هالة عبد القادر : يحسب للدولة المصرية و للقيادة السياسية التفاتها و تنبهها لقضية سرطان الثدي و التوعية بالكشف المبكر عنه
– حملة دعم المرأة المصرية.. رسالة طمأنة من الدولة لكل سيدة وفتاة مجملها “نحن بجانبكن .. و لن نتخلى عنكن”
ياسمين عبد العزيز : تخصيص شهر أكتوبر عالميا للتوعية بمرض سرطان الثدي.. باكورة طيبة تنتظر المزيد
بيشوى رفعت : الفحص الذاتي يجنبنا المشاكل.. و الكشف المبكر صمام أمان يرفع من نسب الشفاء
أنهى الموت معاناة الكثير من النساء فيما انتصرت آخريات، بينما تعيش الكثير منهن على أمل الشفاء , و بين مصابة و أخرى يشكل الكشف عن سرطان الثدي في مراحل مبكرة من المرض بجانب الدعم النفسي فارقين كبيرين في العلاج تكشف عنها قصص حياتية من متعافيات من المرض، ما بين رحلة علاج قصيرة و بسيطة انتهت و صارت من الماضي و ما بين وجود محاربات مازلن يخضعن للتجربة الصعبة تحاول كل منهن المقاومة بالإيمان و العزم و الإرادة و الأمل و التفاؤل.
“سرطان الثدي”.. ملف شائك و قضية حياتية اقتحمته الدولة المصرية والقيادة السياسية في منتصف عام 2019 و وضعته ضمن أولويات اهتماماتها حينما أعلنت إطلاق مبادرة الرئيس السيسي لدعم صحة المرأة المصرية و الكشف المبكر عن سرطان الثدي ووسائل الوقاية منه ضمن حملة 100 مليون صحة إيمانًا منها بأهمية تأمين و سلامة صحة المرأة باعتبارها عمود و كيان الأسرة بشكل عام , و رغم جهود الدولة في إطلاق المبادرات لرفع الوعي بأهمية الكشف المبكر و دور المجالس القومية و المؤسسات المعنية بالعمل على صحة وسلامة المرأة إلا أنه لا تزال تلك القضية تحتاج لمزيد من الاهتمام و طرق كافة الأبواب للتوعية والتثقيف لمكافحة ذلك المرض “الخبيث” كما يطلق عليه و محاربته و مواجهته من الأساس؛ حفاظًا على كيان الأسرة المصرية.
و”وطني” من منطلق مسؤوليتها المجتمعية، تنتهز فرصة شهر أكتوبر الجاري باعتباره الشهر المخصص عالميًا من كل عام للتوعية بمرض سرطان الثدي, لتجدد تأكيدها على أهمية دور و مسئولية كل فتاة و سيدة في تأمين سلامتها و صحتها باتباع الفحص و الكشف المبكر عنه لما يشكل الحلقة الأقوى في المسار العلاجي؛ للوقوف حول طبيعة المرض وأهمية الكشف المبكر, وكيفية إجراء الفحص الذاتي, وما يمكن ملاحظته من تغيرات، إضافة إلى عرض نماذج تحاكي قصص حياتية لناجيات حاربن المرض و اجتزن المعركة الشرسة بنجاح , كان هذا التحقيق …
أنتِ أقوى
تقول (منى. ش) إحدى الناجيات المنتصرات على سرطان الثدي من محافظة الشرقية: هاجمني المرض بشراسة منذ سنوات وحينما علمت بإصابتي اسودت الدنيا من حولي و أصبح الحزن و اليأس يتملكنىي؛ خوفًا على مصير أبنائي الثلاثة لصغر أعمارهم، فكان أكبرهم في الصف الأول من المرحلة الإعدادية, و من أجلهم تمسكت بالله و من ثم بالحياة أكثر و تقبلت الأمر الواقع و انتزعت روح الانهزام و رفضت مشاعر الاستسلام للحزن و الآلام النفسية لأحولها لطاقة كي أستطيع هزيمة المرض ومحاربته قدر استطاعتي، و من ثم الانتصار عليه بالإيمان و التفاؤل و العيش بالأمل و الالتزام بالعلاج، فدخلت في معركة حقيقية و مشوار طويل بدأ بإجراء العملية، ثم مرحلة العلاج و هنا كنت في بدايتها اتنقل من الشرقية للقاهرة لتلقي العلاج و المتابعة لكنني بعد فترة قليلة اضطرتني الظروف تأجير شقة كي أستقر في القاهرة لاستكمال العلاج لعدم قدرتي على السفر لكوني كنت في مرحلة المتابعة والملاحظة من الطبيب المعالج كل يومين وأحيانًا ثلاثة أيام في الأسبوع, و وسط هذه الدوامة كان تفكيري في أبنائي الذين تركتهم عند أقاربي ولا أعلم لأي مدى سيكون المصير.. و لكن العزيمة و الإرادة و التمسك بالله و الحياة كان الانتصار على المرض وأعمل على المتابعة الدورية عند الطبيب المعالج.
