بقلم: مجدي جرانت كيرلس المحامي
عاش مثلث الرحمات نيافة الأنبا مينا مطران جرجا في قلب شعبه الذي أحبه حبا جما كراع صالح فتح قلبه لهم قبل أن يفتح بابه يسمع لهم ويحل مشاكلهم, ويتأثر بأنينهم ويقدم النصيحة, وكان لصلاته قوة مقتدرة تصنع المستحيل وتمنح البركة بلا حدود.
ولا غرو فالروح القدس الناري يعمل فيه وبه وبعمق ليخدم لحساب السماء لسلامة كل الناس علي الأرض روحيا, وتوجيهم للتطلع نحو سماء المجد والأبدية السعيدة, وبهذا الفكر وتلك الروح ربط نيافته بين نفوس الأرضيين وأرواح السمائيين.
فعندما كان نيافته يبني ويعمر في قرية المناهرة بالمنيا أثناء وحدته بها عام 1977م وكان يعمل بنفسه وسط أدوات البناء, وقد بليت عمامته وشحب لونها وليس لديه وقت لعمل أو شراء غيرها, إذ يصل إلي المناهرة تلميذ صديقة العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي حاملا هدية له من هذا الصديق.
وبعد تقديم الشكر وفي المساء عند فتحها, وإذ نيافته يجد عمامة سوداء جميلة وجديدة سر بها قلبه وفيما يتأملها يظهر له حبيبه القديس القس عبد المسيح المقاري ويقول له: أنت فاكر أن ربنا ناسيك أهو ربنا أوعز لصديقك الأنبا غريغوريوس أن يرسل لك ما أنت في حاجة إليه.
نعم اتصال السمائيين القديسين علي الأرض يفصح عنها روح قديس هائم في حب الله في السماء كانت تعاليمه الملتحفة بالأبوة الحقيقية مع طيب القلب نبراسا يشع ويضيء بين الكافة وفي البيوت, وأثناء زيارته لها يترك بها سلام سيده المسيح كي تتصالح النفوس وتصفو العقول وتتألف القلوب ومن خلال زيارته كان يبحث عن الأسر المستترة والتي جار عليها الزمن ولا تستطيع السؤال فيقدم لهم كل احتياجاتهم.
مرات عديدة يحمله الآباء السواح إلي كنيستهم المستترة في الجبل ما بين ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بالبحر الأحمر كي يرأس القداس الإلهي ويناولهم, وقد كشفت عن ذلك تماف إيريني حيث تكون معهم.
وكان نيافته رئيسا للسواح وبعد نياحته أصبح نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط رئيسا للسواح من بعده.
لقد علمنا أن مباهج العالم تزول أما مجد المسيح فهو دائم للأبد.
لذلك كان أبا لكل إنسان, فالشعب عطشان للأبوة الصادقة وللمحبة والتواضع ومن خلاله تعلمنا الفرق بين الراعي الصالح والرعي الأجير الذي لايبالي بالخرافإنجيل يوحنا 10:13.
أتذكر في سبعينيات القرن الماضي فاجأني أبونا وكيل المطرانية بالقول: سيدنا النهاردة عمل معجزة كبيرة فتح عيني أعمي بصلاته, وفي غمرة الاندهاش وقد سمع الشعب بها نجد سيدنا وقد ارتكن إلي قلايته أياما ليبتعد عن المديح والمجد الباطل تواضعا, لذلك لن تخبو سيدنا لا سيرتك ولا تعاليمك ولا مبادئك..أنت حي في قلوبنا وعقولنا,نعم ذكره لايزول واسمه يحيا إلي جيل الأجيال(يشوع بن سيراخ39:13).