لا تزال متحورات الوباء الفتاك .. فيروس كورونا، تتسارع في التطور لتتجاوز قدرات العلماء على ابتكار أنواع جديدة من اللقاحات ، يمكنها إيقاف زحف كوفيد-19 وكان آخر هذه التحورات ، التي أثارت الذعر هو متحور”أوميكرون”والذي ظهر مؤخرا في جنوب أفريقيا…حيث فرضت العديد من الدول قيود سفر عليها،منذ ظهوره في محاولة للحد من انتشاره, حيث أطلقت منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم “أوميكرون”، واعتبرته “يبعث على القلق” لأن الأدلة العلمية التي تم التوصل إليها حتى الآن ترجح أنه قد يؤدي إلى تكرار الإصابة بالفيروس …على صعيد أخر صدق الرئيس السيسي على قانون مواجهة الأوبئة والجوائح الصحية لأخذ عدد من التدابير لمواجهة الأخطار والحفاظ على الصحة العامة ووضع قيود على حرية الأشخاص فى الانتقال ، وتعطيل العمل والدراسة ودور الحضانة جزئيا أو كليا فى الوزارات والمصالح الحكومية والقطاع الخاص ، فضلا عن تحديد مواعيد فتح وغلق المحال العامة ، تنظيم أو حظر الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات والاحتفالات، تنظيم أو حظر إقامة المعارض والمهرجانات الثقافية والسينمات والمسارح ، تنظيم أو حظر استقبال الأشخاص بدور العبادة والأماكن الملحقة بها …. وهنا يأتي التساؤل حول مدى خطورة المتحور الجديد ، وأعراضه، ومدى اختلافه مع المتحورات الأخرى، والإجراءات اللازمة التي اتخذتها الدولة للحماية من الإصابة بمتحور أوميكرون وما الموقف الوبائي الراهن محليا وهل هناك اختلاف في الأعراض المتعارف عليها فى كوفيد 19وماذا عن اللقاحات الحالية ضد فيروس كورونا هل تضمن حماية من السلالة الحديثة “أوميكرون”…وهل المخزون الإستراتيجي من اللقاحات الموجودة حاليا تكفى الجرعة المعززة وهل التغيرات الجينية أو الطفرة الجديدة والتحور من شأنه يؤثر على فعالية اللقاح الحالي وهل يستجيب المرضى لبروتوكول العلاج الخاص بكوفيد 19وماذا عن صغار السن الذين لم يتلقوا التطعيم وهل يمكن تصنيع لقاحات للمتحور الجديد وهل سيعود العالم للإغلاق من جديد وهل المؤشرات الأولية تدعو للتفاؤل؟… وهل تجبر المخاوف الحكومات على إغلاق الحدود, حول آخر التطورات محليا تحدثنا مع مسؤولين ومتخصصين في هذا التحقيق :
أمر طبيعي ومتوقع
في البداية، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين،مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية،إن حدوث تغييرات للفيروسات أمر طبيعي ومتوقع ومحتمل حيث أنه لم يثبت وجود أي تغيير في شدة العدوى أو فعالية اللقاح حتى الآن،موضحا أن هناك تشابها بين أعراض الإصابة بالفيروسات، منوها بأن الحالات التي تم رصدها عالميا مصابة بالفيروس ليست كبيرة, وأضاف: أنه لم يتم رصد متحورأوميكرون في مصر حتى الآن،وإذا تم رصد المتحورفي مصر فإنه سيتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية, وأشار إلى أن من يشعر بأي أعراض غريبة يجب أن يتواصل مع الطبيب المختص، ويلتزم البيت لمدة يومين حتى تزول الأعراض, وذكر أن أعراض “أوميكرون” مشابهة لأعراض الأمراض الفيروسية،مشيرا إلى عدم رصد تغير كبير فيها مقارنة بأعراض الفيروس الأصلي, وأشار إلى أن الأعراض والتأثيرات السلبية المحتملة لمتحور أوميكرون لا تؤشر حتى الآن بمتغير جوهري في هذا الاتجاه،قائلا:إن المتحورالجديد لم يرصد حتى الآن في مصر، طبقًا للأبحاث التي تجريها الجهات المعنية,وشدد على أهمية الاستمرار في الإجراءات الاحترازية والوقائية حتى لورصد أوميكرون في مصر، مشيرًا إلى أن الدولة اتخذت قرارًا بمنع السفر من وإلى جنوب إفريقيا حتى ظهور الصورة الكاملة للمتحور الجديد,وأكد تاج الدين,إن مصرلم تصل إلى الموجة الخامسة من جائحة كورونا، ولكنها لا زالت في نهاية الموجة الرابعة، معربا عن أمله في ألا تدخل مصر الموجة الخامسة, وأوضح أن الجرعة الثالثة للقاح كورونا هي جرعة معززة وتنشيطية للأجسام المضادة،فاللقاح يعمل على تكوين أجسام مضادة تظل داخل الجسم من ستة أشهر إلى عام تقريبا،وهناك دراسات تجري بشكل جدي لمعرفة المدة الزمنية للقاحات كورونا داخل الجسم.