وتذكر “ماجدة . ك”: لاحظت تغيرات في شكل الثدي و لكن خوفى الزائد من المواجهة جعلني أتهرب من إجراء أي فحوصات أو الكشف خوفًا من أن ألقى ذلك المصير الذي واجهته بعدما كان الوضع في خطر، و كان النزيف يؤلمني, فما كنت أدرك أهمية التوجه للفحص المبكر أو الكشف حال ملاحظة أي تغير قبل فوات الأوان , حقيقة خوفي “المرضي ” جعل مني فريسة سهلة للقلق و الخوف و التهرب دون المواجهة و التعامل مع المسألة بمحمل الجدية , و عليه بدأت مشوار طويل في العلاج واجهت خلالها تحديات و صعوبات و تحملت الكثير من الآم نفسية و جسدية , و لم أدعِ أنني كنت قوية و ذات إرادة طوال رحلة العلاج، فأحيانًا ما كان يتغلبني المرض وأُحبط و أضعف وأقع باليأس، في المقابل أجد نفسي في أوقات أخرى قوية و قادرة على التحدي و محاربة المرض، فكان الشفاء من الله.
تحكى “مريم . ع” تجربتها مع المرض، قائلة: صدمت حينما فاجئني الطبيب عند الكشف بأنني أعانى من سرطان الثدي، و كانت المفارقة أنني كنت في فترة “رضاعة” طفلي الصغير و طبيًا يعرف أن هذه المرحلة تعد مناعة طبيعية لحدوث ذلك لكنها إرادة الله , لم يخفِ عني الطبيب أن حالتي خطيرة وعلى إيقاف “الرضاعة” على الفور و بدأت المشوار باجراء العملية , و كانت حالتى سيئة و لكن بفضل الله و أسرتى تجاوزت المحنة و تعايشت مع الامر الواقع و قررت التعامل مع السرطان و كأنه مرضًا عاديًا رغم آلامه النفسية و الجسدية و التزمت بتنفيذ تعليمات الطبيب المعالج و خضعت للعلاج الكيماوي إلى أن تعافيت و أصبحت انسانة طبيعية غير مريضة, أعيش حياتي مثل غيري دون أي ألم .
تروي “جانيت . م” تجربتها مع المرض: اكتشفت إصابتي عام 2014 وقتها أُصبت بأزمة نفسية شديدة، كنت في البداية أخشى سقوط شعري لكن بمرور الوقت أصبح هذا الأمر آخر همي، لكوني وضعت أمامي هدفًا واحدًا هو القضاء على الورم, و عليه قررت محاربة المرض والانتصار عليه بالعزيمة والتفاؤل، و بالفعل خضعت لعملية جراحية لاستئصال الثدي ثم لعلاج كيماوي، إشعاعي، وهرموني على مدار سنة و نصف، وخلال هذه المدة كانت عائلتي داعمة لي و بقوة، مما قوى من حالتي النفسية حتى أهزم المرض, و حاليًا أمارس حياتي بشكل طبيعي, والآن شفيت من المرض تمامًا.
