خلال العقود الماضية، بات المسرح الكنسي عنصر أصيل في العديد من الاحتفالات داخل الكنائس بمصر، حيث نرى فيه العديد من القصص الدينية أو العروض المتعلقة بالأمور الكنسية والروحية. وقد شهد عام 2021 مناقشة أول دراسة أكاديمية عن هذا المسرح المتميز فقد شهدت كلية الآداب جامعة حلوان، يوم 13 ديسمبر، مناقشة رسالة ماجستير “تقنيات الإخراج في المسرح الكنسي في الفترة من 2005 حتى 2014” و المقدمة الباحث والفنان والإعلامي إيهاب صبحي.
وقد تكونت لجنة المناقشة من الدكتورة نبيلة حسن، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، مقررًا ومشرفًا، والدكتورة عبير منصور، أستاذ التمثيل والإخراج بقسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، مشرفًا، والدكتورة دعاء محمود عامر أستاذ الدراما والنقد بالكلية، والدكتورة رانيا فتح الله، أستاذ التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية. وحصل الباحث على درجة الماجستير بتقدير ممتاز عن دراسته المتميزة.
تواصلت وطني مع الباحث للتعرف على تفاصيل وكواليس تلك الدراسة الشيقة عبر ذلك الحوار:
*لماذا قمت بدراسة المسرح الكنسي؟
انا منخرط في المسرح الكنسي منذ أن كنت طفل في مدارس الأحد في الكنائس التي كنت أصلي بها، وتكونت لي مسيرة جيدة بالمسرح الكنسي كممثل ومخرج وكمحكم في المهرجانات وكعضو مؤسس للعديد من المهرجانات مثل مهرجان كنائس المعادي ومهرجان العجائبي بكنيسة مارمينا بفلمنج في الإسكندرية. ومن بين ما قمت به إنني كنت محكّم في مهرجان الأسر الجامعية ومهرجان الكرازة كما قمت -بنعمة ربنا- بوضع وتنظيم وتقسيم أول لجنة تحكيم بمهرجان الكرازة سنة 2000 حيث وقسمتهم لثلاث لجان لجنة للقاهرة والاسكندرية ولجنة لوجه بحري ولجنة لوجه قبلي وكنت واحد من أعضاء لجنة التحكيم. وقمت بإلقاء العديد من المحاضرات النظرية والعملية عن التمثيل والإخراج وكل فنون العرض المسرحي في العديد من المهرجانات.
وعندما جاء موعد تقديم مقترح بحثي فوجئت بالمشرفين، د. نبيلة حسن، عميد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، ودكتورة عبير منصور، أستاذ مساعد في كلية الآداب جامعة حلوان قسم علوم مسرح، كل منهن، بشكل منفصل عن الأخرى، اقترحن عليّ عمل دراسة عن المسرح الكنسي، قائلين: “أنت جزء من المسرح الكنسي لمدة طويلة، وقد شاهدنا عروض جيدة به، وشاركنا في تحكيم بعض تلك العروض وإلقاء المحاضرات.” فشعرت أن تلك هي رسالة الرب لي أن أقوم بتلك الدراسة. وكنت لدي معلومات عن المسرح الكنسي لكن عندما سافرت إلى أماكن مختلفة وقابلت العديد من الأشخاص لعمل حوارات معهم جمعت العديد من المعلومات استطعت تجميع معلومات كثيرة عن كيفية نشأة ذلك المسرح منذ سبعين عامًا وحتى الآن.
وقد قمت بإجراء حوارات مع خمسة عشر شخصية من بينهم قداسة البابا تواضروس والأنبا موسى أسقف الشباب ورئيس مهرجان الكرازة والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس مهرجاناها. كما قابلت مخرجين عملوا في المسرح الكنسي منذ خمسينات القرن الماضي. وللأسف فإن ثلاث ممن أجريت معهم حوارات قد توفاهم الله. لكن تلك الحوارات أعطتني معلومات غزيرة عن رواد المسرح الكنسي وكيف بدأوا وانتشار المسارح في الكنيسة وتأسيس المهرجانات.
