خاضت سويسرا حملة تصفيات رائعة كللتها باحتلال صدارة مجموعتها متفوقة على إيطاليا بطل أوروبا، تراجع أداء الفريق في دوري الأمم الأوروبية، وبدا واضحاً أن هناك حاجة لإجراء تغييرات في خط الدفاع ، يضم الفريق كوكبة مميزة من اللاعبين في خط الوسط.
مر منتخب سويسرا بفترة ناجحة على مدى السنوات القليلة الماضية؛ ففي كأس الأمم الأوروبية ٢٠٢٠، وصل المنتخب الملقب بـ “لا ناتي” إلى الدور ربع النهائي مطيحاً بمنتخب فرنسا بطل كأس العالم ٢٠١٨ قبل أن يخسر أمام إسبانيا بركلات الترجيح.
بعد ذلك خاض المنتخب السويسري حملة تصفيات مثالية لكأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢، حقق خلالها خمسة انتصارات وثلاثة تعادلات، وسجل ٢٥ هدفا واستقبلت شباكه هدفين وكللت هذه الحملة بتصدر المجموعة على حساب إيطاليا.
لكن شهد عام ٢٠٢٢ تراجعاً في أداء المنتخب السويسري الذي لم يحقق سوى فوزًا وحيداً على البرتغال من أصل مباراتين وديتين وأربع مباريات في دوري الأمم الأوروبية، وبجانب هذا الفوز الوحيد، تعرضت سويسرا للخسارة أربع مرات وتعادلت مرة واحدة واهتزت شباكها ١٠ مرات.
بدا الدفاع السويسري هشًا وسيتعين على ياكين إعادة فريقه إلى المستوى الذي ظهر به في التصفيات، إذا نجح في القيام بذلك، فإن طموحات منتخب سويسرا لا سقف لها، وهنا نلقي نظرة مقربة على كتيبة لا ناتي حيث نسلط الضوء على خمسة لاعبين سيلعبون دوراً رئيسياً في نهائيات قطر ٢٠٢٢.
1 _ يان سومر (٣٣، حارس مرمى):
يان سومر هو عصب المنتخب السويسري بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ إذ يُعوّل على اختصاصي ضربات الترجيح البالغ من العمر ٣٣ عامًا لتقديم أداء قوي مع ناديه ومنخب بلاده، أثبت سومر جدارته في مناسبات لا حصر لها.
فمنذ خوضه لأول مباراة دولية مع منتخب سويسرا في عام ٢٠١٢ تحت قيادة أوتمار هيتسفيلد، خاض حارس بوروسيا مونشنغلادباخ حتى الآن ٧٤ مباراة كما اكتسب خبرات عريضة من مشاركاته في البطولة الكبرى، حيث كان الخيار الأول دائماً في حراسة عرين منتخب بلاده في نهائيات روسيا ٢٠١٨ وفي نسختي ٢٠١٦ و٢٠٢٠ من كأس الأمم الأوروبية.
وفي تصفيات قطر ٢٠٢٢، لعب سومر كل دقيقة من كل مباراة خاضتها سويسرا في حملة التأهل الناجحة واهتزت شباكه مرتين فقط، سيلعب خط دفاع منتخب سويسرا، مع وجود سومر خلفه، دوراً مهماً في نجاح الفريق في كأس العالم حيث أوقعته القرعة في مجموعة تضم منتخبات تتميز بقدراتها الهجومية الكبيرة وهي البرازيل وصربيا والكاميرون.
2 _ ريكاردو رودريجيز (٣٠، ظهير أيسر / قلب دفاع):
خاض ريكاردو حتى الآن مسيرة كروية مميزة؛ حيث فاز بكأس العالم تحت ١٧ عامًا، أما على مستوى الأندية فقد شارك في ١٤٩ مباراة في الدوري الألماني بقميص فولفسبورج، وحصل على ميدالية كأس ألمانيا، بعد ذلك، وبعد فترة قصيرة قضاها في صفوف أيندهوفن، خاض رودريجيز ١٠٠ مباراة بالدوري الإيطالي، مع إيه سي ميلان ثم مع تورينو، ستكون براعة رودريجيز وخبرته حاسمة بالنسبة لخط دفاع منتخب سويسرا، حيث يستطيع اللاعب البالغ من العمر ٣٠ عامًا اللعب في قلب الدفاع أو على اليسار وهو المركز الذي من المرجح أن يلعب فيه في نهائيات قطر لأن نيكو إلفيدي ومانويل أكانجي نجحا بتوطيد أقدامهما في قلب الدفاع.
خاض رودريجيز حتى الآن ٩٨ مباراة دولية سجل خلالها تسعة أهداف ويقترب رودريجيز إلى خوض مباراته رقم ١٠٠ مع منتخب بلاده، خلال التصفيات، غاب رودريجيز عن مباراة واحدة فقط، وظهر في التشكيلة الأساسية في جميع المباريات الأخرى.
وُلد رودريجيز، المنحدر من إسبانيا وتشيلي، في زيورخ وهو يتميز بقدم يسرى رائعة لا سيما في الكرات الثابتة، كما أنه يمثل تهديدًا على الأجنحة، حيث يمد خط الهجوم بعرضيات كثيرة.