وتقول “ناهد . ص”: كانت الحياة طبيعية و فجأة بين يوم و ليلة لاحظت بشىء غريب متكون في الثدي مثل الكرة أو الكتلة, وقتها قررت إني مش هسكت وسأواجه و بالفعل ذهبت للوحدة الصحية للفحص و كانت النتيجة التي كنت أتمنى ألا تحدث لكنها إرادة الله، وأشكره على معرفتي بالمرض في البداية حتى لا أصل لمرحلة خطيرة أو متأخرة و وقتها كانت مشاعري متخبطة قلق و خوف , كيف يكون المصير و العلاج ؟ هل سأعيش , هل سأموت؟ إلى أن أجريت العملية وأخذت علاجي بالكامل والآن أعيش حياتي طبيعية.. و أتمنى من جميع الفتيات و السيدات المواجهة و إجراء الفحص المبكر بشكل دوري حتى دون الشعور بأي أعراض أو ملاحظة أي تغييرات فقط للاطمئنان و حفاظًا على سلامتهن , حقًا من يتنبه لذلك الأمر كأنه يزيد عن عمره عمر.
وتروي “ن.ك”: لدي تاريخ عائلي لهذا المرض الأمر الذي يسبب لي مخاوف كبيرة بما يرهقني نفسيًا خوفًا من الوقوع في ذات المصير , و وسط ما أعيشه من صراعات داخلية قررت أن لا أدع مخاوفي تكبلني و تسيطر على وإنما أواجه و أبادر باتخاذ خطوة إيجابية لحمايتي و الحفاظ على سلامتي و أن أنتبه من البداية لذلك الخطر من خلال المتابعة الدورية للفحص المبكر عن سرطان الثدي في ظل تأكيدات الأطباء و مسئولو الصحة أن الاكتشاف المبكر يمكنه التعافي و العلاج.. و ما ساعدني على اتخاذ ذلك القرار و المبادرة بالكشف هي أسرتي في ظل اتجاه الدولة و اهتمامها بتوعية السيدات و الفتيات بأهمية الفحص و الكشف المبكر لهذا النوع على وجه التحديد.. و بالفعل توجهت لمستشفى “بهية” للفحص و شاهدت لأول مرة ذلك الصرح العظيم الذي يساهم يوميًا فى إنقاذ حياة سيدات كثيرات حال اكتشافهم المرض بجانب دورهم المجتمعي في توعية السيدات و الفتيات بأهمية الفحص لحمايتهم , و لا أنسى الهمة و الانضباط في العمل و الإيمان بقيمة ما يقدم من مساهمات من قبل فريق العمل و دورهم و خدمتهم لإتمام عمل تطوعي مجاني بهذا الشكل، و من ثم نجاح ذلك الكيان , فقط من أجل إنقاذ حياة سيدات التي هي حقيقة إنقاذ لحياة أسرة كاملة، فكم رأيت قافلات من محافظات تصطحب سيدات للكشف، و الكل يعمل و ينجز في هدوء و بنظام.. حقيقة سعيدة بتجربتي و ما قمت به و سأكرر الكشف ثانية في الميعاد المحدد لي بالمتابعة , و أتمنى من كل فتاة و سيدة اتخاذ المبادرة من تلقاء نفسها؛ للاطمئنان على سلامتها , “لأن سلامتك من سلامة أسرتك”.
