وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأثنين، إلى سوتشي للقاء الرئيس الأذري إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، حول طاولة المفاوضات الثلاثية.
وكان الكرملين قد أعلن أن القمة الثلاثية ستسبقها محادثات منفصلة بين الرئيس الروسي وكل من نظيره الأذري والأرمني، حيث تهدف المباحثات إلى تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة القوقاز، وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والنقل.
وأعرب رئيس الوزراء الأرميني باشينيان عن استعداده لتوقيع وثيقة تكون أساسا لمعاهدة سلام بين الطرفين، حيث قال إن هناك تصورات روسية وغربية لقضية قره باغ، وقد وافقت أرمينيا على التصور الروسي، وتوصلت إلى اتفاق مبدئي في يناير من العام الماضي، مضيفا أن حجر الزاوية في هذه الاتفاقيات هو أن روسيا تعد ضامنا لأمن قره باغ وأرمينيا.
بينما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقائه مع باشينيان، عن أمله في إحراز تقدم في تسوية النزاع في قره باغ وإنهاء الصراع الدائر حوله منذ سنوات.
وقال بوتين خلال لقائه باشينيان في سوتشي اليوم الاثنين قبيل اجتماع ثلاثي ينضم إليه لاحقا رئيس أذربيجان إلهام علييف: “يجب أن نتحدث اليوم عن كل هذه القضايا (تسوية قضية قره باغ- معاهدة سلام)، وآمل حقا أن نتقدم في ذلك.. آمل حقا أن نتمكن اليوم من اتخاذ خطوات للأمام نحو تسوية”، منوها بأن الصراع في قره باغ مستمر منذ سنوات عديدة، ويجب إنهاؤه.
وتابع الرئيس الروسي قائلا: “هذا الصراع مستمر منذ عقود، لذلك ما زلنا بحاجة إلى إنهائه ويجب إنهاؤه..”.
ويأمل بوتين أن تؤدي القمة الثلاثية التي تجمعه مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان إلى إيجاد خطوات نحو التسوية، إذ قال: “أعلم أن لديك (باشينيان) الإرادة السياسية لهذا، ونحن ندعمها بكل طريقة ممكنة. يجب أن نعمل معك الآن، ثم في شكل ثلاثي، للعثور على النقاط الرئيسية التي ستسمح لنا بالمضي قدما”.
من جهته قال باشينيان إن المقاربات التي يطرحها الجانب الروسي بشأن قره باغ وإقامة علاقات بين أرمينيا وأذربيجان، مقبولة ليريفان.
ولفت باشينيان إلى أن انسحاب القوات الأذربيجانية من منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ أمر مهم لأرمينيا، وأن بدء العمل على ترسيم الحدود يجب أن يسبقه تعزيز الأمن على الحدود، وأن الاتصالات على أراضي أرمينيا يجب أن تكون تحت السيطرة الكاملة ليريفان.
وكان منذ أيام قد أعلن الرئيس الأرميني أعلن رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، أن أرمينيا توافق على إقامة علاقات ثنائية مع أذربيجان على أساس المبادئ التي اقترحتها روسيا.
وكان القوات الأذرية قد هاجمت مجددًا القوات الأرمينية في قره باغ حوالي منتصف سبتمبر من هذا العالم لتتجدد الاشتباكات بين الدولتين.
قره باغ والذي يسميه الأرمن أرتساخ هو جيب يسكنه أغلبية من الأرمن يقع داخل جمهورية أذربيجان، وقد قامت روسيا الشيوعية بنزع سلطة الحكومة الأرمينية من هذا الجيب وضمته لأذربيجان. وبعد استقلال أرمينيا عام 1992 قامت بالعديد من المحاولات لاستعادة تلك المنطقة. واستطاعت تكوين جمهورية باسم أرتساخ على أراضي تلك المنطقة لم يعترف بها أحد إلا دولة أرمينيا.