يتحدث في المحاضرة الثانية من لقاءات “الوعي الإيماني الأرثوذكسي” التي ينظمها لجنة الإيمان والتعليم بالمجمع المقدس، في سلسلتها الجديدة بعنوان “أمور حياتية تخص الإيمان” وتحمل المحاضرة الثانية عنوان “احتفالات القديسين وظاهرة الموالد” يتحدث الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة.
بدأ الأنبا مرقس بشكر المجمع المقدس على رأسه قداسة البابا تواضروس الثاني لتقديمه المحاضرات التى هدفها التوعية و المعرفة، الاحتفال بالقديسين كان زمان يطلق عليها أسم مولد ولازال بعض البسطاء يستخدمون تلك الاسم، الاحتفالات بدأت أيام الفراعنة حين يولد فرعون جديد كان يتم إقامة احتفالات للترحيب به، وكذلك حين يتم تتويج ملك، وبعد ذلك تم تطوير الاحتفالات حتى أصبحت للمناسبات المتعددة مثل انتصار الحروب وأيام الحصاد يتم الاحتفالي بها ليفرح الناس، وكان الكتاب المقدس في العهد القديم يسمى الاحتفالات بأيام الافراح وحين دشن سليمان الحكيم الهيكل أقام احتفال ضخم جدا لتلك المناسبة ويعتبر هذا هو تاريخ الاحتفالات.
حين دخلت المسيحية إلى مصر بدأت تستخدم الاحتفالات بطريقة مسيحية حيث وضعت للاحتفال مبدأ الاستشهاد أو النياحة وليس الميلاد لأن الكتاب المقدس يقول “انظروا إلى نهاية سيرتهم” وكانت الاحتفالات بسيطة جدا ويتم فيها حمل أيقونة القديس والدوران بها فى الكنيسة وسط تسبيح.
ولكن انتهزت بعض الناس الاحتفالات بتقديم منتجات لبيعها أمام الكنيسة أو الدير الذي يقام فيه الاحتفال لأنهم يدركون أنه سوف يأتي العديد من شعب الكنيسة وتطور الأمر إلى إنشاء خيم وعمل فقرات مثل السحر والاغاني والرقص، ومن هنا أطلق عليه اسم “مولد” وتم استخدام اسم مولد مثل مولد العذراء بمسطرد و مولد مارجرجس بالرزيقات وهكذا.
ولكن غضب البابا شنودة الثالث من فكرة “الموالد” وما يحدث فيه من ظواهر أمام الدير أو الكنيسة، وقال تلك الأشياء لا تليق بالقديسين ولا بالتعليم المسيحية و أرسل العديد من الأساقفة لإنهاء تلك الظواهر التيتحدث وكان من الصعب التغلب على هذه الأشياء لأنها أصبحت عادات يصعب السيطرة عليها، ولكن سعي الأساقفة بمتابعة البابا شنودة سنين طويلة حتى تم السيطرة على بعض الأشياء التى ترفضها الكنيسة والتى لا تليق باحتفالاتنا مثل الغناء والسحر والرقص وهكذا.
وبعد ذلك تطور الأمر بشكل أفضل وهو أن تقتصر الكنيسة الاحتفال بالقديس بصلوات القداس وذكر قصة القديس فى الواعظة وفى خدمات الكنيسة والتسبحة وأصبحت تأخذ صيغة تليق بكيان القديسين والشهداء وأصبح عدد المشاركة أكبر من الأول بسبب الهدوء واخذت أسم “النهضة” لما تقدمة الكنيسة من صلاة وتسبيح، و تعمل جميع خدمات الكنيسة قبل النهضة بعدت أيام ليتم تقديم عروضهم فى النهضة مثل الألحان والترانيم والمسرح والكشافة الجميع يعرف دورة والجميع يحضر أفضل ما لديه وهكذا أصبح الاحتفال يصب في مصلحة شعب الكنيسة لغذائه روحيا .
كذلك حولت الكنيسة “الموالد” إلى احتفالات روحية تحيى تذكار القديسين فى جو روحى يليق بالكنيسة والقديس.
ولكم رابط الفيديو لمعرفة أكثر عن احتفالات القديسين:
https://fb.watch/8TqdMIreZk/