والحكومة تنقل تكليفات الرئيس السيسى للمتضريين وتعد بتحمل نفقات الأضرار المباني والممتلكات
محافظة أسوان على موعد دائم من اجتياح مياه الأمطار والسيول والتي كان آخرها السيول المدمرة التي تعرضت لها مدينة أسوان والقرى الواقعة غرب النيل بأسوان، مساء يوم الجمعة الماضية والتي خلفت خسائر وتصدعات لمبانى ومساكن بلغت نحو 103 مبنى إلى جانب تشريد 700 أسرة لإنهيار مساكنها ، فضلا عن إصابة ما يقرب من 700 شخصا حتى الآن بلدغات العقارب التى إنتشرت من تداعيات أمطار السيول وفقا للغة الأرقام الرسمية
كارثة السيول التى تعرضت لها مدينة أسوان بمناطقها المختلفة، دفعت أجهزة الحكومة المختلفة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى، إلى المسارعة فى دفع الجهود لإنقاذ المشردين فى الشوارع، وخاصة بالمناطق والقرى المنكوبة غرب النيل بأسوانوتعد منطقة عزبة السنية بكيما شرق مدينة أسوان، أحدى المناطق التى إجتاحتها موجة السيول المدمرة بشكل كبير، فى ظل ان معظم مبانيها مقام على مخرات طبيعية للسيول ما يمثل ذلك فساد حقيقى لأجهزة المحليات فى العهود السابقة خلال تعاملها مع هذا الملف، ما ذاد من تفاقم الكارثة التى خلفت عشرات المبانى المنهارة والمتصدعة فى المنطقة ، إلى جانب عشرات الأسر المشردة ، فضلا عن نفوق المئات من الطيور والأغنام والماشية
” وطنى” إنتقلت إلى عزبة السنية شرق مدينة أسوان، لترصد معاناة الأهالى الحقيقية التى عاشوها وقت وقوع الكارثة
فى البداية يصف عبد الله عبد الكريم من أهالى عزبة السنية، ما حدث “كأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة” من كم وحجم الأهوال التى شاهدها الأهالى، وقال أننا كنا متواجدين داخل منازلنا ما بين النيام واليقظان، وقت سقوط الأمطار الغزيرة فى تمام العاشرة من مساء ليلة الجمعة الماضية، التى سرعان ما تحولت إلى سيول مدمرة، صاحبها دوى أصوات البرق والرعد المرعبة، التى أيقظت المنطقة بالكامل ، مع إستغاثات وبكاء الأطفال والأمهات
وأضاف شكلنا فرق عمل سريعة من شباب المنطقة، بهدف إقامة جسر لتقديم الدعم والخدمات للأهالى وخاصة المحاصرين داخل مساكنهم بسبب المياه، وأن كل ما كان يشغل تفكيرنا الأرواح، حيث سارع الجميع إلى إنقاذ الأطفال والعجزة بنقلهم إلى المناطق المرتفعة خشية من سقوط المنازل على رؤسهم
وتابع حجاج أبو محمد، من الأهالى، أن الكارثة والطامة الكبرى والتى ذات من تفاقم الأمور، وجود عدد من البنايات السكنية على مخر طبيعى للسيول بالمنطقة، الأمر الذى تسبب بدوره فى إحتباس مياه السيول والتى إرتفعت فى بعض الشوارع بعزبة السنية، إلى أكثر من مترا، من بينها بناية مكونة من ثلاث طوابق بجوار منزلنا، والتى إحتجزت المياه بشكل مخفيف، ما دعا شباب المنطقة إلى سرعة تصريف المياه قبل إغراق المنطقة والممتلكات بالكامل.متسألا من المسئول الذى سمح لبعض الأهالى بالبناء على مخرات سيول، وهل حان الوقت لمحاسبة أجهزة المحليات عن تلك الكارثة؟! مطالبا محافظ أسوان اللواء أشرف عطيه بفتح التحقيق فى ملف البناء على مخرات السيول، خاصة بعد ان تطرق رئيس الوزراء للحديث عن هذا الأمر عقب كارثة سيول أسوان.