شهر التوعية
تقول هالة عبد القادر – رئيسة المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة: وفقًا للدراسات العلمية يعد سرطان الثدي, أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء و أكثرها المسببة للوفيات، و هناك احصائيات مخيفة و مرعبة عن حجم الإصابات سنويًا على مستوى العالم، و انطلاقًا من أهمية الحفاظ على صحة المرأة و سلامتها و محاربة المرض كان التأكيد على أهمية الكشف المبكر و المبادرة بالفحص، و من ثم إطلاق شهر أكتوبر، شهر التوعية عالميا بسرطان الثدي لدرء المخاطر عن أي سيدة ربما تقع في ذلك الخطر , فكما يعرف و ما تؤكده الدراسات العلمية أن للكشف المبكر و الفحص الذاتي للثدي دور و أهمية بالغة للمساعدة في التماثل للشفاء بنسبة قد تصل لأكثر من 90% , أيضًا تراجع نسبة الوفيات بسرطان الثدي كانعكاس و نتيجة لارتفاع نسبة النساء اللاتي يقمن بفحوصات دورية من شأنها تسهل عملية تشخيص الحالة في مرحلة مناسبة دون تأخيرها باستخدام طريقة علاج جديدة تراعي الحالة الفردية والفهم الأفضل لطبيعة المرض، ففكرة تقديم العلاج المناسب في وقت مبكر حال اكتشاف المرض يساعد بشكل كبير على زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي.
السلاح الأول
تضيف “عبد القادر”، أنه يحسب للدولة المصرية و للقيادة السياسية التفاتها و تنبهها لهذه القضية المحورية الحياتية التي هي عمود كل أسرة مصرية و التفافها حول المرأة المصرية و اتجاهها نحو تأمين سلامتها؛ حفاظًا على حياتها و حياة و كيانأاسرتها و أبنائها من خلال إطلاق مبادرة الرئيس السيسي لدعم صحة المرأة المصرية و الكشف المبكر عن سرطان الثدي و وسائل الوقاية منه ضمن حملة 100 مليون صحة , و التي أطلقت المرحلة الأولى منها في أول يوليو عام 2019 في 9 محافظات “الإسكندرية ، بورسعيد، البحيرة، الفيوم، أسيوط، القليوبية، مطروح، جنوب سيناء، و دمياط” بمعدل 1030 وحدة صحية مستهدفة الكشف المبكر عن أورام الثدي لنحو 28 مليون سيدة بكافة محافظات الجمهورية مجانا كي تنتصر للمرأة في معركة الكشف المبكر عن سرطان الثدي, ورسم البسمة على وجوه الأسر المصرية إيمانًا من الدولة و القيادة السياسية بأن إجراء الفحص المبكر للثدي، بمثابة السلاح الأول للكشف عن المرض والقضاء عليه في مراحله الأولى .. و كأن لسان حال الدولة يقول لكل سيدة “لا تخفن , نحن بجانبكن, و لن نتخلى عنكن” كما تعطى رسالة أيضًا تحية وتقدير و احترام لكل امرأة منتصرة حاربت وواجهت المرض و لسان حالها يقول “نحن بجانبكن , لن تواجهن المرض وحدكن , نحن معكم و سنهزم المرض معا” , فللدعم النفسي عامل مهم في تقوية جهاز المناعة لدى المصاب و من ثم رفع نسبة الشفاء.. و هنا دور الدولة و رسالتها مهم في مساندة المرأة و ما تمر به و ما تواجهه في رحلة مرضها حتى تجتاز محنتها بنجاح.
خطة ممنهجة
تذكر “عبد القادر”: يشهد للحملة العمل على الوصول لكل امرأة مصرية بتواجدها داخل الوحدات الصحية القريبة منها , مستهدفة العلاج و التوعية الكاملة بمسببات المرض وآليات الفحص الذاتي للمنتفعات في عمر 18 عامًا بالمجان من خلال لجان طبية مدربة ومتخصصة و فريق عمل مكون من “أطباء، تمريض، و فنيين” من السيدات.. و كما طالعتنا وزارة الصحة أن الحملة بالفعل استهدفت السيدات فوق الثلاثين عامًا اتبعت خلالها مراحل وخطوات محددة على غرار ما تم بـ ” 100مليون صحة ” حيث إجراء مسح مبدئي ثم كشف تأكيدي وفحوصات معملية، و كانت البداية بالسونار ثم إجراء الماموجرام.
