«كان معشوقًا للملايين بخفة دمه، أول من علمنا قوانين الكرة، كان زملكاوى جدًا جدًا ، فاكهة التعليق العربي، موهبته جبارة زادت من شعبية كرة القدم، وبشخصيته الحقيقية شارك في السينما في كثير من الأفلام».
يجلس وسط الجمهور، خلف منضدة خشبية، أمامه ميكرفون عتيق، أصوات كثيرة متداخلة، الجمهور يسأله ويرد عليهم بصوته المميز، وتعليقاته الشهيرة، وبصوت رخيم معلنا جوووووول، ويحتفى بالهدف وسط المشجعين قائلا «بص شوف بيليه بيعمل ايه».
الكابتن محمد لطيف، لقب بشيخ المعلقين، هو أهم رموز نادي الزمالك الذي ارتبط صوته بإنجازات القلعة البيضاء أثناء تعليقه على المباريات، رحم الله أسطورة التعليق المصري.
_ حكاية صورة بيليه وصالح سليم والكابتن لطيف :
ملك الكرة البرازيلية و الجوهرة السمراء بيليه، مع المايسترو ساحر الكرة المصرية صالح سليم، وبينهما شيخ المعلقين الكابتن محمد لطيف، أثناء مباراة الأهلي وسانتوس البرازيلي عام 1972.
في عام 1960 كانت أول زيارة من اللاعب البرازيلي العالمي بيليه للقاهرة ثم كانت زيارته الثانية، مع افتتاح بطولة الناشئين التي نظمتها شركة كوكاكولا.
الأهلي بيلاعب سانتوس البرازيلي، وبيليه يراوغ لاعيبة الأهلي ويسجل هدفين عالميين، و انتهت مباراة الأهلي وسانتوس بتقدم البرازيل ه / صفر على الأهلي، وكان حارس المرمي عصام عبد المنعم خد هدفين ونزل الناشئ إكرامي خد ٣ أهداف، أحرز منهم بيليه هدفين كما وعد قبل المباراة.
نشرت الصحف قبل المباراة تصريح لبيليه بأنه سيضع هدف بقدمه اليسرى في الزوايا العكسية و كذلك هدف بقدمه اليمنى في الزاوية اليسرى وقد تحقق ذلك.
_ الكابتن لطيف شيخ المعلقين :
يعد الكابتن محمد لطيف أيقونة التعليق الرياضي والذي صنع فيه شهرة واسعة وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري قبل أن يصبح وكيلا للاتحاد، وهو كذلك كان حكما دوليًا، ثم مدربًا للمنتخب الوطني في أولمبياد هلسنكي ١٩٥٢، والمشرف على المنتخب في كأس الأمم الأفريقية ١٩٥٧.
ولد في 23 أكتوبر سنة 1909م، لطيف المعلق رياضي ولاعب كرة سابق بنادي الزمالك ومنتخب مصر لكرة القدم، وكان ضمن منتخب مصر الذي شارك في بطولة كأس العالم الثانية عام 1934م بإيطاليا، زادت شهرته عندما اتجه عام 1948م إلى مجال التعليق على المباريات , وكان له مقولة مأثورة وهو إذا دخلت السياسة من الباب، خرجت الرياضة من الشباك.
_ نشأته:
الكابتن لطيف كان في مدرسة الخديوية، الموهوبون في الخديوية كانوا يذهبوا للمختلط، والموهبون في مدرسة السعدية يروحوا الأهلي، فكانت مباريات المدارس بين السعدية والخديوية تحظى باهتمام كبير، بعد مشاركة كابتن لطيف في كأس العالم عام 1934، سافر في بعثة دراسية إلى أسكتلندا، وكان يلعب هناك بجانب الدراسة.
بدأ الكابتن لطيف حياته كلاعب كجناح أيمن وقائدًا لفريق مدرسة الخديوية، وبعد فوز المدرسة بكأس دورة المدارس عام 1920 وهو يبلغ من العمر 11 عامًا، قرر الراحل حسين حجازي ضمه لفريق “المختلط” الزمالك حاليًا.
ولتألقه في مباراة مع فريق مدرسة الخديوية الاول ضد فريق المدرسة السعدية، وكان يلعب في فريق السعدية كلا من التتش وعبد الرحمن فوزي ورشاد مراد وجميل رفعت ، وتألق في الماتش وقتها محمد لطيف، ففي عام 1928 قام حسين حجازي رئيس نادي المختلط “الزمالك” باختياره للعب في الزمالك مقابل ٣ قروش وذلك لموهبته وتألقه.
بدأ مشواره مع أول مباراة مع المختلط ومن حسن حظه كان لقاء الزمالك ضد الأهلي، وسجل أول هدف للزمالك ضد الاهلي، وهو هدف الفوز في المباراة .
