يا جواد الهوى لما لا تشتكى يومًا
رضيتُ أن تكون عبداً بعد ما كُنتَ مَلِكًا
فجعلكَ الهوى ضعيفاً ذليلًا
تعتصرُ ألماً فَسَلبَ مِنكَ الحياةَ
والآن .. تمشي بين الأحياء مَيْتًا
فَكم أردتُ الهوى و بحثتَ عنهُ
وحينَ وجدته طَعنَكَ بخِنجَرٌ سَامًا
فَنزفتُ كثيرًا وهو على جُرحِكَ مُبتَسِمُ
فَكفى التألم على خائنٌ لم يعرف الندمُ
وأذهب بعيداً إلى جُزُر النسيان
وقل لها أتيتُكِ شريداً جَريحًا
وبعيونٍ أتعَبها الدمعُ
فَهل لي بركنٍ بعيداً أنسى فيه الهوى
ولي بحكيمٍ لجُرح الفؤادِ يلتئمُ
تالله يا جُزر لم أردتُ السبيل لكى
يومًا، فَكنتُ هائماً بين مُدن الهوى
وكنتُ في أنهارها أسبحُ كطفلٍ
فَرِحَ بالماءِ بعد قَحطٍ و ظَمأٍ
وكنتُ أقطفُ من زهورها كل لونٍ
وأرقص على أنغامها وأنشد لحنًا
يسمعهُ كل فؤادٍ فيصيرُ للهوى عبدًا
لكن أصابني الغدر بسلاح الجُبنُ
وأخرجني الندمُ بجُرحٍ بالفؤاد
ينزف ألمُ، والدمعُ كالسيل يقتلني
يصرخُ كلما أشتدَ الفِكرُ
مَشيتُ كثيراً حتى أرهقنى السفرُ
حتى جِئتُ إلى بابكِ مُرتمياً أطلبُ العونُ
فهل لكي يا جزرُ أن تأويني
بروحٍ أرهقها الحزنُ
وتأخذي بيدى بلُطفٍ ..
كطيرٍ جريحاً جناحهُ مُنكسرُ
يريد من يحنو عليه و يعيدهُ ..
إلى سمائه شافياً من سقمه
لا أريد الفكر فقد سئمتُ البُكا ..
ورفقاً بعيونٍ قد أتعبها الدمعُ
وفؤادٍ لله يشكو ما بهِ وكيف
يكون له من بعد الله من عونُ
فقد وضعكِ الله سبيلٌ لنا ..
رحمة منه فهو أرحم مَن يَهبُ