برعاية بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، انطلقت منذ أيام أعمال المؤتمر الدّوليّ التّاسع “الإيمان والكلمة” “الكنيسة في عالم متغيّر، تحدّيات ودروس الرّقمنة” في العاصمة الرّوسيّة موسكو.
يشارك في المؤتمر إعلاميّين وإعلاميّات من روسيا، صربيا، جورجيا، بلغاريا، هنغاريا، أكرانيا، الشّرق الأوسط وآباء كهنة ورهبان وراهبات من كلّ الدّول.
المؤتمر الّذي استمرّ لمدّة خمسة أيّام متتالية ليعالج قضايا عديدة تهمّ الإعلام في عصر الرّقمنة حيث أطلّ رئيس قسم العلاقات الكنسيّة في المجتمع والإعلام في سينودس الكنيسة الرّوسيّة الأرثوذكسيّة فلاديمير لجويدا في حديث مع المشاركين حول كيفيّة تفاعل الكنيسة مع الإعلام الّذي بات أمرًا ضروريًّا في هذا الزّمن المتغيّر وأجاب على أسئلة المشاركين في قاعة القدّيسة كاترين Klyazma.
وتابع المؤتمر مناقشة مواضيع أساسيّة “الإبداع، التّسويق، الحبّ المسيحيّ، المطبوعات الكنسيّة القديمة، الرّقابة على وسائل الإعلام والإنترنت السّياديّ، تيك توك، فيسبوك، إنستغرام، الباطل في عصر الرّقمنة- عرض أفلام والتّعقيب عليها، تعاون الكنيسة والدّولة في مواجهة كورونا، كيفيّة تشكيل أجندة إعلاميّة في الأبرشيّة، الوقاية ومساعدة ضحايا الكنيسة، وغيرها من المواضيع الّتي تفرض نفسها في زمن المتغيّرات.
كما عقد البطريرك كيريل مع المشاركين في المؤتمر لقاء في قاعة كاتدرائيّة المسيح المخلّص- موسكو للإضاءة على جملة مواضيع تهمّ الإعلام المسيحيّ وسط التّحدّيات.
وشهد اليوم الثّاني من مؤتمر “الإيمان والكلمة” بعنوان “الكنيسة في عالم متغيّر” بإقامة الصلاة على نيّة أعمال هذا المؤتمر الدّوليّ التّاسع الّذي ضمّ 177 ممثّلاً عن أبرشيّات الكنيسة الرّوسيّة الأرثوذكسيّة، وموظّفي الخدمات الصّحفيّة الكنسيّة وإعلاميّين، ووفودًا مشاركة من أوكرانيا، بيلاروسيا، مولدافيا، صربيا، اليونان، لبنان، الجبل الأسود، فرنسا وآباء كهنة من دول عدّة.
بعد الصّلاة، جرى عرض فيلم وثائقيّ عن أعمال المؤتمر الدّوليّ الثّامن وما تضمّن من نقاشات وورشات عمل خلصت آنذاك إلى توصيات يصار إلى تفعيلها وتثميرها في هذا المؤتمر الدّوليّ التّاسع الأشمل والأوسع الّذي ضمّ كبار الخبراء في وسائل الإعلام .
بعد ذلك، غصّت القاعات بورشات العمل الإعلاميّة والطّاولات المستديرة الّتي ركّزت على المعطيات الحديثة لنشر المعلومات وسط هذا الزّمن المتغيّر.
كما تضمّنت ورشات العمل دورات تطبيقيّة وتدربيبّة على إنستغرام، الإبداع، التّسويق، وسبل عمل وسائل الإعلام المطبوعة.
هذا وتخلّلت حلقات النّقاش مواضيع عدّة منها: الرّقابة على وسائل الإعلام وكيفيّة الحفاظ على العائلة المدماك الأساس في تنشئة الأجيال، بالإضافة إلى إعطاء توجيهات حديثة جديدة للتّنمية الكنسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة.
وواصل المؤتمر الدولي التاسع ” للإيمان والكلمة” أعماله لليوم الثالث والرابع على التوالي، وطغت على جلساته موضوعات أساسية تتزامن مع المجتمع المعاصر وعصر الرقمنة.
استهلت الجلسات الأولى بإعطاء معلومات عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك و تيك توك”، ودروس في التصوير وكيفية التقاط الصور الفوتوغرافية في ما يتعلق بالنشاطات الكنسية والاحتفالات.
وتضمنت الجلسات مناقشة موضوعات (الباطل في عصر الرقمنة، الفضاء الإعلامي في أوكرانيا)، كما أقيمت طاولة مستديرة، تناول فيها المجتمعون موضوع تعاون الكنيسة والدولة في مواجهة جائحة كورونا مع إعطاء امثلة على ذلك.
وتناول كبار الخبراء في الإعلام بجلسات الحوار خلال فترة ما بعد الظهر موضوعات أساسية، شملت كيفية إعداد وتشكيل أجندات إعلامية في الايبارشيات لمتابعة النشاطات مع عرض أفلام وثائقية تساعد بمعرفة تشكيلها مساعدة ضحايا الكنيسة، وعرض افلام وثائقية اجتماعية هادفة ومناقشتها بطريقة موضوعية وغيرها من المواضيع التي تهم الإعلام المسيحي.
كما تم تقديم دورة تشمل تفاصيل العمل على “الإنستجرام”، و قدمها عميد كنيسة الشهيد المنتصر في قرية ناخابينو التابعة لأبرشية أودينتسوفو القس بافيل اوستروفسكي، حيث تحدث عن استراتيجيات الترويج لصفحات الانستجرام، وأكد أن كل شخص يبدأ التواصل عبر الانستغرام عليه ان يقرر ما هو الهدف والغاية منه والى أي جمهور يوجهه، واعطى امثلة عن النشاطات الكنسية التي يجب نشرها أو عدم نشرها.”.
واختاتمة أعمال المؤتمر فى اليوم الخامس برفع الصّلاة على نيّة أعمال المؤتمر، ثمّ أطلّ البطريرك كيريل في حديث إعلاميّ مباشر مع المؤتمرين عبر الزّوم حيث ملأت الشّاشات قاعات اللّقاء، وسط حضور إعلاميّ دوليّ رفيع المستوى.
بداية، هنّأ البطريرك كيريل المؤتمرين بهذا المهرجان الدّوليّ التّاسع الّذي يفتح آفاقًا جديدة أمام الإعلاميّين ومدّ جسر تواصل بينهم من مختلف البلدان والأبرشيّات متمنّيًا لهم الاستفادة من ورشات العمل والدّورات التّدريبيّة الّتي أقيمت خلال أيّام المؤتمر والّتي شملت مختلف النّواحي الإعلاميّة.
من ثمّ، تحدّث عن التّحدّيات الّتي تواجه الإعلام في ظلّ عصر الرّقمنة وسبل مواجهتها.
بعد ذلك، أجاب البطريرك كيريل على أسئلة الصّحافيّين المشاركين الّذين يتطلّعون إلى بناء مجتمع يسوده الإعلام الحقّ.
كما تخلّلت اللّقاء فقرات ثقافيّة تكريميّة خاصّة.
وفي ختامه، التأم الجميع حول مائدة محبّة تحت كنف كاتدرائيّة المسيح المخلّص، استأنف بعدها المؤتمرون جلساتهم الختاميّة الّتي تناولت مواضيع عديدة ثقافيّة كنسيّة واجتماعيّة. وجرى عرض الأفلام الّتي تمّ إنتاجها في إطار المشروع الأرثوذكسيّ العالميّ في مهرجان الإيمان والكلمة.