عام 1932، قام حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة المصري باختياره لينضم إلى صفوف المنتخب، وكان من اللاعبين المشاركين في أول مشاركة للمنتخب المصري، وذلك ببطولة كأس العالم عام 1934 بإيطاليا.
_ احترافه :
يعد الكابتن لطيف أول من خاض تجربة الاحتراف وبالتحديد في فريق رينجرز الإسكتلندي، أثناء دراسته التربية الرياضية منتصف الثلاثينيات.
ثم اختاره مستر سامبسون مراقب التربية البدنية في وزارة المعارف ، لكي يدرس التربية الرياضية في كلية جوردون هيل في اسكتلندا، واتفق مع المدير الفني للمنتخب أن طول مدة دراسته هيلعب في فريق رينجرز اقوى فرق اسكتلندا وقتها لان الكابتن محمد لطيف كان متألق وقتها.
وبالفعل وفي أول مباراة سجل هدف ضد فريق داندي، ليستمر الـ ٣ سنين لاعب أساسي لفريق رينجرز ، وبعد انهاء دراسته عاد إلى مصر عام 1937، ولعب في الزمالك والمنتخب ٨ سنين إلى فترة اعتزاله عام 1945.
كابتن لطيف حكى أنه عندما كان في بريطانيا كان المائة جنية مصري، يحولها إلى 102.5 إسترليني – في الثلاثينيات-، وحين رجع لمصر عمل مدرس تربية بدنية – بعد ذلك تغير الاسم لتربية رياضية.
انضم الكابتن لطيف للجيش “ضابط احتياط مع قيام الحرب العالمية الثانية، ومع انتهائها تحول لضابط عامل، وبعد ثورة 52 خرج من الجيش وعاد لوزارة التعليم.
_ اعتزاله:
بعد اعتزال كابتن لطيف درس تدريب وتحكيم، واختار يمارس التحكيم، واستمر حكما لسنوات.
بعد اعتزال كرة القدم، حصل الكابتن محمد لطيف على الشارة الدولية واشتغل حكم دولي، وحكّم في عدد كبير من المباريات الدولية، وفي عام 1948 سجل في الإذاعة كمعلق رياضي على المباريات.
قرر الراحل لطيف اعتزال الكرة عام 1945 وكانت آخر مبارياته مع منتخب الجيش المصري أمام فريق ألوندرز، ثم عمل في مجال التحكيم حتى حصل على الشارة الدولية.
أدار العديد من المباريات الدولية، ثم عمل مدربًا مساعدًا لمستر كين المدير الفني لمنتخب مصر عام 1948، وهو العام الذي شهد اتجاهه لمجال التعليق حتى توفي في مثل هذا اليوم عام 1990.
_ هو في حكم زملكاوي ؟
ممكن حد يسأل إزاي يبقى حكم زملكاوي ؟ كان زمان عادي، بعض لاعبي الزمالك المعتزلين مارسوا التحكيم، وكانوا حكام دوليين، وحكّموا مباريات كتير للأهلي زي جلال قريطم، محمد حسن حلمي، محمود إمام ومعاهم محمد لطيف والعكس عزيز فهمي، ومصطفى كامل فهمي، ولبيب محمود حكام أهلاوية حكّموا للزمالك.
_دخوله مجال التعليق:
أما دخول الكابتن محمد لطيف مجال التعليق على المباريات فله قصة:
سنة 1948 كان الكابتن لطيف ضابط وحكم، وقررت الإذاعة عمل فقرة تمرينات رياضية يومية، واختارت أربعة، بحيث يقوم أحدهم بتقديم التمرينات لمدة أسبوع عدا يوم الجمعة، واليوم بنصف جنية، يعني شهريا ثلاثة جنيه لكل منهم.
حينها كان محمود بدر الدين يعلق على كل المباريات، وبعد نجاح محمد لطيف في برنامج التمارين اليومية بدأ يعلق على بعض المباريات.
سبب نجاح محمد لطيف في التعليق على المباريات أنه رأى في إسكتلندا رجل يذهب مع بعض المكفوفين إلى الإستاد ويشرح لهم كل ما يدور في الملعب، فبدأ يستخدم نفس الأسلوب في نقل ووصف دقيق لكل ما يرى في الملعب للمستمعين، حتى إنه بعد ذلك كان يعلق على مباريات كرة السلة.
_ لطيف يشيد بالخطيب :
تغنى بمهارات العديد من لاعبي الكرة، ومنها إشادته بمهارة محمود الخطيب لاعب النادي الأهلي المصري السابق، وذلك عندما كان لاعباً قائلاً: “الله عليك يا خطيب”.