*لماذا قمت بدراسة مهرجان شبرا الخيمة المسرحي بالتحديد؟
وجدت في مهرجان كنائس شبرا الخيمة عدة مزايا، فهو بدأ سنة 1986 ولم يتوقف رغم الاضطراب الأمني الكبير الذي تعرضت له مصر في الفترة من 2011 إلى 2014، ولأن مطرانية شبرا الخيمة ملآنة بالقرى يصعب التنقل بينها، فهي تعد حافلات لجلب الشباب المشاركين في العروض المسرحية والمتفرجين أيضًا. وقد لاحظت أن تلك الرحلة صعبة وطويلة لدرجة أن الكنيسة تجهز لهم وجبات خفيفة لتناولها خلال الرحلة إلى مكان العرض. وبطبيعة الحال فإن تلك الرحلات كانت خطرة جدًا أثناء الانفلات الأمني لكنها لم تتوقف أبدًا.
الميزة الثانية، هي أن مهرجان شبرا الخيمة يشارك فيه كل الفئات والأعمار من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة، وحتى ذوي الهمم.
الميزة الثالثة، هي التعاون الكبير جدا والعدم المقدم لي منهم، فقد قال لي الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة: “المطرانية كلها تحت أمرك ونحن سعداء أن تقوم بعمل دراسة عن المهرجان الذي نقوم بتنظيمه”، ولهذا وفروا لي كل الدعم من معلومات أو مقاطع فيديو أو تقارير لجان تحكيم أو نشرات للمهرجان. وقد قمت بعمل أكثر من جلسة مع مدير المهرجان ابونا مارتيروس فوكيه ومع الاخ روماني المسئول عن المسرح والتوثيق في المهرجان أكثر من مرة، ذلك بالإضافة إلى الاتصالات المستمرة بيننا للتأكيد وطلب الإيضاح عن أي معلومات.
الميزة الرابعة أن ذلك المهرجان هو الوحيد الذي استطاع تطوير أنشطته إضافة العديد من الأنشطة، من بين تلك الفعاليات والأنشطة الاهتمام النقدي الكبير الذي وفره المهرجان وأيضًا اهتمام المهرجان بالمجلات الفنية والمساحات المفردة في الجرائد والمجلات والدوريات. وتنظيم فعالية مهمة وهي يوم الإبداع الذي كان يتم فيه تكريم كل عام الفنانين الذين قدموا أعمال تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، فتم فيه تكريم فريق عمل مسلسل ” درب الطيب”، كما تم تكريم فنانين عظام من بينهم سميحة أيوب وسناء جميل ولويس جريس وعزت العلايلي، كما تم تكريم اسم المخرج يوسف شاهين، وأشكر الرب أنه تم تكريمي ثلاث مرات بسبب الأعمال الفنية الأفلام التي شاركت فيها والمساهمات التي قدمتها في المسرح والفن القبطي بشكل عام.
أيضًا أقام مهرجان شبرا الخيمة ورشة إبداعية وأنا تشرفت بأني أقوم بالتدريس في بعض تلك الورش. وفي البداية أقام المهرجان ورشة عامة ودرّس فيها أساتذة كبار من بينهم هناء عبد الفتاح والأستاذ أحمد حلاوة وأمين بكير وأستاذ مدحت الكاشف ودكتور عبير منصور وعدد كبير جدًا من المتخصصين.
ثم قاموا بتأسيس ورش متخصصة، وهي التي قمت بإلقاء محاضرات فيها، وقد استمرت تلك الورش لفترة طويلة آخرها لمدة ثلاث شهور بعد ذلك تحولت إلى أكاديمية شبرا الخيمة للفنون والثقافة، يستمر فيها الدراسة لمدة سنتين، يدرس فيها متخصصين من المعهد العالي للفنون المسرحية ومن كلية الآداب جامعة حلوان قسم مسرح.