دراسة تفصيلية
ومن جهته، صرح الدكتور أحمد المنظرى, المدير الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية,أنه يُظهِر المتحور الجديد الكثيرمن الطفرات التي تحتاج إلى دراسة تفصيلية، غيرأن البيِّنات الأولية تشير إلى احتمال زيادة خطر انتقال المرض، وإصابة الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى من قبل، وقد أُبلِغ حتى الآن عن المتحور الجديد في بلدان في قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولم تُعلَن رسميًّا أي حالات للإصابة بالمتحورالجديد في بلدان الإقليم الــ 22،موضحا إن كل هذه المؤشرات تؤكد أن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد، وتمثل المتحورات المُقلِقة أحد أخطرالتهديدات على جهودنا الجماعية للسيطرة على الفيروس والقضاء عليه،مضيفا، إنه كلما زاد انتشار كورونا، زادت فرص تحور الفيروس، وطالت مدة السيطرة عليه ,وعلى هذا الاساس بدأت دول العالم اتخاذ إجراءات عديدة لمنع دخول متحوركورونا الجديد اليها ومنهم مصر.
لا توجد معلومات مؤكدة
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان: إن الأبحاث قائمة حاليا للحصول على إجابة لـ3 أسئلة مهمة،بخصوص متحور كورونا الجديد أوميكرون، تمثلت في قدرة الفيروس على الانتشاروقوته، ومقاومته للقاحات، وهذه الأسئلة يبحث العالم أجمع عن إجابات لها ولكن حتى هذه اللحظة لا يوجد معلومات مؤكدة وكافية , وحول المدة التي نحتاجها للإجابة أكد “عبد الغفار ” أننا نحتاج لا يقل عن أسبوعين للدراسات البحثية التي تقوم بها مصر والعالم للوصول إلى إجابات سليمة وكاملة حول المتحور الجديد , فما زال من المبكر جدا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناتجة عن اللقاحات وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المتغيرات الأخرى، إلا أن الخبراء والباحثين في اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن. كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميا,ونفى المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة تسجيل أي حالة حتى الآن في مصر مصابة بالمتحور المثير للقلق العالمي “أوميكرون”.
وقال “عبدالغفار”، إنه تم زيادة عدد التسلسل الجيني للمسحة، وذلك للتأكد من عدم وجود متحور اوميكرون لدى القادمين في حالة وجود مسحة إيجابية، و ذلك مع تكثيف اللقاحات التي يتم إعطاؤها للمواطنين.
يُذكر أن تتخذ وزارة الصحة كافة الإجراءات الاحترازية بالحجر الصحي بمنافذ دخول البلاد،والتطبيق الدقيق لقرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا التي صدرت، ورفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحي في المنافذ الجوية والبرية والبحرية مع رفع مستوى التحقق من خلو القادمين للبلاد من أي إصابات محتملة .
