قالت إليان بطرس، الباحثة السياسية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية: “أنه من المتوقع أن يكون هناك حوار مع الدولتين كوبا وفنزويلا من قبل الولايات المتحدة خاصة بعد امتناعهم عن التصويت لحليفهم الروسي في الأمم المتحدة لكن حلحلة الأزمة ورفع الحصار الاقتصادي عنهم قد يكون صعب التنفيذ في هذه المرحلة خاصة في ظل وجود الرئيس مادورو في فنزويلا وموقف الولايات المتحدة منه، بالإضافة الى الزيارات التي شهدتها كوبا من قبل مسئولين في الدولة الروسية وهو ما يعنى أن هناك حوار دائم ومثمر بين الدولتين وأظهرت الدولتين دعمهم للحق الروسي في الدفاع عن نفسها بمواجهة أوكرانيا في بعض التصريحات، اذا حتى وإن حدث حوار بين الطرفين لن يكون هناك تحركات فعليه على أرض الواقع فسبق وأن حاولت الولايات المتحدة فتح حوار مع الدولتين ولكنها مجرد مشاورات لن تجدي ولم تصل إلى حل حتى الآن.”
وأضافت الباحثة: “ما أشبه اليوم بالبارحة، في عام ١٩٦٢ كان الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على أعتاب مواجهة نووية بعد نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ بالستية في كوبا وهو ما تسبب في أزمات مشتغله بين الولايات المتحدة وكوبا، ولهذا السبب، ولأسباب تاريخية واقتصادية وجغرافية تمادت الولايات المتحدة في فرض حصارها الاقتصادي على كوبا، بالإضافة إلى فنزويلا الذي عانت ومازالت تعاني من تلك الحصار الاقتصادي، وكلا من الدولتين -سواء فنزويلا أو كوبا- يعرف انتمائهم وانحيازهم للجانب الروسي والاتحاد السوفيتي فيما قبل، ونظرًا للعداء مع الولايات المتحدة تقاربا الدولتين بشكل أكبر مع روسيا للهروب من وطأة الحصار المفروض عليهم.”
وقالت متابعة: “واتساقًا مع الأحداث المشتعلة الآن بين روسيا وأوكرانيا تخشى الولايات المتحدة من استغلال روسيا لهاتين المنطقتين في نشر قوات وقواعد عسكرية ونووية أو صواريخ هناك تهددها، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي في ديسمبر الماضي عن عدم استبعاد إرسال موسكو قوات إلى فنزويلا أو كوبا في حالة تجاوز الولايات المتحدة واقترابها من الحدود الروسية، لذا في ظل اشتعال الحرب الروسية الاوكرانية الان لن تمكن الولايات المتحدة الفناء الخلفي لها وهو كوبا أو فنزويلا من اتخاذ حريتهم وفك الحصار عنهم فما زالت هذه الدول تشكل تهديدا صريحا للولايات المتحدة في حالة وجود أي صواريخ أو قواعد عسكرية بها.”