كما تم عمل قائمة بالسيدات المستهدفات بالحي والمحافظة واتباع نظام الكشف الدوري الممنهج حسب تاريخ المرض في الأسرة والأعمار والعوامل الوراثية، و وضع الخطة اللازمة لتطبيق الحملة.
كما انطلقت المرحلة الثانية من المبادرة في أول نوفمبر عام 2019 لاستكمال مبادرة الرئيس السيسي لدعم صحة المرأة للكشف المبكر عن أورام الثدى في 11 محافظة “شمال سيناء , البحر الأحمر , القاهرة , الإسماعيلية , السويس , كفر الشيخ , المنوفية , بني سويف , سوهاج , الأقصر , أسوان” بمعدل 1300 وحدة صحية مستهدفة 10 مليون و382 سيدة, و في هذه المرحلة تم تجهيز المستشفيات لإجراء فحص الماموجرام للسيدات اللاتي يتم تحويلهن للفحص المتقدم بحيث يتم إحالة المشتبه والمتوقع إصابتهن بسرطان الثدي إلى مراكز الفحص الدقيق للتأكد من الإصابة من عدمها، إلى جانب تجهيز الوحدات الصحية لتسجيل السيدات بداية من 18 عامًا والاطمئنان على حالتهن الصحية والتوعية بالفحص الذاتي للثدي.
كسر حاجز الخوف
تقول ياسمين عبد العزيز – مؤسسة مبادرة علم أم تعلم أمة: حقيقة يشهد للمبادرة الرئاسية كسر حاجز الخوف لدى الكثيرات من السيدات اللاتي تملكهن الخوف لسنوات و من ثم تهربن من المواجهة و المبادرة في إجراء الفحص تخوفًا من اكتشاف أي مشاكل ليتبدل حال الكثيرات منهن بعد إعلان الرئيس السيسي عن الحملة لتختبر مدى إيجابيتها مع ذاتها من خلال التوعية بأن الهروب لم يكن حلا وإنما حثها على النزول للكشف و طمأنتها بأن الكشف المكبر خطوة أولى للعلاج وأن”سلامتك مفيش أغلى منها” وأن “سلامتك من سلامة أسرتك” ليصبح القرار سهلًا , و الدليل الإقبال الكبير من السيدات على الوحدات الصحية لإجراء الفحص للطمأنة على سلامتها ضمن مبادرة “100 مليون صحة” , و لا نغفل دور المجلس القومي للمرأة أيضًا و ما يقوم به من دور فعال في هذا الإطار و محاولته الوصول لكل امرأة مصرية داخل قرى و نجوع المحافظات من خلال قيامه بحملات طرق الأبواب و تنفيذ قوافل طبية للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ضمن مبادرة مؤسسة “بهية” و مشاركته في المبادرة الرئاسية “الست المصرية هي صحة مصر”, و عليه نأمل في المزيد و الاستمرارية في المتابعة و الاهتمام من قبل كل سيدة مصرية , فلعل تخصيص “شهر أكتوبر .. شهر التوعية ” بالكشف عن سرطان الثدي, ربما تكون خطوة و باكورة طيبة للفت انتباه كل فتاة و سيدة للنزول و المشاركة في الحملة المتبعة عالميًا , و تنتظر المزيد فما نأمله هو أن يصبح ذلك الأمر منهج حياة على مدار العام وأن تنتبه بحق كل امرأة مصرية لصحتها و تدرك أهمية متابعتها و إجراء فحوصات شاملة؛ حفاظًا على سلامتها.
