نقل الكاردينال بيترو بارولين، وزير دولة الكرسي الرسولي، تحيات البابا فرنسيس للمناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمنعقدة بالمدينة الأمريكية نيويورك، خلال مداخلته لالقاء كلمة دولة الفاتيكان عبر تنقية الفيديو وقال:” نحن في حاجة إلى الرجاء والتضامن والحس الأخوي، نحتاج إلي الرجاء لانه يمكننا من مواصلة مواجهة الأزمات الجديدة والقديمة، وذَكر بارولين بحديث البابا فرنسيس عن الرجاء الذي هو بالنسبة للمسيحي انتظار حي لإتمام نهائي لسر محبة الله مشيراً الى أننا امامنا الكثير من التحديات التي تواجه الجماعة الدولية إلى جانب جائحة كوفيد ١٩ والتهديدات التي تتعرض لها البيئة.
مستعيراً من كلام البابا قال أمين سر دولة الفاتيكان: “يقول قداسة البابا: أن الدواء الذي يحتاج إليه العالم ليس الانعزال في المصالح الخاصة بل هو قرب أخوي ورجاء يقوم على مخزون الخير الموجود في قلوب البشر” مشدداً على أنه لا يمكن افتراض ضمان حفظ السلام وحماية وتعزيز الحقوق الإنسانية، التنمية البشرية المتكاملة والعناية ببيتنا المشترك، فهذه قضايا يجب السعي إليها.
وتوقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، عند الحروب والنزاعات وامتلاك أسلحة الدمار الشامل والتي تقضي على رجاء الكثير من الأشخاص. مؤكداً على ان تبعات الأزمات والصراعات عبر العالم، بما فيها الأحداث الأخيرة في أفغانستان والتوتر المتواصل في سوريا ولبنان. يستحق الاستجابة إلى نداء الأمين العام للأمم المتحدة والبابا فرنسيس من أجل وقف عالمي لإطلاق النار وتحمل مشترك للمسؤولية الإنسانية.
وعن الجائحة الصحية، قال الكاردينال بارولين:” أن المرونة تتطلب تنفيذ الالتزامات الواردة في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة حول كوفيد ١٩ في ديسمبر الماضي، وتحدث عن ضرورة العمل على توفير اللقاح للجميع.
وتابع أمين السر أن المرونة تتطلب أيضا تأملا متجددا في تشبع النظم الصحية بسبب الجائحة ما أدى إلى عدم حصول كثيرين على رعاية كافية أو على أية رعاية. ومن الضروري التفكير أيضا في ضعف الأنظمة الاقتصادية التي تركت كثيرين في الخلف وجعلت الفقراء أكثر ضعفا.
من جهة أخرى شدد على أن المرونة تدعو إلى الاستمرارية في محاربة الفساد. ثم تطرق إلى التبعات السلبية للجائحة على البرامج والأنشطة الإنمائية وعلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة لسنة ٢٠٣٠. ولبناء الاستدامة، واصل الكاردينال بارولين:” نحن في حاجة إلى التفكير في العلاقة بين الأفراد والاقتصاد وتوفير نماذج اقتصادية وبرامج إنمائية في خدمة الاشخاص وخاصة مَن هم على هامش المجتمع بدلا من استغلال الأشخاص والموارد الطبيعية .
الجدير بالذكر انه تم انتخاب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية للمشاركة في الأمم المتحدة باسم “الكرسي الرسولي” كمراقب دائم في الأمم المتحدة منذ عام 1964، و”الكرسي الرسولي” هو الجهاز الأعلى للكنيسة الكاثوليكية مع تعيين البابا كرئيس لها بموجب قانون القانون الكنسي ، مع اعتبار مدينة الفاتيكان إقليم “تابع” لها.