شهدت محافظة الفيوم، فجر اليوم، ظاهرة فلكية فريدة من نوعها، والتي تتكرر في الحادي والعشرين من ديسمبر كل عام، بتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، بمركز يوسف الصديق.
وقد استمرت الظاهرة، نحو 25 دقيقة متواصلة، في مشهد متميز، جذب الكثير من المهتمين بالسياحة والآثار، بمتابعة هذه الظاهرة كل عام، بحضور بعض المصريين والأجانب، وهي ظاهرة يتم الاحتفال بها منذ عام ٢٠١٠م
واحتفلت الفيوم، بهذه الظاهرة الفلكية الفريدة، وسط حضور كبير لوسائل الإعلام والصحف المختلفة، وعدد قليل من السياح الذين حرصوا على مشاهدة هذه الظاهرة البديعة.
وقال الدكتور علي البطل، مدير فرع آثار الفيوم، إن تسمية معبد قصر قارون بهذا الاسم، ليس لها علاقة بذلك الشخص، الذي يدعى قارون، المذكور في القرآن الكريم، لأن بينهما نحو ألف عام، والمعبد خصص لعبادة الإله سوبك، وكذلك الإله ديونيسوس “إله الخمر” عند الرومان، ويتميز بنقوشه الساحرة الجميلة التي تمثل قرص الشمس المجنح، والحيات، وأن المعبد به العديد من الحجرات الموزعة على الجانبين، وله سلم يؤدي إلى الدور العلوي ويمكن الاستمتاع بمنظر الصحراء، وبحيرة قارون من خلاله.
وكانت الفيوم، من ضمن أقاليم مصر العليا، ولكنها انفصلت عنه، وكوّنت في العصر البطلمي، إقليمًا مستقلًا سُمي “أرسنوي”، نسبة إلى زوجة بطليموس الثاني، وأنّ القصر كان يسمى “معبد الإله سوبك”، ولكن في العصر الإسلامي، أطلق سكان المنطقة عليه تسمية، قصر قارون، وذلك بسبب وقوعه قرب بحيرة قارون.
وأطلق الإغريق، على الفيوم قديمًا اسم “كروكوديلو بولس” بمعنى مدينة التماسيح، ورسموا على جدران وأسقف المعابد بأشكال متعددة، منها شكل التمساح العادي، والتمساح المحنط، أو رجل برأس تمساح، وقد عُثر على الكثير من التماسيح المحنطة في تلك المنطقة، وفي عدة مناطق أخرى، وهو أكبر دليل على أهمية “الإله التمساح” في العصور القديمة.
وقد كان “سوبك”، هو المعبود الرئيسي في الفيوم بالعصور القديمة، وانتقلت عبادته بعد ذلك إلى عدد من الأقاليم الأخرى، وكان بهيئة تمساح أو إنسان برأس تمساح، وبدأت عبادة “سوبك”، بإنشاء الفراعنة بحيرة قرب المعبد، لتكون خزانًا للمياه خلال وقت التحاريق “وهي الفترة التي ينخفض فيها منسوب مياه النيل”، وتمتد من نهاية فيضانه، وحتى بداية الفيضان التالي، وكان ذلك قبل التخزين الدائم للمياه ببحيرة السد العالي”، ولكن تلك البحيرة امتلأت بالتماسيح التي عاشت بها، وتكاثرت، وتضاعفت أعدادها، وكان يخشاها الجميع لذلك قرروا عبادته، وأسموه “سوبك” ليتجنبوا شره حتى سادت عبادته بين الجميع في الإقليم، وبعد ذلك دمجوه مع إله الشمس “رع”، وأطلقوا عليه “سوبك رع”، وخصصوا هذا المعبد لعبادته.