستقبل العام الجديد بصنع الأكلات المميزة مثل الكيك والحلويات، وان نجعل للمنزل بريق جديد للاحتفال، حيث يتم تزينه بالزينة ووضع شجرة الميلاد ووضع العديد من الزرع الأخضر لاستقبال عام مليء بالسلام ونسعد الأطفال بشكل المنزل.
_ عام 1975م هدايا عيد الميلاد.. مجلة نجم المشرق للأطفال:
شهد هذا العام تقديم هدايا الميلاد وكان يغرق السوق والمحلات التجارية بالهدايا العديدة ذات الألوان الزاهية.. وكانت الهدايا تنقسم إلى ثلاثة أقسام لها أصل تاريخي، وهو ان رقم (3) رقم البركة والحظ السعيد في المسيحية فهو يرمز إلى الثالوث المقدس وعدد أفراد الأسرة المقدسة وهدايا المجوس.. وكانت الهدايا كالاتي: مذود بقر _ الشجرة والزهور والقمح _ الجمال والسفن _ النجوم.
وفى تلك العام صدر مجلة للأطفال باسم نجم المشرق وكانت تحكى قصة الميلاد بالصور حتى يرغب الأطفال لقراءتها والتمتع بها.
_ عام 1994م العالم يحتفل:
في تلك العام نشاهد لقطة لأضواء في الشارع يوسطها نجمة الميلاد المضيئة.. ونرى العالم يحتفل شرقا وغربا بعيد الكريسماس بكل ما يحمل من بهجة وسرور.. فالشوارع مزينة والميادين أضيئت بالأضواء المبهرة والمباني اكتست بكل مظاهر العيد والجميع يتسابق لشراء الهدايا.
_ عام 2002 الشباب يتحدثون عن احتفالات رأس السنة:
تغيرت بعض أشكال الاحتفال في تلك العام حيث تحدث الشباب عن احتفالات العام الجديد، ينتظر الشباب ان تقترب عقارب الساعة من الثانية عشرة مساء.. فيتم إطفاء النور وكل واحد يتم طقوسه كما يريد فالبعض يصلي والبعض يستقبل العام بالدعاء.
كما نجد ان لكل مجموعة ترغب ان تحتفل بطريقتها فمنهم من يريد استقبال العام داخل منزله ومنهم من يريد المرح فيستقبل العام في حفلات الفنادق والمطاعم، ومنهم من يستقبل العام داخل الكنيسة والجميع يستقبل العام كما يريد.
_ الاحتفالات برأس السنة في أوروبا:
كانت “وطني” في الستينيات ترغب ان تنقل للمصريين شكل الاحتفالات خارج مصر في أوروبا، لأن الحياة زمان كانت مختلفة تماما عن الحياة في وقتنا الحالي فلم يتمتع العالم في تلك الوقت بعصر التكنولوجيا والانفتاح التي نتمتع به حاليا، لذلك كانت تنقل وطني للقراء شكل الاحتفالات في أوروبا.
_ عام 1960م الأعياد موعد للقاء أفراد الأسرة مهما تباعدوا:
فقد حرص الأسر الألمانية في هذا العام الالتقاء بجميع أفرادها فرغم ان درجة الحرارة كان 8 درجات تحت الصفر والثلوج تغمر المانيا كانت أبناء الأسرة يأتون إلى منازلهم من ولايات مختلفة حتى تتجمع الأسرة لاستقبال العام الجديد.
وقد نظمت الجماعات زيارات للطلبة الغرباء لقضاء سهرات لدى العائلات الالمانية حتى لا يشعر هؤلاء الطلبة بالوحدة .
_ عام 1989م فرحة الكريسماس في كل مكان:
احتفلت بلاد العالم الغربي بعيد الميلاد واستقبال العام الجديد فقد عمت الفرحة والبهجة في الشوارع وكانت الأضواء منتشرة في كل مكان ونصبت شجرة الكريسماس في جميع الميادين الرئيسية في برلين وبراغ وبوخارست وبلاد أوروبا وامريكا، وخرج الالاف من الشباب والأطفال الى الشوارع والميادين يرقصون ويلهون وسط الثلوج وينشدون أناشيد الكريسماس.
_ عام 1996م احتفالات كبرى حول العالم:
احتفلت الملايين من جميع أنحاء العالم وفى منتصف الليل عندما دقت ساعة “بج بن” بلندن دقاتها الاثنتي عشر معلنة انتهاء عام 86 واشراقة عام 1987 .. وعندما انتهت الدقات خرج الملايين فى شوارع لندن وباريس ونيويورك ومعظم بلاد العالم ، خرجوا يرقصون ويرددون الأغاني والأناشيد فرحين بالعام الجديد آملين فى السلام والأمن والأمان.
ــ عام 1998م العالم يحتفل بالكريسماس ورأس السنة:
وشهدت المدن الغربية الرئيسية تلك العام تظاهرات ميلادية مليئة بالبهجة والفرحة بمشاركة المئات من بابا نويل الذين ساروا في الشوارع مطلقين الأناشيد ومقرعين أجراس العيد الذي يكتسب أهمية كبيرة كونه العيد ما قبل الأخير في القرن العشرين.
وفي الختام يمكن القول أن بين الماضي والحاضر يجب أن نؤكد ان مصر شهدت طفرة كبير فى احتفالات رأس السنة الميلادية، بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تزين الميادين بالأضواء وأشجار الكريسماس أصبحت متواجدة فى أغلب الميادين وأصبح المصريين يستمتعون بأجواء الكريسماس الذين كانوا يشاهدونها عبر شاشة التلفزيون ومواقع وشيال ميديا المختلفة.
أصبح العالم ينظر إلي الاحتفالات من داخل مصر كونها دولة حديثه حرة وديمقراطية .. فقد أصبحت مدينة الشيخ زايد أوروبا رقم 2 فى احتفالاتها، حيث زينت بأشجار الكريسماس العملاقة والأضواء في كل مكان وحفلات مستمرة وأجواء رائعة تشعرك بأنك خارج مصر، وغيرها العديد من الميادين والأماكن تحتفل برأس السنة الميلادية ..وهذا يؤكد أن الماضي كانت الاحتفالات تقتصر على الغرب والحاضر يتمتع بالاحتفالات العالم كله.