توجه “عبد العزيز”، رسالة لكل امرأة مصرية، قائلة: كوني مبادرة وإيجابية واتخذي القرار دون تراجع أو تأجيل , “حياتك.. أمانة في ايديك”، انزلي و شاركي و ساعدي غيرك و وعيه بأهمية الفحص و الكشف المبكر عن سرطان الثدي و ليكن في محيط أسرتك و جيرانك و دائرة معارفك، انزلوا مع بعض وساندوا بعض “كوني إيجابية”.
مؤشرات بالأرقام
يقول الدكتور بيشوى رفعت – استشاري الجراحة و المناظير و الأورام: إن سرطان الثدي يصيب الرجال و السيدات و لكن بفارق كبير لدى السيدات , بمعنى لكل رجل مصاب يقابله من 100 إلى 120 سيدة مصابة بسرطان الثدي, أما عن نسبة حدوث سرطان الثدي غالبًا سيدة ما بين كل 8 سيدات يحدث لها المرض , كما أن المرحلة العمرية الأكثر تعرضًا للإصابة غالبًا تكون في عمر الـ40 عامًا و يزداد احتمالية حدوث الإصابة مع زيادة العمر.
كما لا نغفل العامل الوراثي و ما يلعبه في هذا الأمر بما يدعنا القول أن نسبة الإصابة ربما تتضاعف في حالة وجود تاريخ عائلي و ليكن إصابة الأم أو الجدة، و من ثم يفترض في هذه الحالة اتخاذ المسألة محمل الجدية و الاهتمام بالفحص و المتابعة.
الفحص الذاتي
يؤكد الدكتور رفعت أهمية الفحص الذاتي لدرء أي مخاطر حال اكتشاف أي أعراض أو ملاحظة أي تغييرات، مقدمًا النصيحة لكل فتاة في العشرين من عمرها بأن تبدأ بفحص ذاتها شهريًا عقب انتهاء الدورة الشهرية، , و في حالة وجود أي إشكالية في انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع الدورة مع المراحل العمرية المتقدمة هنا يتم تحديد يوم في الشهر و ليكن أول كل شهر لإتمام عملية الفحص من خلال الوقوف أمام المرآة و تبدأ أولًا بملاحظة العين لشكل الثديين هل من وجود اختلاف في الحجم من عدمه , أيضًا ملاحظة الجلد هل طبيعي أم متغير و ليكن مثلا وجود إحمرار أو وجود قرحة أو وجود نتوء ظاهر للخارج أو العكس وجود ” نخذة ” للداخل أو ملاحظة ما يطلق عليه ” الجلد البرتقالة ” بما يعني وجود نقط في الثدي مع “نخز للداخل” أيضًا ملاحظة شكل ” حلمة الثدي” هل طبيعى أم من وجود تشققات أو تقرحات أو إحمرار أو ما يوجد عليه ” قشر ” لأن هناك أنواع أمراض سرطانية تصيب “الحلمة ” فقط . مرحلة أخرى يتم اتباعها في عملية الفحص الذاتي ممثلة في بدء “عصر الثدي” لمعرفة هل من وجود أي إفرازات من عدمه، فجميعها ملاحظات أساسية يفترض من كل فتأة متابعتها.
ويتابع الدكتور رفعت، أنه بإمكان كل فتاة استخدام 3 أصابع من اليد و تحديدا السبابة و الوسطى و البنصر للفحص الذاتي، و هي جالسة تبدأ تحرك أصابعها بشكل دائري في الجزء العلوي من الثدي و لتبدأ هنا تلاحظ هل من وجود “كتل ” أو أي من هذا القبيل ثم يفضل اتخاذ وضع النوم على الظهر و لتضع “وسادة ” تحت كتفها و بنفس الطريقة تلاحظ الجزء السفلي من الثدي مع مراعاة ملاحظة تحت ” الأبط ” من وجود ” كتل ” من عدمه.