تطعيم 40 مليون مواطن
وفيما يتعلق باللقاحات يقول الدكتور أشرف عقبة, مدير أقسام المناعة بجامعة عين شمس: سيتم الانتهاء أولا من تطعيم المستهدف 40 مليون مواطن قبل نهاية العام الجاري 2021 وبعد ذلك ستبدأ إجراءات الجرعة الثالثة , مؤكدا ان الجرعة الثالثة ينبغي أن تكون بعد مرور تسعة أشهر على الأقل من تناول الجرعة الثانية من اللقاح , ويؤكد أن لقاحات كورونا المختلفة التي توفرها الدولة توفر حماية للمواطنين من عدوى فيروس كورونا ومن مخاطر المرض , حيث تساعد هذه اللقاحات على تكوين أجسام مضادة في جسم الإنسان ضد فيروس كورونا وبالتالي تمنع الإصابة بالعدوى بنسبة تتراوح من 70 إلى 90% كما أن النسبة المتبقية التي تحتمل إصابتها بالعدوى تمنع هذه اللقاحات مخاطر العدوى إذ إنه في حالة الإصابة بها تكون الإصابة خفيفة وتمرك دور برد عادي فلا يحتاج المصاب وقتها الدخول إلى المستشفى “بفضل اللقاح”.
المتحور الجديد غامض
وأوضح دكتور محمد النادي عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، أن المتحور الجديد “أوميكرون” الذي ظهر للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، بأنه غامض , وعن مدى اختلافه عن التحورات الاربعة السابقة ، أكد أن ألفا وبيتا وجاما ودلتا كان بهم تحورات ولكنها تحورات بسيطة لم تؤثر على شكل البروتين الشوكى وبالتالى الادوية والتطعيم والاجسام المضادة كانت فعالة اما المحور الخامس لفيروس كورونا والذي اطلق عليه “أوميكرون” حصل به تغيير في الحمض الأميني بوصل الى 32 طفرة جينية ما أدى إلى تغير فى الشكل، التالي التخوف هنا من أن الأجسام المضادة نتيجة الأدوية التي تأخذ والتي تنتج من العدوى الطبيعية أن لا تعمل بكفاءة في مواجهته وبالتالي نفقد المقاومة للمتحور الجديد , وحول مدى قدرة الإجراءات الحالية في اكتشاف الإصابة به.
أكد أنه حتى الآن تستطيع المسحة أن تكتشف إيجابية أو سلبية الإصابة به , وعن الدراسات التي أكدت أنه أسرع واشرس من المتحور دلتا، أفاد دكتور محمد نادى أن كل ذلك عبارة عن تكهنات لم تثبت بحثيا ، وإن كانت الملاحظات الأولية توضح أنه أسرع من المتحور دلتا ولكن كل ذلك يعتبر سابق لأوانه لقلة الأعداد المصابة والقائم عليها الأبحاث.
عدم الاستجابة للمسحة
ومن جهته، كشف الدكتور أحمد شاهين،أستاذ علم الفيروسات, كلية الطب – جامعة الزقازيق، خطورة طفرة متحور أوميكرون الجديد لفيروس كورونا الذي ظهر في جنوب أفريقيا مؤخرا أن خطورة هذا المتحور الجديد تتمثل في سهولة الانتشار، وعدم الاستجابة للمسحة،وظهورها للمريض سالبة، بجانب عدم استجابة المريض للأدوية والعلاج الخاص بكوفيد 19،موضحًا أن خطورته في عدم استجابة التطعيمات لهذه التغيرات الجينية أو الطفرة الجديدة, وأضاف: طفرة متحور أوميكرون الجديد لكوفيد 19 التي ظهرت في جنوب أفريقيا منذ أيام،من إحدى خمس طفرات منذ ظهور كورونا خلال عامين،قائلا: في حالة تحول أوميكرون بطريقة كبيرة و ثبتت خطورته أنه يعوق استجابة التطعيمات فقد لا يكون التطعيم الحالي فعالا.
