أرسل داود رجاله الى نابال يطلب منه طعاما له وللسائرين معه ولكن نابال رفض وقال أآخذ خبزى ومائى وذبيحى الذى ذبحتلمجازى واعطيه لقوم لا اعلم من اين هو ؟! مع ان داود ورجاله كانوا يحرسون غنمه فى البريه. غضب داود وصعد معه 400 رجلمن رجاله . فلما علمت زوجه نابال الحكيمه وعرفت كيف ان الرحمه تزيل شبح الموت والدمار عن بيتها وزوجها بادرت واخذتمائتى رغيف خبز و زق خمر وخمسه خرفان ووضعتها على الحمير واسرعت لملاقاه داود فى الطريق. وكان لها حديث رائع معداود غايته الحكمة، فقالت: هذه البركه التى اتت جاريتك سيدى فلتعط للغلمان السائرين وراء سيدى واصفح عن ذنب امتك—معان الذنب ليس ذنبها—ولكن نفس سيدى لتكن محزومه فى حزمه الحياه مع الرب الهك وعندما يصنع الرب لسيدى حسب كل ماتكلم به من الخير من اجلك يقيمك رئيسا على اسرائيل .. الخ.
لقد انبهر داود بحكمه ابيجايل و عقلها حتى قال مبارك عقلك ومباركه انت لانك منعتينى اليوم من اتيان الدماء وانتقام يدىلنفسى ولكن حى هو الرب اله اسرائيل الذى منعنى عن اذيتك. ان لم تبادرى وتأتى لاستقبالى لما ابقيت لنابال الى ضوء الصباحبائل بحائط (1صم 25-4-35)
هكذا راينا كيف استطاعت (ابيجايل) بالرحمه والصدقه ان تنقذ بيتها وزوجها ونفسها وتمنع داود رجل الله من اتيان الدماءانتقاما لنفسه .
ويكفينا تلك الفتاه الخيره التى كانت تصنع احسانات كثيره نحو الفقراء والارامل والايتام ففى لحظه موتها بكاها الجميعوولولت عليها النسوه والارامل ومن اجل دموعهن وصراخهن تحنن القديس بطرس وامسك بيدها واقامها من الموت فإن رحمهطابيثا -(اع9: 36-41)واعمالها الحسنه جعلتها تنتصر على الموت.
ان الرحمه قادره ان تنقذ ليس من الموت الارضى بل ان تنقذ من الموت الابدى بل ان الرحمه تزكى الانسان امام الله فى اليوم الاخير.