أسرة مكونة من أب وأم و3 أبناء, حياة لاتتغير زوجة لاتعرف ما يدور خارج بيتها ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلي دجاجة, فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر, يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة, هذا التحول العنيف يجبر الزوجة علي تحمل المسئولية للنجاة بأسرتها الصغيرة وسط مظاهر الفقر والحرمان, هذه هي قصة فيلم ريش الذي حصد اللعنات من بعض الفنانين, وكان الهجوم عليه هو الدعاية الحقيقية له رغم أنه حصل علي الجائزة الكبري بمسابقة أسبوع النقاد بمهرجانكان السينمائي هذا العام, وعلي الجائزة الكبري لمهرجانبينجياوفي الصين,كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في مهرجان الجونة, إلا أن اتهامات الإساءة لسمعة مصر مازالت تلاحقه من بعض الفنانين.
انتفض الوسط الفني والثقافي بسبب إعادة إنتاج فكرة التخوين لمجرد عرض ريش لمناطق عشوائية شديدة الفقر. وكان الأولي الرجوع للإحصاءات الرسمية فطبقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وصلت معدلات الفقر الإجمالية في عام 2020 إلي 29.74% أي ثلث سكان مصر تحت خط الفقر, وخط الفقر القومي حدده الجهاز في عام 2018, عند مستوي دخل 8827 جنيها للفرد في السنة, وهو ما يعادل حوالي 735.5 جنيه شهريا, أي ما يعادل عزومة عشاء يتكلفها أحد الفنانين الذين ألقوا اتهاماتهم من البرج العالي,وبالنسبة لريف الصعيد الذي تشير إليه أحداث فيلمريش وتخرج منه دميانة نصار حنا, بطلة الفيلم التي تنتمي لقرية البرشا بملوي في محافظة المنيا, فإن معدلات الفقر وصلت هناك في عام 2020 إلي 48.15% وتظهر البيانات أن 6.2% من السكان في مصر يعانون من الفقر المدقع أي يقل دخلهم عن 491ج شهريا,أما خط الفقر العالمي فيبلغ 1.90 دولار يوميا أي حوالي 60 دولارا في الشهر بما يعادل 900ج شهريا للفرد, وليس للأسرة, أي أن الأسرة المكونة من أربعة أفراد يبلغ دخلها 3600ج شهريا لتكون علي حد الفقر,فكم أسرة في ريف وحضر مصر تحيا بأقل من هذا الرقم؟
خليها في سرك لو زعلان لكن قارن دخلك السنوي كفنان وقدرتك علي سداد الضروري من احتياجاتك مع أولئك الذين يحيون تحت خط الفقر المذكور الذي لا تستطيع أنت حتي أن تراه هذه هي الحقيقة التي تحاول مشروعات التضامن الاجتماعي تحسينها. ومين يقول إن كل الأوضاع وردية لايوجد بلد في العالم ليس به فقراء ولايوجد منطق يخون من يشير إلي موضع الداء لجلب الدواء وإلا لصرنا جميعا خونة عمر الزهيري مخرج الفيلم, ودميانة نصار ويوستينا سمير وكل أبطال الفيلم متهمون ولكن ليس بالخيانة وإنما بحب الوطن, الذي أنجب الذين يرون السواد سوادا ويحاولون إضاءة عتامة وأنجب أيضا الذين يعتمون الإضاءات.