دكتور أمراض صدرية: “التعرض للخنق ووقف التنفس يؤدي إلى تلف المخ والجلطات”.
خبيرة علاقات أسرية: “صوت صراخ هذا الجيل لا يسمعه أحد وسينفجر في وجوهنا”.
خبير أمن المعلومات: “نحتاج لمحو الأمية الإلكترونية بين الأهالي للتواصل مع ابنائهم”
غزت خلال السنوات الأخيرة العديد مما عرف ب “التحديات” منصات التواصل الإجتماعي وعلى رأسها تطبيق الفيديوهات القصيرة “تيك توك” ،فلفظ لنا من فاهه تحدي الحوت الأزرق وكسارة الجمجمة ومومو والمشنقة ومريم وغيرهم مما أودى بحياة عشرات الشباب، ليس فقط في مجتمعنا المصري وإنما في العالم كله، فيخرج عليك التطبيق بالتحدي الجديد مصحوبًا ببعض الإرشادات والتعليمات التي فور أن يتبعها الطفل أو المراهق حتى تزهق حياته، أو تعرضه لمخاطر شديدة على أقل تقدير.
جدير بالذكر أن تطبيق التيك توك أطل علينا برأسه هذه المرة بتحدي جديد يسمي “الوشاح الأزرق أو التعتيم”، وكعادة الأمر انتشر التحدي الجديد بين صفوف المستخدمين ولا سيما صغار السن منهم، وسرعان ما سجل حالات انتحار ووفاة بسببه، لذا يتحتم علينا إلقاء الضوء على التحدي الجديد ولا سيما بعدما لاقى تحرك برلماني وأزهري ومجتمعي سريع.
– ما هو تحدي الوشاح الأزرق أو “Black out” ؟
هو تحدي جديد انتشرعلى منصة “التيك توك” ابتدعته سيدة إيطالية وصديقها، لديها عدد كبير من المتابعين، ووجهت لها السلطات الإيطالية تهمة التحريض على الانتحار بعد وفاة طفلة صغيرة بعد مشاركتها في التحدي.
يقوم التحدي على تصوير المستخدمين لأنفسهم وهم تحت تأثير الاختناق بوشاح أزرق بعد تعتيم الغرفة، وقبل العديد من المراهقين بالتحدي الجديد وقاموا بتجربته، إلا أن الأمر لم يمر بسلام فحصد في طريقه طفلة إيطالية تبلغ من العمر 10 سنوات تدعي “أنتونيلا” بعد مشاركتها في التحدي في غياب عن ناظري عائلتها، مما أدى إلى اتخاذ إيطاليا قرارات صارمة بخصوص التطبيق ووقفه بشكل مؤقت.
ومن ناحية أخرى فقد أودى التحدي ذاته بحياة 3 أصدقاء مراهقين أحدهم يدعى أدهم ويبلغ من العمر 18 عام من منطقة منشأة ناصر، مما استرعى تدخل فوري وعاجل من قبل الجهات المختصة والمعنية بالأمر لحجب مثل هذه التطبيقات والألعاب الألكترونية ومراقبتها.
ويذكر أن هناك بعض الحالات التي دخلت في غيبوبة بسبب التحدي ذاته منها على سبيل المثال شاب أمريكي قام بالتحدي ذاته، ولكن لا توجد بين أيدينا حتى اليوم أية أرقام أو احصائيات تفيد بارتفاع حالات الوفيات جراء المشاركة بمثل هذا النوع من التحديات، كما أنه وفقًا لقواعد التطبيق فإنه لا يسمح لمن هم دون 13 عام باستخدامه.
دكتور أمراض صدرية: “كتم الأنفاس” يؤدي للجلطات والموت المفاجئ:
من جانبه صرح دكتور “رفعت إسكندر” أستاذ الأمراض الصدرية لجريدة “وطني” قائلًا: “إن التعرض لمثل هذا النوع من التحديات التي تلعب على كتم الانفاس بشكل أو بآخر أو التعرض للإختناق هو أمر في غاية الخطورة ولا بد من الحذر منه، وعن مخاطر كتم الانفاس أكد أن الأمر يؤدي إلى الوفاة بسبب نقص وصول الأكسجين للدم والمخ، كذلك فإنه يعمل على إضطرابات كبيرة في عضلة القلب والتنفس ويعرض للإصابة بالجلطات الدماغية وتلف المخ وهبوط حاد في الدورة الدموية، ولا بد من التنبية على خطورة مثل هذا النوع ممن الألعاب وما تؤدي إليه من إصابات عضوية وعصبية.
“أيمن محفوظ”: هذه التطبيقات اصبحت سلاح قاتل في وجه ابنائنا:
وقال المحامي “أيمن محفوظ” في حديثه أنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد مبرمجي تحدي “الوشاح الأزرق”، نظرًا لأنها إحدى الألعاب التي تؤدي إلى قتل النفس البشرية والتي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة.
