فى ظل حرص الكنائس والأديرة على مواجهة الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد تم وقف الخدمات فى أغلب الكنائس وأعلن مؤخرا عدد من الأديرة عدم استقبال زائرين وحرصت “وطنى” أن تنقل لكم خطة دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون لمواجهة فيروس كورونا ومتى سوف يعلن الإغلاق.
قال الراهب عزرا آفا بيشوى، نحن نترقب باهتمام أخر تطورات الموجة الرابعة لفيروس كورونا المستجد ويقوم سيدنا الأنبا أغابيوس رئيس الدير بعمل اجتماعات مع الآباء الرهبان المسئولين عن الزيارات ومنافذ الدير للاطمئنان على آخر المستجدات حول الفيروس والتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية.
دير الانبا بيشوى من الصعب انه يأخذ قرار الإغلاق لعدة أسباب منها، بيت الكهنة الذى متاح فى الدير يأتى إليه الكهنة الجدد لقضاء فترة الأربعين يوم بالدير وكذلك لن نستطيع غلق الدير أمام أسر الكهنة وإذا سمحنا إلى أسر الكهنة بالدخول يستوجب علينا أدخال شعب الكنيسة، ولكن تم أغلاق بيت الخلوة و قصر الضيافة من سنة ولم يفتح حتى الآن خوفا منا على صحة الشباب لأن بيت الخلوة يكون له برنامج يسمح لهم بالتقارب للتدريب على الحياة الرهبانية، وحتى لا يتم اغلاق الدير بالكامل نسعى على التشديد على الإجراءات الاحترازية والوقائية بمعنى حين يكون العدد فى الكنيسة كبير يتم تقسيمه على مرحلتين ويكون القداس بكنيسة الكاتدرائية لأن التهوية بها مناسبة ومساحة الكنيسة كبيرة وحين يزدحم اى مزار يتم تدخل الراهب للنظام حتى يضمن إتمام عملية التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
واشار الراهب عزرا فى تصريح خاص لـ”وطنى” جميع رهبان دير الانبا بيشوى تم تطعيمهم بالقاح فيروس كورونا حرصا على سلامتهم والرهبان الذين لم يأخذوا المصل هم الذين تتراوح أعمارهم 80 او اكثر، والدير يسمح بتواجد الرحلات لكن مع حرصهم بالالتزام، ويتم تواجد الرهبان فى المضيفة العامة للدير للتأكد من حالة التباعد الاجتماعي حتى لا يصاب أحد بسوء ويتم استخدام أدوات الطعام البلاستيكية، ويوجد فى الدير رهبان أطباء للإشراف على الالتزام بالإجراءات الوقائية والتدخل السريع فى الحالات الطارئة.
الأب الذين يتطلب منه النزول الى القاهرة او المحافظات الاخرى حين يتم عودته يتم عزله 15 يوم قبل التعامل مع الزائرين، وحتى الآن بمحبة ربنا الأمر تحت السيطرة الدير مفتوح ونحرص على سلامة المواطنين والرهبان.
وأوضح قدسه فترة الاغلاق تعمل حالة من الخلل فى موارد الدير كما عملت خلل فى جميع المؤسسات، والخلل ليس مادى فقد بل نفسى وروحى ومادى، الدير منظمة دينية يعيش على ثلاث أشياء التبرعات ومنافذ البيع ومنتجات الدير فحين يتم الاغلاق كل الأشياء تقف فيعمل خلل فى الحالة المادية ولكن يجب ان نعلم ان الرهبان لا تتأثر ماديا لان الرهبان تتعايش بأقل القليل الطعام الموجود تأكله فى شكر، والإغلاق يؤثر فى الحالة النفسية عند الناس لأن الوقت الذى نعيش فيه صعب لذلك الناس حين تتجه الى الدير فليس للحالة الروحية فقط ولكن للترفيه النفسى بزيارة الدير للبركة والترفيه وبالأخص للناس البسيطة وده الخلل النفسى.
وسرد لنا الراهب عزرا قصة واقعية حين تم إغلاق الدير بصورة كاملة أخذت تعليمات من سيدنا رئيس الدير أن أقف على بوابة الدير وأمنع دخول الناس بلطف حتى لا نؤذي مشاعرهم وحين تواجدى جاء شاب يبلغ من العمر 25 سنة ولن يقبل منع الدخول وأخذ يتكلم كثيرا حتى يدخل حتى وصل انه يبكى حتى أسمح له بالدخول وعندما حدث ذلك تكلمت مع رئيس الدير لكي يسمح له بالدخول وسوف اكون معه حتى يخرج، وبالفعل تم إدخاله ونحن فى الطريق للزيارة سألته انت ليه صممت على الدخول لهذه الدرجة تحب الكنيسة قال لى ليس صحيح انا لا ادخل الكنيسة وبعمل كل حاجة خطأ ولا أواظب على الصوم والصلاة ، فتعجبت جدا من رده وقولت طيب ليه صممت على الدخول رد انا كنت متاكد ان الكنيسة فتحة وبتصلى للخطاة اللى انا منهم وكان فى طمأنينة ان فى حد يذكرني فى صلاته إنما حاليا اليأس يملئ حياتي وأشعر بالموت حولى لذلك حرصت أن أتى لأقدم توبة كي يراني الله.
ومن تلك القصة نستطيع معرفة الخلل النفسى فى حالة الاغلاق، ونتمنى ان لا يسمح الله بغلق الدير مرة أخرى.