· مقدمة Literature
يمكن توصيف “الموسيقى القبطية” طبقاً لما جاء بالموسوعة القبطية بأنها “تعبيراً عن فخر وإيمان مستمر مازال حياً لليوم بين الأقباط كـأثر لتقليد حقبة قديمة، وهي أحادية الصوت تُرنم بدون مصاحبة آلية “آكابيلا” من الرجال فقط بإستثناء بعض المردات تُسند لكل الشعب، ويمكن توظيف الناقوس الصغير والمثلث لمصاحبة ألحان محددة في بعض الخدمات”[1].
والألحان القبطية هي أقدم تراث موسيقى موجود بالعالم الآن، فهي كائنة منذ نحو ألفي سنة، نغماتها محفوظة في قلب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر بالتقليد الشفاهي Oral Tradition، وضروبها Droub “Rhythms” وأوزانها Time signatures ترسخت في أفواه المرتلينCantors والإكليروسClergy . فهي ذخيرة مكونة من أكثر من 1048 لحن تم تسليمها جيلاً بعد جيلٍ من خلال مرتلين Cantors لديهم القدرة على إختزان هذا الكم الكبير من الألحان المتنوعة في مقاماتها Scales وصياغتهاComposition forms وقفلاتهاCadences ، لكي ما يتم ترنيمها في 35 مناسبة طقسية Ritual Rites على مدار السنة الواحدة، حتى أن بعض هذه الأحان تنشد مرة واحدة في السنة كمثال تلك التي يُسَبح بها في يوم الجمعة العظيمة Holy Friday التي تعد تذكاراً لصلب ودفن السيد المسيح.
وبالرغم من أن تراث الألحان القبطية يعد ميراثاً روحياً مخصص للعبادة في داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أنحاء العالم، إلا أنه بسبب عمقه التاريخي والحضاري النابع من جذوره الفرعونية وبسبب جَماله الموسيقى وروعة وعذوبة جُمله الموسيقية، صار هذا التراث محط أنظار العالم وصارت المهرجانات العالمية تطلب إستضافته في إحتفالاتها الموسيقية كأيقونة لها قيمتها الروحية والتاريخية والموسيقية على حد السواء، حتى أن هناك فرق موسيقية كـ “فرقة دافيد” صار لها صيتٌ ذائع في المشاركة في هذه المهرجانات في كل انحاء العالم لتميزها بدقة ادائها الروحاني والعلمي لهذه الألحان.