مشيرًا إلى أننا بتنا نفقد هويتنا وقيمنا وعاداتنا أمام مثل هذا النوع من التطبيقات وما تبثه لنا من أفكار وسموم تزرع في أدمغة شبابنا، فلقد أصبحت سلاح قتل موجه ضد ابنائنا على مرآى ومسمع منا، لذا وجب علينا التصدي لها ،لافتًا إلى أن وفاة 3 شباب في عمر الزهور كان الدافع الأكبر لتقديم البلاغ ضد تحدي الوشاح الأزرق، لحث الدولة على توعية الناس بمثل هذا النوع من المخاطر، وبناءً على بلاغه المقدم تدخل البرلمان وانتفضت المؤسسة الدينية وقاما بتجريم وتحريم اللعبة، وهناك تحركات لحجب مثل هذا النوع من الألعاب حيث أن مخاطرها لا تقل عن تعاطي المخدرات وما تفعله بشبابنا، مؤكدًا أن هذا النوع من الألعاب يعد من حروب الجيل الرابع والخامس للحروب والذي يستهدف تخريب عقول الأطفال والمراهقين وزعزعة أفكارهم.
و من جانبه قال خبير أمن المعلومات “محمد الجندي” : إن انجذاب الكثير من الشباب لمثل هذا النوع التحديات هو نتيجة لحالة الاستمتاع التي يستشعرونها جراء ممارسة هذا النوع من التحديات والذي يعتمد بشكل كبير على العامل النفسي، فالكثير من المراهقين اليوم في ظل انشغال الوالدين بحاجة إلى تحقيق الذات، وتساعد كلمة تحدي التي تطلق على مثل هذا النوع من الالعاب على تحفيز الشباب وإغرائهم بالتجربة فيستشعر نفسه مميزًا عن غيره وأقوى منه ومختلف عنه، لافتًا أن اللعبة تؤثر بشكل كبير على الجانب الجسدي والنفسي للشخص الذي يمارسها، وأنه من الممكن منع مثل هذا النوع من الألعاب إلا أن الأمر يستلزم عدة متطلبات يأتي على رأسها وجود ممثلين للمنصات الإلكترونية واتفاق معهم من قبل الدولة أومكتب يمثل الدولة، كذلك لا بد من وضع قوانين ولوائح ومكتب تمثيل وهذا لا زال غير موجود لدينا للحد من مثل هذه التحديات.
فيما أكد “الجندي” أن هناك فجوة شنيعة بين الآباء والأبناء وهناك جهل تكنولوجي من الآباء يفصل بينهم وبين ابنائهم ولا بد من محو الأمية الإلكترونية وتثقيف الآباء، كما أن الشباب لديهم فراغ كبير ولا يوجد تحذيرات من الآباء أو تواصل بينهم، محذرًا من حالة الجهل الإلكتروني السائدة بين الآباء والتي ساهمت بشكل كبير في فقدان التواصل مع الأبناء قد تؤدي إلى كوارث أعظم مما نحن عليه الآن، ومشيرًا إلى ضرورة التوعية الالكترونية حتى يعرف الآباء ما يمر به ابنائهم من مشاكل وضغوطات ويتحدثون بنفس لغة ابنائهم اليوم ويعرفون اصدقائهم.
و من ناحية أخرى حث “الجندي” الجهات المعنية بضرورة تدريس التربية الالكترونية في المدارس والجامعات للتواصل والتوعية بين الشباب، مؤكدًا أن هناك حالة من الجهل الالكتروني وأننا سنتفاجئ كل يوم بلعبة جديدة وتحدي جديد ولا بد أن يكون لدينا وعي كافي بالأمور.
“الطب النفسي: ما يحدث سببه الحرمان العاطفي في الأسرة”
من جانبه قال استاذ الطب النفسي “جمال فرويز”: إن المراهق دائما يميل إلى أي لعبة فيها نوع من الاستثارة أو التنافس حتى وإن كانت على حساب أعمارهم، حالة من حالات لفت الانتباه إليه وإثبات أنه أفضل من أقرانه وأنه الأكثرتفوقًا عليهم، ولا يعتد بالنتائج أو ما سيحدث له ،ولكن هذه ليست قاعدة بين كل المراهقين وإنما تظهر بشكل أكبر بين الأشخاص الذين يفتقرون إلى إمكانية التواصل مع أهاليهم أو تكون قليلة وبالتالي يلجأ لمثل هذه التصرفات لتعويض الحرمان العاطفي الذي يستشعره، فعندما يجد الشخص تشجيع من أسرته يكون عارفًا لقيمة ذاته وقدراته لا يلجأ لمثل هذه الالعاب الخطرة، لأنه ليس لديه نقص في العاطفة يحتاج أن يكمله بهذا الشكل أو يلفت النظر إليه بهذا الشكل الخطر والفج.
مؤكدًا أن أكثر المشاكل التي يعانيها الشباب اليوم من شذوذ وإلحاد وتطرف فكري وديني وانتحار والعنف والاتجاهات السياسية المتطرفة والمخدرات والاضطرابات الجنسية جميعها بسبب حالة الحرمان العاطفي وغياب دور الأسرة التي انشغلت بشكل كبير في جمع المادة ونست دورها الأساسي تجاه ابنائها، لذلك لا بد من توعية الأهالي أن كل ما نقابله اليوم في ابنائنا هو نتيجة عدم التواصل معهم وضرورة تفعيل هذا بشكل كبير وعودة دور الأسرة مرة أخرى لمتابعة ابنائها والانتباه لهم.