الوضع الحالي عالميا غير مطمئن
وتوقع الدكتور إسلام عنان أستاذ علم انتشار الأوبئة، أنه من الصعب القضاء على الجائحة وسط ظهور العديد من المتغيرات التي طرأت على الفيروس, وفي حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، وعدم الحصول على اللقاح سيتسبب في كثرة الإصابات بشكل غير طبيعي مما ينذر بكارثة , منوها إلى أن الوضع الحالي عالميا غير مطمئن نهائيا، لارتفاع الإصابات والوفيات، ويؤكد أن الفيروس مازال لديه القدرة على الانتشار أسرع والعدوى , ويشير إلى أن انتشار مناعة القطيع يحتاج إلى إصابة 60% من المجتمع بفيروس كورونا،أو بتطعيم 60% باللقاح فيكتسب المواطنون مناعة تمنع نقل الفيروس، لذا الحل هو الحصول على اللقاح بجرعة كاملة، مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية.
كما يؤكد أن جميع اللقاحات آمنة ولاتدعو للقلق، و لقاح كورونا مثل أي لقاح ستظهر له بعض الأعراض مثل تورم و إحمرار مكان الحقن، وارتفاع درجة الحرارة، وألم في المفاصل،والرغبة في النوم.
ويوضح أنه في حال عدم الوصول لتطعيم 70% من إجمالي عدد السكان ستكون هناك موجة خامسة للفيروس، فوفقًا للإحصائيات ومعدلات انتشار الفيروس ستكون الموجة الخامسة في أول مارس القادم،والتي ستكون مع ظهور متغيرات جديدة مثلا: متغير دلتا بلس، واللقاح هو الوسيلة الوحيدة التي تستطيع السيطرة على هذه الموجات,مؤكدا أن تلقي اللقاح لا يعني الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية خاصة ونحن على أعتاب موجة خامسة من فيروس كورونا، في التطعيم هو أحد وسائل السيطرة على الوباء ويجب معه تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لتشمل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين باستمرار، بالاضافة الى استخدام المطهرات.
45 متحور لفيروس كورونا
قال الدكتور إسلام حسين،الباحث في علم الفيروسات:إن هناك 45 متحور لفيروس كورونا حول العالم، وأضاف: أن جميع المتحورات تؤثر على الجهاز التنفسي مضيفا:ما زالت المناعة التي يكونها الجسم بعد التطعيم، توفر وقاية ممتازة ضد فيروس كورونا ولابد من تلقي اللقاح لأنه الحل الوحيد للوقاية من الإصابة الشديدة والوفاة.
ويذكر أن هناك العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا أعلنت عن خطط لمواجهة المتحور الجديد,فقد بدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاحها كي يناسب متحور”أوميكرون”,وقالت الشركة إنها تأمل في أن يكون اللقاح الجديد جاهزا للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع.
وقالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال 100يوم،حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها الحالي, وتجري شركة أسترازينيكا دراسات في بوتسوانا وإسواتيني،حيث ظهر المتحور الجديد هناك وذلك لجمع البيانات حول مدى فاعلية لقاحها في الحماية من المتحور الجديد, كما أعلنت “شركة موديرنا” أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة المتحور الجديد.
موجات كورونا تستمر
بينما حذر الدكتور مجدى بدران , عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة, من تصاعد الحالات عالمياً, وقال: أن كورونا ضرب إيران وأمريكا وأسبانيا بالموجة الخامسة للعدوى , ما يعنى أن موجات كورونا ستستمر طالما هناك تقاعس فى التدابير الوقائية , وأوضح , أنه بالرغم من إرتفاع نسب التطعيم إلا إن المواطنين هناك انتابهم شعور بالأمان الزائف ، حيث تخلوا عن الكمامة وغسل الأيدى والتباعد الاجتماعي , ودعا المواطنين لاغتنام فرصة توفير الدولة للقاحات الكورونا للوصول إلى “مناعة القطيع” قبل انتشار سلالة الجديدة , وقال: إن خطأ آخر وقع فيه المواطن, إذ يعتقد أن التطعيم ضد الكورونا يحميه من العدوى وهذا أمر غير صحيح، في التطعيم يحمى من مضاعفات العدوى ويمنع تحول العدوى إلى مرض كوفيد-١٩الشديد والحرج ويحمى من الوفاة بسبب الكورونا، ولهذا تم التخلي عن التدابير الوقائية اللازمة للوقاية من الكورونا .