_ خفة دم الكابتن لطيف بتعليقه على اى مباراة :
عندما يندمج معلق المباراة مع فريقه المفضل، نتذكر كلمات لن ننساها ابدا ، قالها رائد التعليق العربي وأحد أعمدة القلعة البيضاء الكابتن محمد لطيف والذي توفاه الله عز وجل في 17 مارس من عام 1990 ومنها ما يلي:
«الكورة اجوال ، فوق التلات خشبات ، الجايات أكتر من الرايحات ، الجون بييجي في ثانية، الجو النهارده جو كورة»
«هوبا هاهاهاها، تخبط في الخشبة ، خشي يا شيخة… ياشيخة خشي ، هووووووبا ؛ اي خبطت في الخشبة وجووووول»
«الراحل الكابتن محمد لطيف، كان يذيع ماتش لـ كرواتيا، قال: الكورة مع مودريتش ومنها لسترينتش، اعطاها لكلاسينتش مررها لفيجيتش، حد يسألني: الكورة طلعت بره، أقوله: لأ مطلعتش»
«فى مباريات الاهلى والزمالك، كان يقولك الاهلى على يمينك والزمالك على شمالك ، واحنا اللى هنسنتر »
«فى عام 1962 وأثناء تعليقه على مباريات منتخب الأهلى والزمالك مع توتنهام الإنجليزى، سجل الكابتن طه إسماعيل هدفًا فى أول دقيقة، انفعل الكابتن «لطيف» فرحًا وقال: «يكفى فخرًا أن فى أول دقيقة نسجل هدف.. يا ولاد».. أنتو بتكتبوا تاريخ.. العالم كله بيتفرج علينا» فى هذه اللحظة أصيب الكابتن «لطيف» بانحباس فى صوته من فرط الانفعال.
«وفى مباراة الزمالك وستهام يوم 30 نوفمبر 1966. والتى انتهت بفوز الزمالك 5/1، انفعل الكابتن «لطيف» قائلا: الزمالك بيلعب كورة متلعبتش من سنين»
«وفى مباراة مصر وزائير فى بطولة إفريقيا 1974 التي انتهت بهزيمة المنتخب المصري 3/2 انفعل الكابتن «لطيف» بشدة قائلا: «يا شيخة خشي»، بعد أن ارتطمت كرة سيد عبدالرازق في العارضة»
«وفي مباراة مصر وتونس فى تصفيات كأس العالم 1978 التي أقيمت يوم الجمعة 25 نوفمبر 1977 انفعل الكابتن «لطيف» عقب إحراز الخطيب الهدف الثالث لمصر بمهارة فائقة، قال: «ده أيه ده»
وكان للكابتن «لطيف» لزمات فى جميع المباريات التي يعلق عليها تقريبًا، منها شكر رجال الأمن، وانفعاله الفطرى عندما تضيع فرصة بقوله: «يى يى» بكسر الياء، وبخفة دمه يقول: واحد يسألنى هو «عمر النور» أخو عمود النور، أقول لأ ده تشابه أسماء. ومصطلحه الأشهر «الكورة أجوان».
«بص شوف بيليه بيعمل ايه، كان تعليق الكابتن لطيف عندما سجل البرازيلي بيليه هدفه الأول الجميل في الأهلي بالشوط الثاني، و يقول الناس كانت بتسألني بعد الشوط الأول هو فين بيليه اللي بيتكلموا عنه، يقولهم أهو .. بص شوف بيليه بيعمل ايه».
«من اشهر تعليقات الكابتن لطيف، واحد يسألني يا كابتن لطيف هو عمر النور اخو عمود النور، اقوله لا ده شارع وده شارع تانى خالص»
«الكورة اجوان، الحكم ده صفارته محترمة، لو بصيت على يمينك هتلاقي جمهور الزمالك بالأعلام البيضا وعلى شمالك جمهور الأهلي بأعلامه الحمرا»..
يعتبر الكابتن محمد لطيف من أشهر المعلقين على مباريات الزمالك والاهلي من سنة ١٩٤٨ الي سنه ١٩٩٠م ، وعلق على جميع مباريات القمة بين الأهلى والزمالك من عام 1960 حتى يناير 1979، حيث قرر المسئولون استبعاده من التعليق بسبب انتمائه لنادى الزمالك.
_ محمد لطيف والحارس الإيطالي ” ألدو ستيلا “:
حارس المرمي العظيم الإيطالي ” ألدو ستيلا ” نجم الزمالك في الستينات .
انضم لـ الزمالك في موسم الانتقالات عام 1957 عن طريق الكابتن “محمد لطيف” أحد رموز نادي الزمالك .
ساهم “ألدو” الذي كان يلقب بـ “الاخطبوط” بشكل كبير في حصول الزمالك على أول بطولة دوري في تاريخه موسم 59-60.