رئيس التحرير
يوسف سيدهم

“برا المنهج” متعة فكرية وإنسانية بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما

مـاري فـكري

11
المشاهدات

 عُرض الفيلم الروائي “برا المنهج” للمخرج عمرو سلامة، ضمن فعاليات اليوم الخامس بالدورة الـ 70 لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، والتي تقام  تحت شعار “70 عاما من العطاء“.

وفيلم “برا المنهج” يحمل رحلة دراما إنسانية، وفانتازيا جذابة بنفس الوقت.. فيها يقوم بطل الفيلم بمراجعة رحلته الذاتية من خلال طفل صغير يدخل حياته فجأة … وتُطرح من خلال هذه الرحلة العديد من القضايا المجتمعية بشكل شيق جدا تدعو لإعمال التفكير فيها، ومنها ظاهرة التنمر، والتخلي، عمق معني اليتم الحقيقي، والهروب النفسي كحل يُطرح آثاره بعمق بالفيلم، وكذا بعض القضايا التاريخية المتعارف على صحتها بالمنهج الرسمي الذي يدرس، وصحتها الحقيقية تاريخياً “برا المنهج”.. والتي يطرحها المخرج عمرو سلامة بأسلوب سلس وشيق جدا في نفس الوقت.  

image.png

وقد عُقدت ندوة جميلة مع صناع الفيلم عقب عرضه، بحضور كامل ومؤثر للجمهور في القاعة والذي كان قد تفاعل بالتصفيق الحار للفيلم عقب انتهائه. وقد شارك في حضور الندوة مؤلف ومخرج الفيلم عمرو سلامة، والموسيقار راجح داوود والطفل عمر شريف (البطل الصغير عمراً، الكبير موهبة بالفيلم) والمونتير أحمد يسري، علاوة على الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي المصري للسينما، وأدار الندوة الناقد الفني كمال رمزي.

_ وفي تعقيبه خلال الندوة على رأي الناقد  رمزي والذي تمني لو كانت قد زادت مساحة المعلومات التاريخية الصحيحة “برا المنهج” من خلال الفيلم، قال المخرج عمرو سلامة: كان لدي تخوف من أن يتحول الفيلم إلى درس تاريخ، فهذا كان سيعطل الدراما فيه، كما أن هناك من القضايا ما كان حساس بالفعل، وزيادتها كان من الممكن أن يعمل مشاكل.

image.png

_ وفي سؤال “لي” عن الدافع الرئيسي الذي يكمن خلف كتابته وإخراجه لهذا العمل بكل هذا الصدق والتميز؟

أجاب المخرج عمرو سلامة: لقد اكتشفت كمية الكذب في العديد مما درسناه.. وهناك فيلسوف قال: (إنك تقضي نصف حياتك الأولي تتعلم.. والنصف الثاني تقضيه في تصحيح ما تعلمته) .. فكل هيئة تعليمية أو دينية أو مجتمعية.. تعلمك ما تريد.. ثم يجيء عليك وقت تكتشف فيه أنه اتضحك عليك.. وأن ليس كل ما تعلمته في حياتك بالضرورة صحيحاً.. وأنا كان عندي غضب كبير من بعض الكذب الذي تعلمناه.

image.png

_ وحول اهتمامه بالعمل على افلام يكون ابطالها اطفال خاصة وأنه قدم من قبل فيلم “لا مؤاخذة” والذي كانت البطولة فيه لمجموعة من الأطفال، ووجد نجاحا كبيراً.. وايضا عن احساسه بالفرق في العمل مع أطفال .. بين فيلم “برا المنهج” وفيلم “لا مؤاخذة”، قال عمرو: انا أحب ان أقدم افلامي من خلال أطفال.. لأني أؤمن أن الفكرة من خلال طفل يسهل تصدقيها، كما أن الطفل يلعب دوراً محورياً في داخلي.. ويكمل ضاحكا.. هناك طفل في عقلي الباطن.. ولذلك أميل دائما إلى إشراك الأطفال في افلامي..