وإستكمل الرجل السبعينى الحاج محمد محمد أبودوح أحد أهالى عزبة السنية، الحديث، قالا أن غالبية مساكن المنطقة أضيرت ما بين تصدعات وإنهيارات للمساكن، وما بين ضياع للممتلكات تحت الإنقاض التى خلفتها السيولمؤكدا ان منزله تصدع بشكل كامل، كما نفقت لديه 10 رؤس من الأغنام ، كانت كل ما يمتلكة من الدنيا
وأوضح حمادة محمد الدكرونى من سكان عزبة السنية، أن المنطقة ماتزال تعانى حتى الأن من عدم وصول الكهرباء ومياه الشرب بشكل منتظم رغم مرور نحو أسبوع من كارثة السيول مطالبا أيضا بحصر شامل وعادل من أجهزة الدولة المكلفة من قبل الحكومة للمنازل والممتلكات التى أضيرت من الكارثة، حيث ماتزال العديد من الأسر تتواجد فى العراء حتى الأن.
و بدوره أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، على الإستمرار في حصر المنازل والأسر المتضررة من السيول بكافة المناطق، والتى وصل العدد التقديرى لها إلى حوالي 700 أسرة حتى الآن ، فيما تعرض حوالى 103 منزل لإنهيار جزئى وكلى ، وخاصة في قرى مناطق غرب أسوان والكوبانية وأبو الريش ، بالإضافة إلى عزبة الشلال وعزب كيما
فى حين إطلعت الحكومة بجهودها نحو تكليف اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية ، إلى زيارة الأماكن المتضررة من موجة السيول بمناطق الكوبانية والعلاقي و نقل الوزير رسائل من الـرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء إلي الأسر والأهالي المتضررة قائلاً: جايلكم برسائل شخصية من فخامة الـرئيس السيسي ان كل حاجة هترجع زي ما كانت وأحسن وده حقكم علينا .. وهناك توجيهات من رئيس الوزراء لكافة الوزارات المعنية بسرعة العمل عَلِي تعويض كل الأسر التي تضررت وتعرضت لخسائر مالية نتيجة موجة الطقس السيء والسيول وحصر كافة الأسر التي تحتاج تعويضات .
وأضاف وزير التنمية المحلية خلال لقاءاته مع الأهالي، البلد كلها معاكم بداية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكل الوزارات والمجتمع المدني والجمعيات الأهلية وعنينا ليكم في كل طلباتكم .
كما وجه اللواء محمود شعراوي بسرعة الانتهاء من أعمال شركات المقاولات الجارية لاعادة بناء المنازل المنهارة والاستجابة لكل مطالب الاهالي في المناطق التي تضررت بسبب السيول وإرسال حصر للوزارة بأي مطالب جديدة للمواطنين .
واشار الوزير ان الحكومة خصصت وحدات سكنية بديلة لمتضررى السيول كأيواء عاجل بمنطقة العلاقى جنوب شرق مدينة أسوان بواقع٥٠٤ وحدة ، إضافة إلى التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى بتجهيزها بالأثاثات والأجهزة والمستلزمات المنزلية والمفروشات لإستقبال المواطنين الذين لهم رغبة الإقامة بهذه الوحدات ، لحين إنتهاء الترميمات أو الإنشاءات لمنازلهم التي تعرضت للإنهيار الجزئى أو الكلى
وفى سياق الأزمة، بدأت عدد من المؤسسات الخيرية والإجتماعية من بينها مؤسسة مصر الخير، جهودها نحو تنفيذ وإعادة ترميم وبناء مساكن الأسر المتضررة من تداعيات السيول .
الدكتور أحمد موسي مدير مكتب مؤسسة مصر الخير بمحافظة أسوان أنه تم بدء العمل سريعاً في بناء وترميم أول منزل من المنازل المتضررة وأضاف إن المؤسسة بمجرد حدوث أزمة السيول بالمحافظة رفعت درجة الاستعداد وتم تشكيل فريق عمل لإدارة عمليات الإغاثة، والتدخل وتقديم المساعدات العاجلة من مواد غذائية وأغطية للأسر المتضررة ثم بدأت عمليات حصر للمنازل التى تضررت من مياه الأمطار بالتنسيق مع المحافظة لتنفيذ أعمال الترميم والإصلاح اللازمة.
وأشار الدكتور أحمد موسي إلي أن المؤسسة حصلت علي حصر مبدئي من الجمعيات الأهلية الشريكة والتى حددت المنازل المتضررة ب 400 منزل بشكل مبدئ وفقاً للتقارير الواردة من المحافظة والتي تم عرضها.
وأضاف أن المؤسسة نجحت منذ بداية حدوث السيول في سرعة تقديم المساعدات العاجلة حيث قامت بتوزيع شنط الإغاثة الي تحتوى على المواد الغذائية بالإضافة إلي توزيع الألحفة والبطاطين على الأسر المتضررة وأيضا توزيع كراتين المياه في 7 قري متضررة هي كيما والمرشح و الفرن و التحرير والسنية في مراكز محافظة أسوان المختلفة .