3 _ جرانيت تشاكا (٢٩، خط وسط مدافع):
بعد أن خاض ١٠٤ مباراة دولة سجل خلالها ١٢ هدفاً، يعد جرانيت تشاكا واحدًا من أكثر أعضاء كتيبة مراد ياكين خبرة. يعد لاعب خط الوسط المدافع البالغ من العمر ٢٩ عامًا، والذي يدافع عن ألوان أرسنال الإنجليزي، هو قائد المنتخب السويسري ورمانة ميزانه، ولد تشاكا في بازل لأسرة من كوسوفو وألبانيا علماً بأن شقيقه تاولانت يلعب لمنتخب ألبانيا ويتمتع تشاكا بميزات كثيرة.
فبينما يصنف غالبًا على أنه أنه قائد قوي على أرض الملعب لا يتهرب من أي تدخل على الكرة، فهو في الوقت ذاته لاعب كرة قدم ماهر ويتميز بتمريراته المتقنة، وبسبب الإصابات، لم يخض تشاكا سوى مباراتين في تصفيات كأس العالم، لكن قائد كتيبة لا ناتي عاد إلى التشكيلة الأساسية في جميع المباريات الستة التي لعبتها سويسرا هذا العام.
لا شك أن تحقيق انتصار وحيد في هذه المباريات سيحفز لاعباً متمرساً مثل تشاكا، الذي شارك في أكثر من ١٠٠ مباراة في الدوري الألماني و٢٠٠ مباراة في الدوري الإنجليزي. إذا كان بإمكان لاعب واحد أن يعيد سويسرا لأدائها المميز قبل كأس العالم، فهو تشاكا.
4 _ ريمو فرويلر (٣٠، خط وسط):
يعتبر ريمو فرويلر أحد الركائز الأساسية في خط وسط منتخب سويسرا, انضم اللاعب البالغ من العمر ٣٠ عامًا إلى أتالانتا الإيطالي في في عام ٢٠١٦ وخاض أكثر من ٢٠٠ مباراة معه، ارتدى في عدد كبير منها شارة القيادة في البطولات الأوروبية.
اختار فرويلر بعد ذلك الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز قبل انطلاق الموسم الحالي حيث انضم إلى نوتنجهام فورست، ولم يثبت فرويلر بعد نفسه مع النادي الصاعد حديثًا للدوري الإنجليزي حيث يجلس غالباً على مقاعد البدلاء. خاض فرويلر ٤٦ مباراة دولية سجل خلالها أربعة أهداف.
وشأنه شأن تشاكا، فإن فرويلر يتمتع بكافة مقومات لاعب الوسط حيث يعشق اللاعب البالغ من العمر ٣٠ عاماً القتال على الكرة كما يتميز بتمريراته المتقنة وقراءته الجيدة للمباريات – وهي حقيقة لم يغفلها ياكين، الذي دفع به دائماً في التشكيلة الأساسية طوال فترة التصفيات المؤهلة لكأس العالم بل خاض في معظم الأحيان المباريات كاملة، من المحتمل أن يقوم فرويلر وتشاكا معا بدور ضبط الإيقاع في تشكيلة المنتخب السويسري.
5 _ شيردان شاكيري (٣٠، لاعب وسط مهاجم / جناح):
يشتهر شيردان شاكيري بقصر قامته (١.٦٥ م) وبنيته الممتلئة، وهو أكثر لاعب خوضاً للمباريات الدولية في قائمة ياكين – حيث لعب ١٠٦ مباراة سجل خلالها ٢٦ هدفاً ما يضعه في المركز الرابع خلف هاينز هيرمان (١١٨ مباراة) وآلان جيجر (١١٢) وستيفان ليختشتاينر (١٠٨).
أما على مستوى الأندية، فقد توج شاكيري بعدة بطولات من بينها لقب الدوري الألماني ثلاث مرات والدوري الإنجليزي مرة واحدة، ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس العالم للأندية مرتين أيضاً. انتقل شاكيري في فبراير الماضي إلى الدوري الأمريكي حيث يدافع عن ألوان شيكاجو فاير.
يأتي شاكيري في المرتبة الثانية في ترتيب قائدي المنتخب السويسري وهو بلا شك عنصر أساسي في كتيبة مراد ياكين حيث يتميز بقدرته الفائقة على الربط بين خطي الوسط والهجوم، وغالبًا ما يلعب دورًا متقدمًا خلف مهاجمي فريقه. شارك شاكيري في ست مباريات في تصفيات كأس العالم، سجل خلالها هدفًا وصنع خمسة أخرى، ما يؤكد دوره المحوري في هجوم لا ناتي, مع وجود تشاكا وفرويلر في خط الوسط، يحظى شاكيري بقدر كبير من الحرية في الانطلاق ومباغتة دفاع الخصم, يستطيع شاكيري أيضاً اللعب ناحية اليمين، وبينما يفضل ياكين التناوب بين المهاجمين الآخرين (بريل إمبولو، وهاريس سيفيروفيتش، وستيفن زوبر، وريناتو ستيفن)، فمن المرجح أن يظهر اسم شاكيري في التشكيلة الأساسية لمنتخب سويسرا في نهائيات قطر ٢٠٢٢.