بدأ شهر هاتور وهو أحد شهور السنة القبطية منذ أيام، ومنذ بداية التقويم القبطي واحتفظ الأقباط بتقسيم السنة كما كانت عند القدماء المصريين، حيث كانت تنقسم إلى ثلاثة فصول: فصل الفيضان الذى تغمر فيه مياه النيل الأرض، وفصل الإنبات وهو موسم الزرع، وفصل الحرارة وهو موسم الحصاد.
وينسب شهر “هاتـــــــــــور” إلى آلهة الجمال والخصب في مصر القديمة، و يبدأ من 10 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، واعتاد المصرين على قول أمثال توصف حال كل شهر من شهور السنة القبطية، وشهر هاتور يقال عنه فى الأمثال: “هاتور أبو الدهب منتور” وذلك كناية عن زراعة القمح، كما يقول الفلاح المصري أيضًا: “إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور”.
و أوضح القمص أنطونيوس فكري في كتابه “حكمة القديسين في اختيار قراءات الكنيسة”، أن الكنيسة تسير على منهج السيد المسيح الذي كان إذا ذهب مع تلاميذه للحقول كلمهم عن مثل الزارع، ولو ذهب للبحر كلمهم عن الصيادين. واستخدم السيد المسيح هذه الأمثلة لشرح معنى ملكوت السموات، والكنيسة في موسم الزراعة أي شهر هاتور تقدم لنا مثل الزارع لشرح أن كلمة الله تزرع فينا ويكون لها ثمر، موضحة أن النفس البشرية التربة التي يسقيها الروح القدس.
وبنفس الفكر تصلى الكنيسة في هذه الفترة للزروع “أذكر يا رب الزروع ونبات الحقل باركها.
و تقسم الكنيسة السنة إلى ثلاث فترات وتصلى فيها صلاة بحسب المناسبة:
1- أربعة أشهر تصلى لزيادة مياه النيل (موسم الفيضان).
2-أربعة أشهر تصلي لبركة المزروعات (موسم الزراعة).
3- أربعة أشهر تصلي لهدوء الرياح (موسم الخماسين).
و خصصت الكنيسة القبطية صلواتها وقراءاتها خلال الاسبوعين الأولين من شهر هاتور من أجل الزرع، تماشيًا مع موسم الزراعة في مصر في تلك الاسابيع.
وفيما يلي نستعرض قراءات الكنيسة خلال الاحد الاول من شهر هاتور:
مزمور باكر(مز64: 10،9):-
“تعهدت الأرض ورويتها، وأكثرتها بغنى، وامتلأ نهر الله مياهًا، هيأت طعامهم لأن هذا هو استعدادهم. هلليلويا ”
و رتبت الكنيسة قراءة البولس من (رسالة كورنثوس الثانية1:9-9):- ويتحدث فيها بولس الرسول عن طريق النمو للزرع الذي في النفس البشرية، ويتحدث عن خدمة العطاء للآخرين “والله قادر أن يزيدكم كل نعمة، لكي تكونوا، ولكم كل اكتفاء كل حين، في كل شيء تزدادون في كل عمل صالح”.
و تأتي قراءة الكاثوليكون من (رسالة يعقوب1:3-12)، كما يأتي إنجيل القداس من بشارة الانجيل (للقديس لوقا 4:8-15)، وهو يتحدث عن مثل الزارع و أنواع التربة التي تستقبل البذور.
ويذكر أنه رتبت الكنيسة قراءات باقي أحاد الشهر لها علاقة بالزرع والحصاد فجائت قراءات الأحد الثاني: مثل الزارع كلمة الله وأنواع التربة من انجيل القديس متى البشير ، و الأحد الثالث عن أعداد التربة لتستقبل المسيح الكلمة، و تأتي قراءات الأحد الرابع لتكون عن ميراث الحياة الأبدية ففي الأول أنواع التربة، ثم العمل الروحي الضروري لإعداد التربة، وفي النهاية المكافأة لهذا العمل من ميراث الحياة الأبدية.