الجفاف.. يعني ان هناك اجهاداً مائياً على البشر في منطقة ما، والإجهاد المائي، اوالنقص الحاد في المياه، يؤث على البشر بشكل مباشر حتى لو كان بطيئاً، وسيتعرض له ثلاثة ارباع العالم بحلول 2050 كأثر ضمن الاثار السلبية لتغير المناخ، وفقاً لدراسات الوكالات العلمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وتتعرض مصر حالياً لنقص حاد في المياه، ووفقاً لتصريحات رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي فإن نصيب الفرد من المياه العذبة سنويا وصل إلى حوالي 570 مترا مكعبا (150 ألف جالون)، فيما يعتبر الخبراء أي دولة فقيرة مائيا إذا قلت إمداداتها بالنسبة للفرد الواحد عن 1000 متر مكعب للفرد في العام.أي اننا تخطينا في مصر خط الفقر المائي، ووفقاً للأمم المتحد فإن الجفاف يؤدي الى التصحر بسب غياب المياه عن الراضي لكن ذلك التصحرـ لا يشير إلى توسع الصحاري الموجودة. وإنما يحدث ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة اليابسة في العالم، معرضة بشدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي. يمكن أن يؤدي ذلك الى الفقر واضطراب الامن الغذائي، وعدم الاستقرار السياسي بسبب تدهور وتراجع إنتاجية الأرض.
https://studio.youtube.com/video/8ZunNPbfJAc/edit
الجفاف هو القتل البطيء للبشر، يسمى القاتل الصامت، الذي يسبب انهيار المجتمعات، الجفاف يستمر معنا في الحياة يقتل كل يوم جزء من قدراتنا، هذا ما صرح به د. وديد عريان، أستاذ علوم التربة بجامعة القاهرة ومستشار التنمية المستدامة بالجامعة العربية، منسق مبادرة “مخاطر المناخ ، فينهار المجتمع دون ان ندري كيف حدث ذلك، ولنا مثال فيما تعرضت له سوريا، فقد تعرضت لدورتين طويلتين من الجفاف، في كل الريف السوري، لكن من هم في ريف حلب لم يشعر به السكان لسهولة التنقل من الريف للمدن، وفرص عمل بديلة، لكن الذين عاشوا في الشرق لم تكن لديهم فرصة للعمل فلاعمل هناك الرعي او الرزاعة فحينما حل الجفاف، انتهت فرصتهم في العمل فهاجر مليون ومائتين الف نسمة من الشرق الي اماكن اخرى وهي اكبر هجرة قسرية بسبب الظروف البيئية، فالجفاف كان عاملاً مهماً زاد فرصة الثورة السورية في النجاح كان العامل المناخي حليفاً لها فدفع الناس لترك اماكنهم والثورة، لذلك اعداد المجتمعات لمواجهة أزمات المناخ مهم للاستقرار.
الجفاف يؤثرتأثيرا شديداً على كافة مناحي الحياة، فكل ما يحتاج الى مصدر مياه، وهنا نتحدث ليس فقط عن الصناعة و السياحة وانما عن كل اوجه الحياة البسيطة، ففي الصومال تسير النساء اكثر من خمسة كيلومترات حتى تملأ اوعية المياه وتحملها لمنزلها، الاطفال الذين لا يقدرون على الحصول على قسط كاف من النظافة بسبب الجفاف،اًيضاً كلما كان المجتمع ضعيفاً يكون معرضا بشكل اكبرللتأثر بالجفاف، فمثلا إذا قارننا شبكة الطرق في مصر الآن بنظيرتها منذ عشر سنوات، نجد تحسن كبير يمثل بالنسبة لأزمة الجفاف وتغير المناخ فرصة اكبر للتعامل مع مخاطر الظاهرة فيمكن أن ينتقل الناس بسهولة من مكان لمكان، مع فرص اكبر لنقل الخجمات الصحية، وهذا ما يطلق عليه تحسين المحتمعات الأكثر هشاشة، وخاصة وأن تغير المناخ من آثاره النزوح والهجرة من المجتمعات الأشد هشاشة، وفي لغة مواجهة الظاهرة فان ذلك يعني زيادة القدرة المجتمعية، أو المرونة على التصدي للظاهرة، فكلما قلت المرونة كلما زادت مخاطر الظاهرة
وقدم دكتوروديد مثالاً تم في مصر هو مشروع تشجيري في احدى القري وقال وديد: حينما تمت زراعة 13 الف شجرة في شوارع القرى المصرية، وجهنا كل واحد حفر أمام بيته، واحضرنا له السماد الكمبوست، ثم علمناهم كيف يزرعون، فالشجر يعني توفير ظلال، أي تخفيف درجة الحرارة، يعني تخفيف الإجهاد على الناس، لأن الحرارة تسبب اجهاد للجسد، والشجر مهم في حياتنا لانه يقلل من درجات الحرارة، فلابد من التفكير بمنهجية في موضوع زيادة اعداد الاشجار.
جاءت تصريحات د. وديد خلال الورشة التدريبية التي نظمتها مبادرة “بلدنا تستضيف المناخ” ومؤسسة “رائد” -الشبكة العربية للبيئة والتنمية- الورشة الإعلامية الأولى لأعضاء شبكة “اعلاميون من اجل المناخ”، للتعريف بأهمية التصدي لظاهرة تغير المناخ. بدعم من السفارة السويسرية في القاهرة، وحضور ممثلي الأمم المتحدة، ووزارات البيئة والخارجية والتضامن الاجتماعي