ويضيف الدكتور رفعت، أن الفتيات التي يبلغن في مرحلة عمرية مبكرة و تأتي لهن الدورة الشهرية في عمر الـ 8 سنوات هن أكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدى نتيجة لإفرازات الهرمونات مقارنة بأخرى جاء ت لها الدورة عند سن 12 عام و بالمثل في حالة انقطاع الدورة في مرحلة عمرية متأخرة تصبح أيضًا أكثر عرضة للإصابة نتيجة التعرض للهرمون “الاستروجين” لأن زيادته تعني زيادة نسبة حدوث سرطان الثدي, فلو كانت الدورة بدأت في سن صغير أو انقطعت في سن متقدم فهى عوامل لديها نسبة أعلى لسرطان الثدي.
التعذية السليمة
أما عن إمكانية وجود أسلوب تغذية يمكن يكون سببًا في الوقاية من الإصابة , أشار الدكتور رفعت، إلى أن مرض سرطان الثدي منتشر بالأكثر مع الاشخاص الذين يعانون من السمنة , و بالتالي الأكل الصحي بدهون أقل مع البعد أو التقليل من المأكولات السريعة و الاعتماد على الأكل الصحي , أمر يمكنه الحماية سرطان الثدي باتباع التغذية السليمة و المتوازنة و المحافظة على الوزن في الإطار الطبيعي دون السمنة.
الكشف المبكر .. صمام أمان
وتحدث الدكتور رفعت عن أهمية الكشف المبكر في العلاج و الشفاء من المرض بقوله: إن علاج سرطان الثدي يخضع لأمرين إما سرطان ثدي مبكر أو متقدم و لكل منهما طريقة تعامل مختلفة تمامًا, و بطبيعة الحال يسهل التعامل مع المرحلة المبكرة من المرض لكون السرطان موجود في نسيج الثدي فقط و نادرًا ما يكون واصل للغدد الليمفاوية تحت “الإبط” على عكس المتقدم بانتشاره في الغدد الليمفاوية أو منتشر لأماكن أخرى خارج نسيج الثدي و خارج الجهاز الليمفاوي و ليكن منتشر للمخ أو العظام أو الرئة , فبالتأكيد الاكتشاف المبكر بيعطي فرص للعلاج و نسميها طبيًا ” معدل نسبة الحياة بعد مدة خمس سنوات ” و هو ما يصل تقريبا لنسبة أكثر من 98% بما يعني في موضوع الأورام نقوم ” بنحسب بالخمس سنوات” و ليكن إذا ما لدينا مثلا 100 سيدة تم تشخيصهم بمرض سرطان ثدي , بعد خمس سنوات متوقع شفاء 98 منهم في حالة ما إذا كانوا في المرحلة المبكرة على عكس المراحل المتقدمة قد تصل ل 50% . الأمر الآخر يخضع لمسألة علاج الحالة ذاتها ما بين مرحلة مبكرة و متقدمة , فالمرحلة المبكرة يتم التعامل معها بطريقة مختلفة من حيث الجراحة و العلاج الكيماوى أو الإشعاعي لكون غالبا ما يكون الورم حجمه صغير و بالتالي يناسب معها عملية استئصال تحفظي بإزالة الورم بحدود أمان مع الاحتفاظ بباقي الثدي أيضًا لم يكن الأمر حتمي بإزالة كل الغدد الليمفاوية تحت “الإبط” على عكس الوضع في الحالات المتأخرة باستئصال الثدي و الغدد الليمفاوية بجانب العلاج الكيماوي.. و هنا تأتي أهمية التشخيص المبكر و على أساسه يتم التعامل.
و عن المتابعة الدورية , أوضح الدكتور رفعت، أهمية التوعية لكل بيت مصري و تشكيل الوعي لدى بناتهم بإجراء الفحص الذاتي في العشرين من عمرهن حتى نتفادي الوقوع في وجود حالات متقدمة بهذه الصورة لأن الكشف المبكر يعني نسبة شفاء عالية، أما بالنسبة لمن تجاوزن سن الأربعين , فعليهن الخضوع لفحص ماموجرام سنوياً للاطمئنان على سلامتهن.