سيقدم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية تمويلا يهدف إلى مساعدة 6 240 من صغار المزارعين الضعفاء والمتأثرين بجائحة كوفيد-19 في المناطق الريفية من تنزانيا. وستساعد منحة الصندوق المزارعين على الوصول إلى المدخلات، كما ستوفر الروابط مع الأسواق وفرص الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالزراعة والأسواق من أجل تحسين إنتاجيتهم وزيادة قدرتهم على الصمود.
ونتيجة الموجة الأخيرة من غزو الجراد وجائحة كوفيد-19، كان من المتوقع أن يتراجع نمو القطاع الزراعي في تنزانيا من 5% في عام 2019 إلى 2% في عام 2020. وأدى الانخفاض في النمو إلى عدد من الآثار السلبية التي تضمنت ارتفاع تكلفة المدخلات ومحدودية الوصول إلى الأسواق، وتحمّل صغار المزارعين العبء الأكبر الناتج عن ذلك.
وسيقدم الصندوق، من خلال مرفق تحفيز فقراء الريف، مبلغ 882 841 دولارًا أمريكيًا كجزء من استجابته لجائحة كوفيد-19 في تنزانيا. وفي هذا الوقت الذي تهدد فيه أزمة جائحة كوفيد-19 بدفع 500 000 شخص إضافي من سكان تنزانيا إلى هوة الفقر، تهدف المنحة إلى تقليل الأثر على سبل العيش والقدرة على الصمود والأمن الغذائي إلى أدنى حد ممكن.
وستستهدف المنحة المزارعين – النصف من النساء و30% من الشباب، بالإضافة إلى التجار الزراعيين، ووسطاء الجملة، وموظفي الإرشاد في مناطق دودوما، ونجومبي، وسيميو، وسينجيدا وأونجوجا.
وتبقى زراعة المحاصيل، على الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها، بما في ذلك انخفاض الغلات، النشاط الاقتصادي الرئيسي لمعظم صغار المزارعين في تنزانيا. وللمساعدة في زيادة إنتاجيتهم، ستوزع المنحة 23 650 كيلوجراما من بذور الذرة المدعمة بيولوجيا، و14 460 كيلوجراما من بذور عباد الشمس و971 000 شتلة من الفاكهة والخضروات. وبالإضافة إلى ذلك، ستساعد المنحة في حماية المكاسب التي تحققت في إطار برنامج دعم البنى الأساسية التسويقية، وإضافة القيمة والتمويل الريفي – وهو مشروع دعمه الصندوق وجرى إغلاقه في عام 2020 – وذلك باستخدام نظامه القائم لتوزيع المدخلات الزراعية بغرض الوصول إلى المزارعين المستهدفين.
وقال فرانشيسكو ريزبولي Francesco Rispoli، المدير القطري للصندوق الدولي للتنمية الزراعية بتنزانيا: “لقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على ضعف نظمنا الغذائية. ولضمان بناء نظام غذائي مستدام وقادر على الصمود، علينا الاعتراف بالدور الذي يؤديه صغار المزارعين وتمكينهم من الوصول إلى المدخلات، والمعلومات والأسواق من أجل منتجاتهم”.
وحدّ إغلاق الحدود وبروتوكولات جائحة كوفيد-19 الصارمة من وصول العديد من صغار المزارعين إلى الأسواق الزراعية. ومن أجل تحسين ذلك، ستدعم المنحة قيام الوكالة الوطنية للاحتياطي الغذائي بشراء حبوب الذرة من المزارعين، وذلك في إطار خطتها الجارية لزيادة احتياطيها. وستستفيد المنحة أيضا من المنصات القائمة لبرنامج دعم البنى الأساسية التسويقية، وإضافة القيمة والتمويل الريفي من أجل ربط المزارعين بأسواق إضافية.
ويمكن لخدمات الإرشاد أن تؤدي دورًا رئيسيا في زيادة إنتاجية صغار المزارعين. ومن المؤسف أنه نظرًا إلى قلة عدد موظفي الإرشاد، لا يتم الوصول إلى معظم المزارعين في الوقت المناسب. وللمساعدة في سد هذه الفجوة، ستدعم المنحة توسيع نطاق منصة M-Kilimo، وهي عبارة عن تطبيق زراعي قائم على الهاتف المحمول يجعل الوصول إلى خدمات الإرشاد والمشورة والمعلومات المتعلقة بالسوق في متناول يد المزارعين.
ومنذ عام 1978، موّل الصندوق 16 برنامجا ومشروعا للتنمية الريفية في جمهورية تنزانيا المتحدة بتكلفة إجمالية بلغت قيمتها 917 مليون دولار أمريكي، وباستثمار من الصندوق قدره 402.5 مليون دولار أمريكي، وعاد ذلك بفوائد مباشرة على أكثر من 4 ملايين أسرة ريفية.
يذكر أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية قد أطلق في 21 أبريل 2020، مرفقا متعدد الجهات المانحة لتحفيز فقراء الريف في مواجهة جائحة كوفيد-19 تحت اسم مرفق تحفيز فقراء الريف، وذلك من أجل توفير استجابة موسعة لرفد أنشطتنا المعاد توجيهها. ويساعد هذا المرفق في حماية الأمن الغذائي وقدرة سكان الريف الفقراء على الصمود عن طريق ضمان وصولهم إلى المدخلات، والمعلومات، والأسواق والسيولة في الوقت المناسب. وهو يستهدف في المقام الأول المستفيدين من مشروعات الصندوق، وذلك من أجل ضمان عدم عكس الآثار الإيجابية التي حققتها تلك المشروعات. ويمكن أيضا توسيع نطاق المرفق للوصول إلى المزيد من سكان الريف المحتاجين في حال سمح التمويل بذلك.
يستثمر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في السكان الريفيين من أجل تمكينهم بغرض الحد من الفقر، وزيادة الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز قدرتهم على الصمود. ومنذ عام 1978، قدم الصندوق 23.2 مليار دولار أمريكي في صورة منح وقروض بأسعار فائدة منخفضة لتمويل مشروعات استفاد منها حوالي 518 مليون شخص. والصندوق مؤسسة مالية دولية، ووكالة متخصصة من وكالات الأمم المتحدة، ويقع مقره في روما – وهي مركز الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.