 وتابع: بالنسبة لفيلم لا مؤاخذة..  كان التعامل مع الأطفال أصعب بكثير.. وتوقعت أنني لن أكرر التجربة بسهولة، ولكن الحمد لله التجربتان كانتا رائعتين.. ويستطرد عمرو: أنا شخصيا اتعامل مع الناس الصغيرة.. اتعلم منهم.. ممكن واحد عمره خمس سنوات يقدم لنا شيء أهم من واحد عنده 70 عاما.

image.png

_ وحول موسيقى الفيلم المؤثرة.. والتي يتمازج فيها الشجن والحنين وأيضاً الألم، قال الموسيقار راجح داوود: إنها نتاج لتأثري بمضمون الفيلم.. فانا أعبر عن الصورة والإضاءة والمونتاج.. المسؤول عنهم المخرج.. وانا أتأثر بشكل غير مباشر بكل هذه الجوانب.. وفي الشعور اشتغل على مضمون الفيلم.. وموسيقاي تختلف من عمل إلى عمل بدرجه اختلاف العمل عن العمل الآخر.. والفيلم السهل بالنسبة لي ربما يكون عادي.. لكن الفيلم الصعب يجعلني محتار ماذا اعمل.. فهناك خيارات عديدة تكون امامي وعلى أن اختار ما بينها.

 _ وحول التيمة التي اختار المخرج أن يسير عليها الفيلم، قال عمرو: الفيلم كان تجربة معينة اردت ان اجرب فيها حته فانتازيا تنتمي الى محطة واقعية.. فهو يعبر عن رحلة نضوج لطفل.. يبدأ من مكان فانتازي.. بيت و الوان سحرية..  ثم يتحول إلى شكل واقعي.. فهو يظهر في البداية كأنه فانتازيا رعب ويتحول إلى أنه حقيقي.. والفيلم يقدم رحلة أشبه برحلة نضوج الشخصية.. وهي تعبر عن رحلتي انا شخصيا من شخص اقتنع بالكذب الذي تعلمه لسنوات من قبل .. ثم تحول إلى الواقعية تماما.

_ وكان هناك تساؤل حول نهاية الفيلم وأنها كانت غامضة الى حد ما، وأجاب المخرج عمرو سلامة: لقد اردت أن اقفل الفيلم بعلامة استفهام.. وقد كان هناك حوار ما بين صناع الفيلم .. كيف نقفل الفيلم.. أو كيف يكون ختام الفيلم و كان بيننا اختلافات على النهاية، ولكن وجدنا ان أجمل خاتمة هي ان تُترك لميول كل مشاهد .. فالمتفائل سيرى أن الطفل ما زال حيا والمتشائم يظن ربما انه مات.

image.png

يذكر أن فيلم “برا المنهج” ينافس في المسابقة الرسمية بالمهرجان، ضمن خمسة أفلام  هي: “ريتسا” و”قابل للكسر” و”للإيجار” و”المحكمة”، والفيلم شارك مؤخرًا في عدة مهرجانات سينمائية دولية من بينها مهرجان هوليوود للفيلم العربي بأمريكا.

“برا المنهج” هو دراما إنسانية تدور حول طفل يتيم يدعى نور، يتنمر عليه زملاؤه فيحاول اكتساب احترامهم بدخول منزل مهجور أمام المدرسة يخاف الأولاد المرور حتى أمامه لقناعتهم أن به شبح.. ولكن نور يغامر ويدخل المنزل ليعيش صداقة من نوع خاص مع هذا الشبح الآدمي الذي اختار لنفسه حياة من نوع خاص في عزلة ظلامية شكل جدرانها بنفسه.  

الفيلم بطولة النجم ماجد الكدواني الذي قدم دوراً من أجمل أدواره بسلاسة جميلة كعادته، وقد فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره بالفيلم من مهرجان جمعية الفيلم السنوي ، ويشاركه التمثيل بالفيلم  الفنانة روبي والطفل عمر شريف وأسماء أبو اليزيد وأحمد خالد صالح ودنيا ماهر. والفيلم  قصة وإخراج عمرو سلامة  الذي فاز بجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل أفيش من  مهرجان جمعية الفيلم السنوي عام 2021.  

تحية للمؤلف والمخرج المتميز جداً عمرو سلامة على هذا الفيلم الجميل والذي يحمل العديد من القيم والأفكار التي تستوقفنا وتجعلنا نمعن التفكير فيها، وتحية للأب بطرس دانيال على اختيار هذا الفيلم الرائع لعرضه بالدورة السبعين لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما.   

أخبار متعلقة

وتتوالي‏ ‏صحوة‏ ‏الضمير‏ .. ‏من‏ ‏المجموعة‏ ‏الأوروبية‏ .. ‏وغيرها

المزيد

الأكثر مشاهدة

العدد الأسبوعي