طيب أبينا الحبيب والمكرم نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، رفات جسد القديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين فليوباتير في كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين في لافال، وخلال صلاة وبخور عشية مساء يوم السبت الموافق 4 ديسمبر 2021.
وشارك في صلاة عشية وتطييب رفات جسد القديس العظيم مرقوريوس، أبونا الحبيب والغالي “الأب الحنون” أبونا ميخائيل عطية راعي الكنيسة، وأبينا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي، المشارك في رعاية كنيسة الملاك والقديس أبي سيفين لافال والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، بالإضافة إلى عدد كبير من شعب الكنيسة من الأطفال والشباب والعائلات والشيوخ.
وجاء هذا خلال نهضة روحية امتدت على مدار 3 أيام خلال الفترة من 2 – 4 ديسمبر الجاري، من السابعة للتاسعة مساء، بمناسبة عيد استشهاد القديس العظيم أبي سيفين مرقوريوس.
وتم توزيع عدد من الهدايا الروحية بمناسبة عيد القديس العظيم أبو سيفين مرقوريوس منها صورته، بها زيت وحنوط. هذا ولعبت كشافة الكنيسة دورا مهما وإيجابيا في عملية تنظيم المشاركين في صلاة عشية وتطيب رفات القديس أبي سيفين.
◄ “قصة كنيسة” يجب أن تحكى.. لكل الأجيال
في نهاية عظته، قال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس إن هناك قصة يجب أن تحكى، وهي “قصة كنيسة”، وهي أن كل مجموعة من المؤمنين يتجمعون في مكان معين، يبحثون عن أب كاهن ليصلي معهم، ومع ازدياد العدد، يسعون إلى تأسيس كنيسة، وكان هذا الحال هو ملخص لقصة كنيسة رئيس جند الرب الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين في لافال، والتي تعبر عن جهد أجيال وأجيال منذ أكثر من 40 أو 50 عاما.
فهناك أجيال كثيرة بذلك مجهودات كبيرة، والكثير منهم لم يعلن عن نفسه، والكنيسة لم يبنيها شخص واحد، فالكنيسة ليست مجرد حوائط، ولكنها أنتم، الشعب. والكنيسة ليست فقط الأنبا بولس .. ولكن الكنيسة هي أنتم .. وأنتم يقصد بها أجيال كثيرة ساهمت في بناء الكنيسة علي مدار عشرات السنوات، كانت بينهم الروح القدس، التي ساهمت في أن يتكلل عمل الله، ليتم بشفاعة رئيس جند الرب الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبي سيفين أن يتم اقتراب الانتهاء كلية من الكنيسة.
فقد تم الانتهاء تقريبا من تشطيب البيزمنت، كانت هناك مقترحات بأن يترك الدور الرئيسي للأجيال القادمة للانتهاء منه، لكن بفضل شفاعة قديسي الكنيسة وجهود الشعب من مختلف الأجيال علي مدار 40 أو 50 سنة حتي اليوم، حصلت معجزات كثيرة، وسيتم الانتهاء قريبا من تشطيب الكنيسة.
ودعا الأنبا بولس الجميع أن: تظل روح بناء الكنيسة القائمة، اهتموا بالروح القدوس الساكن فيكم، وكل فرحي ـن الناس اللي تعبت من ٤٠ و٥٠ سنة في بناء الكنيسة ترى هذه الكنيسة، خاصة وأنه خلال الفترة القادمة سنحتاج إلي الكثير من المتطوعين، للانتهاء من تشطيب الكنيسة، مرحبا بأن يأتي الجميع متطوعا الآباء والأمهات وأبنائهم وبناتهم، لأنه من المهم أن نسلم أبنائنا وبناتنا الإيمان المسيحي الحق وحب الكنيسة والارتباط.
◄ الفارق بين “ملكوت السموات” و”ملكوت الأرض”
قال أبينا الحبيب والمكرم “اسقف العمران” الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، في عظته بمناسبة عيد استشهاد القديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين: كل سنة وأنتوا طيبين يا حبابين بنعمة شفيع كنيستنا أبي سيفين، الذي كان من بين فضائلهـ أنه عنده إيمان قوي لأنه صدق في ملكوت الله، خاصة في العهد الجديد الذي ذكرت فيه كثيرا. وكلمة “ملكوت الله” في العهد الجديد تكررت أكثر من ١٢٦ مرة منها ٧٣ في الإنجيل ٣٤ مرة في الرسائل. وقال مار لوقا البشير أن ملكوت الله داخلكم. ولذا من المهم أن ندرك أن أي ملكوت أرضي يعني وجود ملك وأرض ورعية، ومن يخالف يعاقب. لكن السيد المسيح أسس ملكوتا جديدا بدلا من أن يجلس علي العرش، حيث أخذ صورة الرعية والإنسان، مثلما قال بولس الرسول، والملك جاز كل التجارب، التي اجتزناهاـ وعنده مشاعر في القلب فرح وحزن، وهذا الملك نمجده، ونسميه ملك السلام، ونقول له يا ملك السلام، أعطنا سلامك، وقرر لنا سلامك. فهو ملك محب لرعيته، ويسمينا أبنائه، فنحن أبنائه وليس عبيده. فهذا الملكوت ليس فيه عبودية بل نحن أبناء وبنات الملك .. فهذا الملك أخذ الذي لنا “الجسد الضعيف”، وأعطانا الذي له “المجد” في العهد الجديد.
