احتفلت كنائس السريان أمس بعيد مار متى الناسك ،حيث نقل الموقع الرسمى لإيبارشية النيابة البطريركية للسريان الأرثوذكس فى كندا بث مباشر لصلوات قداس من كنيسة مار بهنام احتفالًا بعيد القديس.
نبذة عن حياة مار متى ونشأته:
وُلد مار متى في قرية أبجر شمالي في ديار بكر في الربع الأول من القرن الرابع، وكان والداه مسيحيين بارين تقين سالكين بحسب شريعة الرب بلا لوم. وقد أنعم اللّـه عليهما بالمال الوافر والأولاد الصالحين.
وتلقى متى مبادئ الدين المبين في دير مار سركيس وباخوس بجوار قريته، حيث قضى سبع سنين، ثم انتقل الى دير زوقنين بظاهر ديار بكر حيث لبس الإسكيم الرهباني ورسم كاهناً، وتبحر في الكتاب المقدس ومصنفات الأباء على أيدي أساتذة ماهرين ورهبان أتقياء، ولما أثار الإمبراطور الروماني يوليانس الجاحد (361 ـ 363) اضطهاده على المسيحية في أطراف إمبراطوريته لاحق الرهبان يريد إبادتهم، فهرب مار متى الى البلاد التي كانت تحت حكم أثور حيث تنسك في كهف، كما سكن رفيقاه مار زكا ومار ابراهيم في الجبل نفسه، واقتدى بهم كثير من الشبان زهدوا بالدنيا وتنسكوا في كهوف الجبل وابتنوا لهم ديراً صغيراً يجتمعون فيه أيام الآحاد والأعياد للصلاة، وإقامة القداديس الالهية والاشتراك بتناول القربان المقدس.
واشتهر مار متى بالتبشير في بالإنجيل، ومن أهم تبشيرة تعرف على الأميرين بهنام وسارة حيث آمنا بالمسيحية كلاهما على يده بالمسيحية مع أربعين شخص من أتباعهم بعد قيامه بشفاء سارة من مرض مستعصي، ليقوم بتعميدهم بعد ذلك، وبعد أن علم والدهم الملك سنحاريب أرسل اليهم جيش ليقوم بقتلهم بعدما رفضوا ترك المسيحية وقتلهم في منطقة دير مار بهنام. بعد قتلهم أصيب الملك بالجنون، فظهر ملاك لزوجته في الحلم وأخبرها بأن تذهب إلى متى ليشفيه، فقام متى بشفائه وآمن الملك أيضاً بالمسيحية، بعد وفاته أمر الملك بتعمير الدير وتم تسميته بإسمه.
وتوفي مار متى في ديره شيخاً طاعناً في السن ودفن بجوار مذبح الكنيسة في الدير في موضع يدعى بيت القديسين، وتعيد له الكنيسة في 18 أيلول من كل سنة.
نشأت دير مار متى:
وشيد مار متى ورفقاؤه بمساعدة الوالي سنحاريب ديراً عظيماً في جبل مقلوب مكان الدير الذي كان يجتمع فيه مار متى ورفقاؤه النساك، أضحى من أشهر أديرة ما بين النهرين نظراً للأدوار المهمة التي لعبها في تاريخ كنيسة المشرق بعدئذ بعديد نساكه حيث عُدوا بالألوف، فسمي جبل الألوف أو الألفاف، كما اشتهر بمعهده اللاهوتي والعلماء الفطاحل الذين تخرجوا فيه، فقد كان موطناً للتعليم منذ العقد الثالث من القرن السابع وحتى أواخر القرن الثالث عشر، ومنه شع نور الإنجيل في جوانب كثيرة من بلاد المشرق، كما اشتهر بمكتبته الذائعة الصيت، وبالرغم من الشدائد العنيفة التي المت بهذا الدير على مر العصور والأجيال فما يزال بعض أبنيته ماثلة إلى اليوم .. ويعتبر أثراً خالداً ينطق بمجد السلف الصالح على الصعيدين الروحي والعلمي.
https://www.facebook.com/396521894293407/videos/176282187955541/