تمكن جراحون أمريكيون من زراعة قلب خنزير معدل وراثيا في مريض بشري بنجاح ، حسب ما أعلنت جامعة ميريلاند الأمريكية.
نري أنه من السابق لأوانه اعتبار العملية ناجحة، حيث ينتظر الأطباء ليروا كيف ستكون الحالة الصحية للمريض في الأيام المقبلة.
أعتقد أن أستجابة جسم الإنسان لقلب الحيوان ستكون مؤقتة ، وأن الجسم سوف يرفضه ويهاجه الجهاز المناعي للإنسان ، ناهيك عن القضايا الأخلاقية . واستمرار القلق من أن أعمار الخنازير أقل من عمر الإنسان وكذلك اختلاف نسبة عمر الخلية ، كما أن انتقال الأمراض وتغير الرمز الجيني للحيوانات تثير القلق.
وتؤكد الأبحاث أن السكر الموجود في خلايا الخنازير ، وهو غريب عن جسم الإنسان يسبب رفضًا فوريًا للأعضاء. ولكن جاء القلب المستخدم في هذه العملية من حيوان معدل جينيًا ليكون أقل عُرضة للرفض المناعي، ولكن من غير الواضح إلى أي مدى سيتحمله الجسم لأن العضو يأتي من نوع آخر، وسيحتاج الجسم إلى كبت مناعي أقوى من المعتاد.
أن الخطر الرئيسي يتمثل في الرفض المناعي والذي قد يحدث حتى مع الأعضاء البشرية، حيث يحتاج المتلقون إلى تثبيط مناعي مستمر لمنع أجسامهم من مهاجمة عمليات الزرع.
تجدر الإشارة أنه يتم التركيز على الخنازير على الرغم من أن أجهزة المناعة لديها مختلفة تماماً عن البشر، حتي وان كانت بعض أعضاءها متشابهة .
جدير بالذكر إن العلماء في التسعينات توقفوا عن الاستعانة بأعضاء الخنازير عندما وجدوا أن هناك فيروسات كامنة في الحمض النووي يمكن أن تصيب الخلايا البشرية، وهو ما أثار القلق بشأن صحة المرضى.
أن استخدام أعضاء الحيوانات ونقلها لمحاولة إنقاذ حياة البشر له تاريخ طويل منذ قرون وأن الكثير من شركات التكنولوجيا الحيوية تجري تجارب لأنقل أعضاء حيوانية لبشر وكلها محاولات بات بالفشل وأصبح الأمر مثير للجدل المستمر.
نذكر علي سبيل المثال عدداً من حالات نقل أعضاء حيوانية لبشر، مثل أطباء أميركيون زرعوا، في ستينات القرن الماضي، كلى قرود الشمبانزي في أجسام أكثر من 12 مريضاً، ولكنهم ماتوا جميعاً في غضون أسابيع.
وكذلك في ثمانينات القرن الماضي، تمت زراعة قلب قرد بابون لطفلة في كاليفورنيا لكنها توفيت بعد ثلاثة أسابيع.
في تقديري الشخصي أنه من غير المتصور أن يعيش الإنسان وعضو من جسده من حيوان، وأن نجاح العملية أمر مؤقت وعارض ولن يستمر وفيه خطورة شديدة علي حياة الإنسان بيحاولوا نقل الأعضاء الحيوانية إلي جسم الإنسان من القرن السابع عشر ولَم ينجحوا منطق الأشياء والعقل والفطرة السليمة تقول هذا.
يظل الأمل قائماً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من فشل أعضائهم، في الوقت الحالي على سخاء المتبرعين من البشر هي الحل الأمثل لإنقاذ حياة البشر، وأن يتم نقل الأعضاء البشرية بين البشر وفق الضوابط الدستورية والقانونية، وأيضاً هناك بعض الأعضاء اصطناعية .