في مثل هذا اليوم ٢٦ أكتوبر من عام ١٩٨٦، تنيح القمص مرقس داود ،و كان أسمه الحقيقى حافظ داود المولود في 20 مايو عام 1897 فى إمبابة بالجيزة ، تم عماده وهو طفلاً كعادة الأقباط فى مصر بكنيسة القديس برسوم العريان بالمعصرة على يد قداسة البابا كيرلس الخامس الذى قال عنه (محفوظ بنعمة الله) .
حصل على الشهادة الإبتدائية حيث نجح فيها بتفوق وكان ترتيبه العام الثالث عشر على مستوى القطر بأكمله وكان ذلك عام 1912.
إنضم إلى مدرسة التوفيق القبطية بالفجالة حيث حصل على شهادة الكفاءة أو الثقافة العامة (تعادل ثانية ثانوى حالياً) ثم البكالوريا (تعادل الثانوية العامة حالياً )
إلتحق بالأكليريكية مع عمله موظفاً فى وزارة الصحة فى عام 1934 . وترك وظيفته وقرر التفرغ للخدمة بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس .
امد المكتبة القبطية بالعديد من المؤلفات والتراجم التى بلغ عددها 170 مؤلفاً. ويذكر لنا قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث عن أبينا الراحل قائلا:
إذا ما تحدثت عن القمص مرقس داود فأنى أتحدث عن جيل كامل فى شخصيته. لقد كانت حياته ممتلئة بالثمار فى جميع المجالات
ولعل هذه الكلمات المباركة تلخص بصدق وعمق كل ما يمكن أن يقال عن رجل الله.
فقد كان رائداً فى مجال النشر المسيحى لسنين طويلة، قام خلالها بتعريب وتأليف الكثير، من أشهرها الأجزاء التى قام بتعريبها من المرجع العالمى لتفسير الكتاب المقدس (متى هنرى) وترجمة أربعة كتب للقديس أثناسيوس الرسولى، وترجمة لتاريخ الكنيسة ونشر معلومات عن التقليد والطقس، وترجمة كتاب الدسقولية، وتفسير القداس الإلهى، وغيرها الكثير والكثير…
دُعىَّ لخدمة من نوع جديد، للتدريس فى الكلية اللاهوتية بأديس أبابا فى أثيوبيا عام 1944 وكان معه رفيقه الأستاذ سعد عزيز (المتنيح الأنبا صموئيل).
رُسم عام 1948 كاهناً بطلب من الأقباط الموجودين بأثيوبيا مما أعطى له بعداً جديداً وأعانه على تحقيق الكثير من أمانيه.
فى عام 1954 أرسلت جمعية الأصدقاء لأبينا مرقس داود دعوة عاجلة للعودة من الحبشة إذ كانت كنيسة مار مرقس بشبرا قد وُضع لها حجر الأساس عام 1953، فعاد فى الحال فى مارس عام 1954 وظل بها حتى نياحته فى أكتوبر 1986.
كان على صلة وثيقة ببطاركة الكرسى المرقسى أمثال البابا يوأنس والبابا مكاريوس والبابا يوساب الثانى الذى سيم أبيناً كاهناً فى عهده، وعلاقته القوية بالبابا كيرلس السادس الذى منحه ميدالية وشهادة تقدير للخدمات الجليلة التى قدمها للكنيسة والعالم المسيحى، وكان على علاقة وطيدة بالبابا المعظم الآنبا شنودة قبل رسامته كاهناً وزادت وتأصلت بعد الرسامة، إذ نال نعمة القمصية من يده الطاهرة، وقداسته أيضاً هو الذى كلفه بالتدريس فى معهد الكتاب المقدس كنوع من التقدير.
له أيضاً علاقاته بالشخصيات العالمية، فأستطاع أن يجتذب الأمبراطور الأثيوبى الراحل هيلاسلاسى بسبب علمه الغزير الفياض ولإخلاصه ووفائه لكنيسته، ولعمله الدءوب لخدمة الأثيوبيين، حتى أنه أنعم عليه بنيشان (نجمة أثيوبيا الذهبية) .
وعندما زارت الملكة اليزابيث ملكة إنجلترا البلاد الأثيوبية بناء على دعوة من الإمبراطور هيلاسلاسى، وجهت السفارة البريطانية بأثيوبيا الدعوة للقمص مرقس داود ليكون فى حفل إستقبال الملكة مع باقى المدعوين.
كما دعُى أبونا مرقس مع عدد من كبار الشخصيات العالمية من بعض الدول الأجنبية لحضور حفل صلاة الفطور العالمية التى أقامها الرئيسان الأمريكيان ريتشارد نيكسون وچيمى كارتر فى مدة رئاسة كل منهما (كل على حده) وقد ألقى كلمة قيمة فى حضرة رئيس الولايات المتحدة والذى سر بها كثيراً.
القمص مرقس داود في سطور ..
-الاسم بالإنجليزية: Reverend Father Morkos Dawoud.
-تم عماد الطفل بكنيسة القديس برسوم العريان بالمعصرة على يد قداسة البابا كيرلس الخامس.
-توفي والده وهو في السابعة من من عمره.
-عمل موظفاً في وزارة الصحة بعد شهادة البكالوريا، حتى عام 1934 م. حينما ترك وظيفته وقرر التفرغ للخدمة بجمعية أصدقاء الكتاب المقدس وغيرها.
-تاريخ الرسامة: 1948 م.
-تقلَّد رئاسة جمعية أصدقاء الكتاب المقدس عام 1953 م.
-وضع حجر الأساس لكنيسة مار مرقس بشبرا عام 1953 م.
-لبَّى دعوة قداسة البابا شنوده الثالث سنة 1976 م. للتدريس في معهد الكتاب المقدس.
-تاريخ القمصية: 12 سبتمبر 1975 م.
-الخدمة في: كنيسة الشهيد مارمرقس القبطية الأرثوذكسية، شبرا، القاهرة، مصر.
-بخلاف عمله الكهنوتي والرعوي، كان متعدد المواهب: إكليريكي – واعِظ – مدرس – كاتِب – مترجم.