إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم ولن يتغير، وأن كل عصر له معطياته، وأن التقدم التكنولوجي يعد سلاح ذو حدين، فالكنيسة استطاعت أن تقدم كلمة الله لأبنائها رغم أزمة كورونا، بهذه الرؤية والايمان تحدثنا مع نيافة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة فكان هذا نص الحوار ..
▪︎ تهتمون بشرح وتقديم اللاهوت والعقيدة لأبناء الكنيسة، من أين جاء اهتمامكم بهذا وكيف تستقي من هذا العالم الواسع، عالم اللاهوت والعقيدة؟
•• الحياة الديرية تساعد الراهب على القراءة والدراسة بتعمق وفهم
وعند اختيار الراهب للخدمة في اي درجة كهنوتية، أو أي مجال للخدمة، فذلك يلقي على عاتقه مسئولية فهو يترك قلايته ليخرج بين البشر يخدمهم، ولابد أن يعود مرة أخرى للدير والقلاية للامتلاء من حياته مع الله.
▪︎ ماذا عن اهتمام نيافتكم بموضوعات اللاهوت والعقيدة؟
•• منذ الصغر احب قراءة كتب الطقوس والألحان واللاهوت، وتعلمت أن كثرة القراءة في مختلف أنواع المعرفة الكنسية تعطي فرصة للتعرف على كل هذه الفروع وفيما بعد يبدأ الشخص يميل إلى تخصص محدد ومجال معين”.
▪︎ هل غيرت طبيعة العصر في نسبة الإقبال على الرهبنة ؟
•• طالبو الرهبنة في هذه الأيام كثيرون على عكس المتوقع، فقد يُظن أن ظروف العصر تجعل الكل منشغلًا في الحياة، لكن في الحقيقة هناك دعوة داخلية قلبية لمن يريد حياة الرهبنة،
▪︎ ترى أن إيمان الكنيسة في العصور الأولى والوسطى كانت أقوى من العصر الحالي؟
•• العصور الأولى والوسطى كانت فيها الكنيسة قوية في تسليم الإيمان من الآباء، وبرغم حدوث انشقاقات في بعض الأوقات ومحاربات من عدو الخير، لكن بقى الإيمان كما هو يسلم من جيل إلى جيل، حتى عصرنا الحالي، لذلك لم ولن يتغير إيماننا الذي بنيت عليه الكنيسة.
▪︎كيف ترى التقدم الكبير الذي تشهده كل المجالات هل يزيد الارتباط بالله أم العكس ؟
•• التقدم والتكنولوجيا سلاح ذو حدين فقد يستخدم في أشياء تبعد عن طريق الله، وقد يستخدم في تقديم تعاليم الكنيسة والإيمان والإطلاع أكثر، والدليل على ذلك في فترة انعزالنا في كورونا كانت الكنيسة تخاطب أبناءها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وكانت تعقد مدارس الأحد عبر الإنترنت وكذلك العظات والمسابقات وغيرها، لتكون الكنيسة في بيت كل واحد لايستطيع الذهاب للكنيسة نظرا للظروف الصعبة التي مررنا بها، وصحيح أنها لاتغني عن التواجد في الكنيسة ذاتها حيث التواجد في داخل الكنيسة له ضرورة، لكنها أعطت الحل الوسط المؤقت.
▪︎ ماذا عن توحيد الاحتفال بعيد القيامة على مستوى كنائس العالم؟
•• هذا موضوع غير عقيدي، ويخص إختلافات تقويم، فكنيستنا تلتزم بالتقويم المصري القديم، ونعتبره بحسب رأي كثير من علماء الفلك، أنه تقويم منضبط جدًا، لكن كنائس الغرب عدلت في التقويم الميلادي مما تسبب في هذا الاختلاف بين الشرق والغرب في عيدي الميلاد والقيامة.