قالت “إكرام خليل” خبيرة العلاقات الأسرية: الأمر تخطى فكرة الانتحار والتحديات بين الشباب على هذه المنصات فلقد أصبحوا يبثون أفكار شذوذ وإلحاد بين الشباب وتنويهات عن افكار كثيرة جدًا قذرة وتدمر عقولهم، ولكن علينا أن نقوم ببعض الأمور كآباء وأمهات فمن غير المنطقي أن نمنع ابنائنا من التعامل مع الانترنت ولكن لا بد أن نقوم بحملات توعية للأهالي للوصول للشباب والأطفال، ففي البداية لا بد أن يراقب الأهل ابنائهم بشكل واضح وحقيقي، وتحديد وقت لاستخدام الانترنت لا يتجاوز الساعة أو الاثنين فقط خلال اليوم مع فصل الانترنت فيما عدا ذلك وهذا يصلح أن يتم تطبيقه في المرحلة العمرية حتى 10 سنوات، أما بعد هذه المرحلة يبدأ الطفل في الدخول لمرحلة المراهقة والتمرد لذا لا بد أن انتهج معه سياسة مختلفة تقوم على الاستماع والاحتواء وتفعيل دور الأباء.
مؤكدة على توعية الأهالي إلى أن مخاطر هذه المنصات لا تقتصر على الانتحار فحسب وإنما تقود إلى افكار أكثر خطورة، ولافته إلى متابعة ما يتابعه الطفل فمن غير الطبيعي أن اجعل ابني يرى فيديوهات عنيفة وتحتوى على مشاهد الضرب والدماء لأن العنف سيولد عنف، وكلما رأى الطفل هذه المشاهد كلما تم تشكيل كيانه الداخلي الذي يرسم صورة لمستقبله أن العنف هو الوسيلة وهو الحل المناسب وأن من يمارسونه أبطال.
مشيرة إلى دور المجتمع المدني ووزارتي التعليم والتعليم العالي ودور الإعلام في عمل برامج توعية لسن المراهقة وإيجاد بدائل واضحة لهم تناقش مشاكلهم وتتعامل معهم، مؤكدة على كوننا في خطر وأن صوت صراخ هذا الجيل لا أحد يسمعه، ونحتاج أن نتشابك معً بشكل جدى وحقيقي لعمل فكر نظيف نبثه لابنائنا ونزرع القيم بداخلهم،مختتمة كلامها بأن أطفالنا في خطر وأننا نقف على حافة كارثة إذ لم نتعامل معها بشكل صحيح ستنفجر في وجهنا وتدمر مجتمعنا بأسره،بينما لفتت إلى أننا أمام حرب إلكترونية تريد أن تنال من ابنائنا ولا بد من التصدي لها.
من جانبه قال “أحمد حتة” عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب أنه تقدم بطلب إحاطة لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الإتصالات لحجب مثل هذا النوع من الالعاب والتحديات التي تنال من ابنائنا على منصات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن خطورة هذه الالعاب تتزايد بشكل كبير وتسببت في وفاة عدد من المراهقين الذين قاموا بالمشاركة فيها، ولا يجب أن تقف الدولة والاتصالات وكافة الأجهزة المعنية مكتوفة الأيدي، خاصة وأنها ليست المرة الأولي، ولا يغب عن أذهاننا انتحار ابن النائب حمدي الفخراني قبل سنوات بسبب تحدي الحوت الأزرق، الأمر الذي بات من الصعب السكوت عنه أو تجاوزه في صمت.
فيما طالب بحجب هذه اللعبة ومثيلاتها من الالعاب التي تهدد الشباب والمراهقين.
من ناحيته قال دكتور “أسامة الحديدي” مدير مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية: إنه لا بد من متابعة ابنائنا على مدار الساعة،مستتنكرًا انصراف أولياء الأمور عن متابعة ابنائهم وشغلهم بما ينفعهم ويفيدهم تاركين ابنائهم للتهلك، مؤكدًا على ضرورة مراقبة التطبيقات على هواتف الابناء والألعاب التي يلعبونها واصدقائهم ومحاولة ربطهم بما ينفعهم وشغل أوقات فراغهم بنشاطات نافعة لهم ولمجتمعهم وتنمية مهاراتهم وعدم ترك الهواتف لهم طوال الوقت.
مشيرًا إلى أن الأزهر قد سبق وحذر وحرم ألعاب بابجي والحوت والأزرق وهو ما أتي على تحدي الوشاح الأزرق أيضًا وتم تحريمه كسابقيه لأنه يهلك النفس التي حرم الله قتلها، وتعرض النفس لما لا تطيق وتقوم بإذلالها وهو ما نهي عن “الرسول”.