وفي عام 2013 تخرج أول دفعة من أكاديمية شبرًا الخيمة، وأقاموا عرض مسرحي من إخراج المهندس فادي فوكيه مدرس السينوغرافيا بالأكاديمية. واحتوى ذلك العرض على ارتجالات منظمة من خريجي الأكاديمية. ومثلت تلك المسرحية أكاديمية شبرا الخيمة في أكثر من مهرجانات مثل المهرجان العربي لهواة المسرح الذي تنظمه جمعية هواة المسرح برئاسة الدكتور عمرو دوارة وحازت على العديد من الجوائز. وبعد ذلك تم ترشيحه لتمثيل مصر في مهرجان أيام تطوان المغربية. وحصل على الجائزة الكبرى مناصفة مع الأردن، مع العلم أن هذا المهرجان هو مهرجان دولي للمحترفين بينما خريجي الاكاديمية يعتبروا هواة لأن الاكاديمية ليست معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي.
*هل يمكن القول أن المسرح الكنسي سيضيف إلى الوسط الفني في فترة ما؟
لقد أضاف بالفعل، فعلى سبيل المثال، مثّل المسرح الكنسي، لأول مرة، مصر في مهرجان دولي، كما نجد أن اكاديمية كأكاديمية شبرا الخيمة تقوم بتخريج شباب مدرب ودارس وموهوب للوسط، كما نجد إضافة أخرى وهي تأسيس خريجي أكاديمية شبرا الخيمة لفرق مستقلة تشرف عليها الكنيسة ويشترك في تلك الفرق أشخاص من غير المسيحيين. ومن الأمور التي نراها إضافة هو ان مؤلف مسلم هو ناجي عبدالله والذي بدأ مسيرته الفنية في المسرح الكنسي قد قدم حتى الآن أكثر من أربعين نص للمسرح المصري، وشارك في عروض مسرحية كنسية وغير كنسية وحصل على جوائز عدة.
هناك العديد من الإضافات، وأكثر إضافة يستطيع أن يقدمها مركز تعليمي أن يقدم شباب واعد دارس موهوب للوسط الفني في مصر.
*لقد ذكرت أنك حصرت وجمعت معلومات عن التاريخ الكنسي منذ نشأته منذ سبعين عام، فلماذا حصرت الدراسة في الفترة الزمنية من 2005 حتى 2014 فقط؟
الدراسة عنوانها تقنيات الإخراج في المسرح الكنسي في الفترة من 20005 إلى 2014 وهو طبعا عنوان كبير جدا لأن في تلك العشر سنوات تم عرض مسرحيات عدة أقيمت في كل أنحاء مصر كلها، فقمت باختيار عدة محافظات ومناطق للدراسة هي القاهرة والإسكندرية وأسيوط وسوهاج وبورسعيد وشبرا الخيمة في القليوبية. واخترت ثمانية عشر عرضًا يمثلوا العشر سنوات فترة الدراسة كما يمثلوا كافة الفترات والفئات التي تقوم بتقديم العروض من ابتدائي وإعدادي …. ثم اخترت ثلاث مسرحيات هم الأكثر تميزًا وحللتهم تحليل علمي تفصيلي خرجت منه بنتائج عامة قمت من خلالها بتحليل بقية العروض.
وكانت نقاط التحليل هي ما هو التطور الحادث في استخدام المخرجين للتقنيات المسرحية في عروضهم ليوصلوا رؤيتهم المسرحية؟ هل نجحوا في استخدام الحركة المسرحية؟ هل نجحوا في استخدام الاضاءة؟ هل نجحوا في استخدام الأغاني والاستعراضات؟ وإلى أي مدى كان هذا النجاح وكيف تطور هذا الاستخدام على مدار العشر سنين فترة الدراسة؟
أما بخصوص فترة السبعين عامًا التي نشأ فيها المسرح الكنسي، فكان تطرقي له لأن مصطلح المسرح الكنسي كمصطلح علمي لم يكن موجودًا في المكتبة العلمية الأكاديمية في الجامعات والمعاهد المتخصصة إلا في هذه الرسالة لأنها هي أول رسالة كاملة عن المسرح الكنسي. ولأن لم يسبقها إلا شذرات قليلة في رسالتين قمت بمناقشتهم في رسالتي، فكان لابد شرح مصطلح المسرح الكنسي والعودة إلى جذوره لتوثيق المصطلح أكاديميًا في الجامعات العلمية.