تحورات أحادية الشريط الوراثي
قال الدكتور أيمن الشبيني، الأستاذ علم الفيروسات بجامعة زويل:إن تحور الفيروسات أحادية الشريط الوراثي مثل كورونا والانفلونزا الموسمية مستمرة ومتجددة وتتراوح ما بين 2 و3 تحورات في الشهر الواحد.
وأضاف:أن هناك آلاف التحورات في الوقت الراهن من فيروس كورونا ولكنها غير مؤثرة باستثناء بعض التحورات مثل دلتا، مشيرا إلى أنه ليس مستبعدا ظهور تحورات جديدة لفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة,موضحا أن هذه التحورات قد تكون غيرمؤثرة،مشيرا إلى أربعة احتمالات لوضع فيروس كورونا، الأول:يرتكز على ظهور طفرة تضعف كورونا وتعمل على اختفائه.
منوهًا إلى أن الاحتمال الثاني :يتمثل في التعايش مع كورونا على غرار ما حدث مع فيروس الإنفلونزا الموسمية، مشيرًا إلى الاحتمال الثالث: يتعلق بظهور طفرات أخرى مؤثرة من كورونا تغير من خصائصه وتجعله أكثر شراسة في مقاومة جهاز المناعة وأسرع انتشارا.
وأشار إلى أن الاحتمال الرابع: الأسوأ حيث يشير إلى ظهور فيروس آخر بطفرات مؤثرة ليضرب العالم وباء جديد بجانب وباء فيروس كورونا. وذكر أن المتغيرات الخطيرة التي يشهدها فيروس كورونا مثل ظهور سلالات أكثر قدرة على الانتشار والانتقال، كما أن شعور المواطنين بالأمان الزائف بعد التطعيم تسبب في إهمالهم للإجراءات الاحترازية، والانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة بسبب دخول فصل الشتاء والبرودة تسببوا في ضعف المناعة.
ارتفاع شديد في حالات الإصابة بــ أوميكرون
قالت منظمة الصحة العالمية إنه لوحظ ارتفاع شديد في عدد حالات الإصابة بمتحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون، حتى سجلت حالات لهذا المتحور في 38 دولة اليوم الجمعة، مقابل 23 دولة فقط منذ يومين، مما يشير إلى أن تلك السلالة من فيروس كورونا أكثر انتشاراً من متحور دلتا.
وصرحت ماريا فان كيركوف الخبيرة في منظمة الصحة العالمية، نحن نرى معدل نمو متزايدًا، ونشهد اكتشاف أعداد متزايدة من أوميكرون. لكن لدينا تقارير عن أوميكرون في 38 دولة في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة وفق ما ذكر موقع سي إن بي سي الأمريكي… وقالت فان كيركوف: هناك اقتراح بأن هناك زيادة في قابلية الانتقال، ما نحتاج إلى فهمه هو ما إذا كان قابلاً للانتقال إلى حد ما مقارنة بالدلتا، مشيرًا إلى أن متغير دلتا لا يزال سائدًا في جميع أنحاء العالم.
ومن جانبه قال البروفيسور ساول فاوست،قائد فريق الدراسة التي صدرت عن مستشفى جامعة ساوث هامبتون:هذه الدراسة كشفت لنا أن استجابة الخلايا المناعية،التي تهم بالتصدي للفيروسات، المتحورات كورونا بيتا ودلتا ومتحور ووهان الأصلي، كانت استجابة متنوعة , في اللقاحات الحالية تعمل كلها بكفاءة ضد متحورات كورونا,هذا الأمر يغمرنا بالأمل في أن تكون الاستجابة مماثلة عندما يتعلق الأمر أوميكرون.
وقد أعلن رئيس شركة مودرنا , عن تشاؤمه إزاء إمكانية تصدي اللقاحات القائمة المتحور أوميكرون مرجحا ضرورة تصنيع لقاح جديد,لكن نتائج هذه الدراسة تعزز ثقة صناع القرار والساسة في الدول التي قطعت شوطا طويلا في تطعيم مواطنيها بجرعتين من اللقاح وأغلبها دول صناعية ومتقدمة، فيما لا تزال غالبية السكان في الدول النامية دون أي لقاحات، ما يمنح شرعية جديدة للنقاش الدائر عن “تمييز اللقاحات”.