▪︎ هل ترى وجوب رسامة أسقف للتعليم هذه الأيام؟
•• قداسة البابا شنودة الثالث كان أسقفا للتعليم وظل هكذا حتى مع توليه منصبه كبطريرك ولم يرسم أسقفا للتعليم حتى نياحته، قداسة البابا تواضروس الثاني في بداية توليه الكرسي المرقسي أشار إلى أن الكنيسة ترغب في إنشاء لجنة عليا للتعليم الكنسي بها أساقفة وعلمانيين، كما أن وسائل التعلم في الكنيسة الآن متعددة ولها أشكال وصور عديدة الآن مع التطور التكنولوجي.
▪︎ لماذا ينعقد المجمع المقدس مرتين في العام الواحد ؟
•• المجمع المقدس ينعقد مرتين في السنة، وقت عيد العنصرة وتؤخذ فيه قرارات مجمعية خاصة بالكنيسة، وكذلك ينعقد في شهر نوفمبر والذي يكون عبارة عن سيمينار ولاتؤخذ فيه قرارات إلا في الأمور الضرورية التي لاتنتظر لعيد العنصرة
▪︎ ماذا عن خدمتكم الرعوية في كنائس وسط القاهرة؟
•• منطقة وسط القاهرة قديمة وسكانها من الشعب القبطي، مرتبطين بتواجدهم في الكنيسة لحضور القداسات والاجتماعات المختلفة والمناسبات الروحية، ومنطقة وسط القاهرة بطبعها طاردة للسكان نظرا للزحام وللأسعار المرتفعة، فكل المتزوجين حديثا إما يتجهون للمدن الجديدة أو المناطق الشعبية لعدم قدرتهم على السكن في المناطق الجديدة، فنسبة كبيرة ممن نخدمهم من الآباء والجدود ، ولدينا في المنطقة ١٢ كنيسة، و٥٣ كاهن ومعروف لدى الكهنة كل الأسر وظروفها نظرا لقلة عدد شعب الكنيسة بالمنطقة وبالتالي هناك تركيز في الخدمة، وهذه ميزة والناس عندنا محبة للكنيسة، ونشعر أن كل كنيسة عائلة واحدة، وهى أيضا تتميز بالأنشطة الموزعة على الكهنة فمنهم من هو مسئول عن الطفولة، وآخر عن معلمين الألحان، وثالث عن إخوة الرب، وأيضا الشباب وتعاونه لجنة للمساعدة في الخدمة ، بالإضافة إلى وجود مراكز تعليمية منها الكتاب المقدس واللاهوت وتاريخ الكنيسة ومعهد المشورة، فتوزيع المسؤوليات يجعل النشاط كبير وممتع للكل بلا كسل.
▪︎ لنيافتك زيارات لكنائس المهجر، ماذا عن هذه الخدمة وكيف ترى خدمة أقباط المهجر هناك ؟
•• أقباط المهجر مهما بعدوا فهم مرتبطين وجدانيا بمصر، ومتهمين بقضايا مصر وكان قداسة البابا شنودة الثالث حريصا على أن الأساقفة والكهنة في مصر يزورون أقباط المهجر، واستكمل ذلك قداسة البابا تواضروس الثاني، فهم يحملون رائحة مصر حتى يشعرون هناك بالاهتمام من الكنيسة الأرثوذكسية الأم، حتى لو كان هناك أساقفة وكهنة للخدمة هناك، ونتعجب أن شباب من الجيل التاني والثالث متمسكين بالتراث القبطي، والألحان، ومحبتهم لكنيستهم كبيرة، وهذا أمر مفرح، وواجب علينا زيارتهم وافتقادهم.
▪︎ مارأيكم في خدمة الشباب في هذه الأيام ؟
•• الشباب هما عماد الكنيسة، ومهما قال حد إنهم مبتعدين عن الكنيسة، فهذا غير صحيح، فهم من يخدمون الأطفال والكبار ، والكنيسة عمرانة بهم، وأرى أنه يسهل ربطهم بالكنيسة بشرط أن يكون لهم دور فى الخدمة ليشعروا بأهميتهم داخل الكنيسة وتشجيعهم وهنا يأتي دور الخدام المسئولين عن خدمة الشباب.
▪︎ رسالة من نيافتك لكل الشباب ..
•• رسالتي للشباب هذه الأيام التسلح بالتعليم الصحيح والإيمان، فهما عماد الحياة الروحية.