وقد قمت بالعودة إلى جذور العلاقة بين الكنيسة والمسرح منذ أن بدأت الكنيسة في القرن الأول الميلادي في إطار مقدمة سريعة لإيضاح أن الكنيسة منذ نشأتها وهي مؤمنة بالفن والمسرح، وإن كانت الكنيسة في أوروبا قد منعت المسرح ذلك لأن المسرح في القرون الأولى للميلاد في أوروبا كان عبارة عن مجون وخلاعة وأمور غير لائقة.
وفي حقيقة الأمر، فإن الكنيسة منذ نشأتها وهي مهتمة بالفنون، فنجد أن في مصر أن القديس مارمرقس أسس مدرسة الإسكندرية وأنشأ فيها قسم للألحان القبطية. وفي أوروبا في القرن السادس قام البابا جريجوري في روما بوضع ألحان وموسيقى القداس في الكنيسة الكاثوليكية، وأيضًا الراهبة روزيتا في القرن التاسع الميلادي، وفي القرن العاشر تم كتابة وعرض مسرحيات مثل مسرحية آدام التي تحكي قصة آدم وحواء في جنة عدن وفي العصور الوسطى كانت هناك مسرحيات دينية مختلفة. وبعد ذلك رصدنا في القرن السادس عشر الخلفية المسيحية والكنسية التي أثرت في أكبر المؤلفين والمخرجين في العالم مثل وليم شكسبير وجان راسين في المسرح الفرنسي، وهو الأمر الذي نجده حتى الآن. وهو ما يدفعنا للقول بأن الكنيسة هي التي عادت لتقديم المسرح ثانية.
كما أن صلاة القداس تعتبر عمل روحي فني مكتمل العناصر المسرحية، ففيه ملابس محددة وحركة مرسومة وأدوار موزعة ونص ثابت وفيه استخدام للديكور عن طريق الأيقونات كما فيه استخدام للموسيقى عن طريق الآلات الموسيقية المصاحبة للألحان وفيه مؤثرات مثل البخور وفيه إضاءة مثل الشموع. وأتذكر أن أستاذنا الراحل سعد أردش عندما حضر صلاة جناز في الكنيسة قال لي “أنتم لديكم مسرح متكامل” فأجبته “أن القداس أيضًا فيه مظاهر مسرحية مكتملة.”
ولكل هذا كان لابد وأن نقول ما هي علاقة المسرح بالكنيسة وما هو هو المسرح الكنسي في القرن العشرين وهو ما سيتم التركيز عليه ومتى بدأ ومن هم الرواد الذين قدموه وما هي العوائق التي واجهتهم وهل لازالت تلك العوائق موجودة؛ مثل عدم وجود مسرح في كل كنيسة وعدم وجود ميزانية كافية وعدم وجود عنصر بشري مدرب، وكيف تغلب عليها الرواد الاوائل ماهي المناسبات التي يتم فيها تقديم العروض المسرحية وفي أي مرحلة بدأت تلك العروض المتفرقة تنتظم في مهرجانات ومتى بدأت الكنيسة في إقامة مهرجانات محلية للمسرح في كل إيبارشية، ومتى بدأ إقامة مهرجان قمي وهو مهرجان الكرازة.
وكل ذلك جاء كمقدمة حتى استطيع الحديث بشكل مفصل عن مهرجان شبرا الخيمة وتحليل عروضه حتى تكون دراستي لها أساس تاريخي ومثبت.
