نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع السفارة الصينية بمصر وجمعية صوت الخير للتنمية والبحوث ندوة بعنوان “تايوان .. توتر عالمي جديد”، مساء أمس الأربعاء، وذلك بمقر المركز بالقاهرة.
وأكدت السيدة وردة زيوان، مستشار السفارة الصينية، على امتنان الصين الكبير للدولة المصرية وقيادتها السياسية على دعم سياسة الصين الواحدة، وهو ما ظهر في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس الماضي 2022 حين شدد على ثبات الموقف المصري من سياسة الصين الواحدة بما يحقق الأمن والاستقرار في العالم.
وقد عرضت مجموعة من الدلالات والشواهد التاريخية والقانونية التي تثبت أن تايوان جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الإقليمية الصينية من خلال فيديو تم عرضه بالندوة.
كما أشارت زيوان إلى أن مصر بلدًا صدیقًا تاریخیًا للصین وشریكًا استراتیجیًا شاملًا لها، وظل البلدان یتبادلان الدعم والمساندة في القضایا المتعلقة بالمصالح الجوهرية بشكل دائم.
ومن جانبه أعرب السفير علي الحفني عن الدعم الكامل لجمعية الصداقة المصرية الصينية لسياسة الصين الواحدة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست خلال السنوات الماضية جميع الأفعال الاستفزازية للصين بغرض إضعافها ووقف قاطرة التنمية الصينية، وجاءت الزيارة الأخيرة لنانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأمريكي لتدل على ذلك، كما ألمح أن تلك الأفعال والممارسات الاستفزازية جزءًا من سياسات الولايات المتحدة لنظام دولي تحاول أن تفرضه بالقوة.
كما أشار الأستاذ مصطفى السعيد الكاتب الصحفي بالأهرام إلى أن تايوان في العقل الأمريكي هي ورقة ضغط تستخدمها الولايات المتحدة لاستفزاز الصين، فالولايات المتحدة تعتبر الصين الخطر الرئيس على هيمنتها العالمية، وهي التي تعاني من أزمات داخلية تحاول أن توقف القاطرة الصينية دون أن تعيد ترتيب أوراقها من الداخل. وأخيرًا أكد على أن السياسة الصينية في التعامل مع تايوان متوازنة للغاية، إلا أن الصين بحاجة إلى تطوير آلية إعلامية توضح للرأي العام العالمي حقيقة الوضع في تايوان.
فيما أوضح الأستاذ الدكتور الصاوي أحمد أستاذ الفلسفة والخبير في الشأن الصيني أن قضية تايوان تعود بجذورها إلى منتصف القرن الماضي، أي إلى نشأة الصين الحديثة، ومن ثم فإن العوامل التاريخية ذات دور أصيل في الوضع بتايوان، مشددًا على أن تايوان تعد شأنًا صينيًا داخليًا بشكل بحت، وثمة العديد من الدلائل التاريخية والقانونية التي تثبت ذلك.
وفي كلمته ألمح الأستاذ عادل علي الباحث والمتخصص في الشأن الصيني على وجود عدة مسارات مستقبلية للوضع في تايوان، أبرزها مسار التوحيد السلمي أو المسار العسكري إلا أن المسار السلمي هو الأقرب للتحقق، حيث التوحيد السلمي لتايوان مع الصين، وهذا يمكن أن يأخذ أكثر من صيغة، منها إمكانية جعل تايوان منطقة إدارية خاصة، على غرار الوضع بالنسبة لهونغ كونغ وماكاو، ويمكن حدوث ذلك مع وصول القوى المؤيدة للصين في تايوان إلى سدة الحكم وإعلانها رغبتها في الوحدة مع الصين.
يذكر أن مركز الحوار قام بتنظيم العديد من الفعاليات المتعلقة بالصين وشئونها، وإصدار “تقرير الصين في عام”، الذي يعتبر التقرير الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط الذي يهتم بالشأن الصيني ومفردات الواقع الصيني داخليًا وخارجيًا.