قدموا في إيمانكم فضيلة (2بط1:5)
* قدم السيد المسيح مثل السامري الصالح بعد أن سأله ناموسي: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ (مر10:17), فأجابه السيد المسيح عن المحبة, وفي نهايتها قال له: تحب قريبك كنفسك. افعل هذا فتحيا. ثم أعطي لنا مثل السامري الصالح.
أولا: رسالة المصالحة
* أما ربنا يسوع المسيح فقد أتي ليوحد الجميع:
1- السماء والأرض.
2- اليهود مع الأمم.
3- اليهود والسامريين.
4- الجسد والروح.
- ويصالح العالم كله, ونسميها خدمة المصالحة.
* في مثل السامري الصالح (لو10:25-37). سأل السيد المسيح من من الثلاثة هو المقبول؟ كانت الإجابة الذي صنع الرحمة.
ثانيا: محبة القريب أم الصلاة؟
* وهنا يأتي سؤال مهم جدا من الأسئة التي شغلت الكثير من الآباء: أيهما أهم محبة القريب أم الصلاة؟! والإجابة علي هذا السؤال نجدها علي لسان هؤلاء:
1- يوحنا الدرجي: عندما سئل القديس يوحنا الدرجي نفس السؤال: أيهما أعظم محبة القريب أم الصلاة؟ فأجاب: المحبة أعظم من الصلاة, فالصلاة واحدة من الفضائل, أما المحبة هي أمهم جميعا.
2- أثناسيوس الرسولي: وهذه الصورة عبر عنها أثناسيوس الرسولي, فقال: إن حياتنا وهلاكنا هما في يد القريب, فإذا كسبنا القريب فقد كسبنا الله.
3- العلامة إكليمنضس: وأيضا في تاريخ الكنيسة العلامة إكليمنضس السكندري يقول: عندما نري أخانا فقد رأينا الله.
4- يوحنا الذهبي الفم: وللقديس يوحنا الذهبي الفم عبارة من العبارات العميقة جدا يقول فيها: لا تنتظر أن يحبك الآخر, بل اقفز نحو بنفسك وقدم له حبك.
* هذه هي تعاليم مسيحيتنا: لا تنتظر أن يحبك الآخر أولا (وهذا ما صنعه معنا ربنا يسوع المسيح) بل قدم له حبك أولا.
- يوجد كتاب اسمه الفيلوكاليا, وكلمة الفيلوكاليا هذه تعني محبة الصلاة مكتوب فيه: كما أن التفكير في لهيب النار لا يجلب لك دفئا, كذلك الإيمان بدون محبة لا يحقق نور المعرفة الروحية في النفس.
ثالثا: أمثلة حية في المحبة
1- المسيح له المجد: المسيح مثل أعلي في المحبة, فنجد في لقائه مع المرأة السامرية.
* أيضا زكا الذي كان مكروها في المجتمع اليهودي, نري كيف أظهر له السيد المسيح كل حب وربحه حتي صار أحد تلاميذه.
2- الآباء: ويقول ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي: أي مصباح بلا نور؟ وأي مسيحي بلا حب؟ فكما أن المصباح الذي لا يضيء عديم النفع, كذلك المسيحي ينبغي أن يمتلئ بمحبة القريب.
* وقال أحد الأدباء عبارة لطيفة جدا: بحثت عن الله كثيرا ولم أجده, وبحثت عن نفسي كثيرا ولم أجدها, ولكن عندما فتشت عن أخي وجدت الثلاثة. فأنت عندما تقدم محبة لأخيك فإنك تجد الثلاثة, تجد الله وتجد نفسك وتجد أخاك. وهكذا علمنا ربنا يسوع المسيح: من لا يحب أخاه يبق في الموت (1يو3:14).
رابعا: طريق المحبة
1- جهاد مع النفس.
2- محبة عمل الرحمة: نحن نقول في صلواتنا الليلية: ليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة.
3- العطف علي المسكين: في المزمور طوبي للذيي ينظر إلي المسكين. في يوم الشر ينجيه الرب (مز41:1).
4- كسر الهوي النفسي:
لذلك يا إخوتي الأحباء ليكن جهادنا اليومي مع أنفسنا لنتعلم محبة القريب. أكسر داخلي الهوي النفسي لكي ما ينفتح قلبي علي محبة الآخر.
* إن محبة القريب مقياس في منتهي الخطورة, عندما تقف أمام الله وتسأل عن هذه الفضيلة, فماذا تجيب؟ إن فقدت هذه الفضيلة تفقد بسببها الملكوت.