*هل يمكن وضع ترتيب لأفضل المسارح الكنسية في مصر؟
لا يوجد مكان يسمى المسرح الكنسي بل هو مصطلح وعنوان بحثي يعبّر عن مجهود كبير يشمل مجهودات لأفراد عديدين، كلٌ منهم يشارك بجزء فيه. وسنجد العديد من الأعمال الجيدة، ففي محافظة المنيا –على سبيل المثال- سنجد أعمال ومجهودات رائعة وأكاديمية تدرب مسيحيين وغير مسيحيين يتم فيها تدريس المسرح والموسيقى والشعر والرسم، لكن للأسف مساحة الرسالة لم تسمح بدراستها. كما أن مؤسسة الجيزويت في الكنيسة الكاثوليكية لها مجهودات كبيرة في المسرح في الإسكندرية والصعيد وأكثر من مكان يقام فيها مجهودات رائعة في المسرح. وأيضًا المسرح الكنسي في الكنيسة الإنجيلية والذي بدأ على يد الاستاذ يوسف منصور في السبعينات في الاسكندرية، وهو مسؤول الإنتاج في هيئة الخدمة الروحية. ويجب أن نذكر هنا أن الأستاذ يوسف منصور قام بعمل العديد من العروض المحترفة، فقد عمل عرض شارك في رعايته الأنبا موسى، أسقف الشباب، العرض اسمه “زائر منتصف الليل وهو من تأليف منير فرج الله وإخراج بيتر منير، وبدأ في الاسكندرية، ثم انتقل لمسرح الهوسابير بالقاهرة، والمنيا وسوهاج، وفي بعض الأيام كان الحضور بآلاف. وقد شارك في هذا العرض عدد كبير من فناني الأفلام المسيحية منهم يوسف داود وتريز دميان وهاني شنودة فريد النقراشي وأماني الراهب كما شارك فنانين مسلمين مثل حلمي فودة وشيرين السواح.
وبالحديث عن العروض المميزة والمحترفة؛ قامت الكنيسة بثلاث عروض محترفة في فترة الثمانينات على مسرح الأنبا رويس تحت إشراف عليها الأنبا موسى، وبعض تلك المسرحيات استمر لشهر كامل. تلك المسرحيات هي مسرحية “الشاهد الصامت” عن الكفن المقدس، ومسرحية “بهذا تغلب” عن الملك قسطنطين واكتشاف الصليب المقدس، ومسرحية يوحنا المعمدان. تلك المسرحيات الثلاث اشترك فيها عدد كبير جدًا من الفنانين المسيحيين المعروفين لنا في الأفلام المسيحية كما اشترك فيها غير مسيحيين في تخصصات مسرحية أخرى مثل الإضاءة.
وقد كتبت في نهاية الرسالة أمنيتي بأن تكون تلك الرسالة نور في نهاية النفق حتى يسترشد بها آخرون ليكملوا في نفس الطريق ويصبح هناك مجال بحثي وتخصص عن المسرح الكنسي مثلما عن المسرح الجامعي ومسرح العمال ومسرح الشركات.
*هناك من الباحثين الذين أثبتوا أن المسرح كان بدايته في مصر القديمة، هل نجد وجود مسرح في الكنيسة القبطية منذ بدايتها؟
لم أجد ما يثبت أن المسرح ظهر في الكنيسة الأولى في مصر ولم أجد مسرحًا في مصر خلال الألفي عامًا الماضيين إلا منذ القرن الثامن عشر، عندما جاءت فرقة مارون وسليم نقاش من الشام لتعرض مسرحياتها في مصر وقد تعلمنا منهم فن المسرح، عندما أدخل مارون وسليم نقاش ممثلين مصريين في فرقتهم ثم أسس مصريون فرق مسرحية بعد ذلك. لكن قبل ذلك كان هناك ما يسمى بالمظاهر المسرحية مثل الأراجوز وخيال الظل، وكان نرى تلك المظاهر المسرحية في بعض الاحتفالات مثل الاحتفال بعيد النيروز والذي كان يتم الاحتفال به في موكب ضخم يجوب الشوارع، وأيضًا المواكب السلطانية ومواكب الأمراء في العصر العباسي والعصور الإسلامية الأخرى.