◄ التجارب والضيقات تعطينا إكليل المجد للتغلب على مملكة الشيطان
أوضح أبونا الأسقف الجزيل الاحترام الأنبا بولس، أن هذا الملك السماوي، ليس بمعزل عن أبنائه، ولكن هناك كثيرين يفهمون خطأ أن ملكوت السموات لا توجد فيه تجارب.
وهذا أمر غير صحيح. ومن أعطي الرئاسة للشيطان، هو الإنسان، وبولس الرسول حذرنا من أن نكون عبيدا للخطية، وخاضعين لملك مثل الشيطان، يريد أن يدمر حياتنا. لقد خلقنا لكي نعيش للأبد مع هذا الملك السماوي العظيم، في ملكوت السموات، وليس مجرد أيام، بل لنعيش للأبد مع الملك السماوي في مملكة السموات.
أوضح نيافته، أن الضيقات والتغلب عليها هو الطريق نحو ملكوت السموات، وقال السيد المسيح من يمسكم يمس حدقة عيني. فهذه التجارب والضيقات يسمح بها الله، لأنها تعطينا إكليل المجد لدخول ملكوت السموات. مشيرا إلي لحن “تي نين” للفتية الثلاثة في أتون النار. فالملك السماوي لا يتركنا أبدا، حيث أكد لنا “أنت إبني وأنا اليوم ولدتك”. وفي عز وشدة هذه الضيقات، ابن الإنسان، الإله، ظهر للفتية الثلاثة في أتون النار، وصار لهم لهيب النهار، كندي بارد، لأنهم أمنوا ودعوا الملك السماوي، الذي هو أقوى من قوات الظلمة والتجارب، لأنكم ورثة الله، مع السيد المسيح في ملكوت السموات، الذي يعطيه بسعة وكل الملء لنعيش معه إلي الأبد. وهذا الملكوت يتطلب قرار يومي ولحظي لنشهد أن الله، هو أبي الملك السماوي، ولهذا فإن أقوى صلاة يمكن أن نتلوها، هي الصلاة الربانية “أبانا الذي في السموات …”.
◄ “أبناء وبنات الملك”: والتخلص من الفكر الأرضي الردئ
أكد نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا “أسقف العمران” أنه كلما كثرت التجارب والآلام والضيقات، فلا يجب أن نخاف منها، لأن كل من يؤمن بالسيد المسيح، أنه أبوه والملك السماوي، فكل هذا قادر أن يقشع الشيطان أمامنا ونتغلب عليه. ويجب أن نكون مثل القديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين فيلوباتير والفتية الثلاثة في أتون النار، ليكون عمانوئيل معنا في كل نفس نتنفسه، ليتبارك أسمك القدوس يا الله ملكنا ومخلصنا يسوع المسيح، ولذا أعد لنا ملكوت السموات، لأن الأرض سنتركتها يوم ما. وملكوت السموات في كل وقت، لكل شخص حرية الاختيار أن يقبله أو يرفضه “إذا سيطر عليه فكر رديء”، ومن المهم والضروري أن ابن الملك وبنت الملك لا يحب أن يفكر بهذا الفكر الشيطاني المرتبط بالأرض وملذاتها وشهواتها.
ولهذا أبونا الأسقف الأنبا بولس الشعب ألا يتخاصموا مع الآخرين، لأن الخصام يبرد القلب، خاصة وأننا كلنا جسد واحد كما ذكر بولس الرسول في رسالته في كورونثوس 12، إذ أن ملكوت السموات يجعل كل الجسد في وحدانية واحدة، لنحيا مع هذا الملك ولأجل هذا الملك. ومن مزايا الملكوت السموات، أن نكون كلنا واحد في جسد السيد المسيح الواحد، ليحل فينا ملكوت الله، والأمر الوحيد المتبقي لهذا، هو أن نقبل هذا الملكوت. ودعا أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس أسقف أتاوا ومونتريال وشرق كندا لكل الشعب بشفاعة رئيس جند الرب الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين أن يعطينا الله نعمة وبركة ونكون أبناء وبنات هذا الملكوت.