وقعت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة وجامعة القاهرة لإعداد برنامج جامعي لعلوم البيئة من خلال مشروع إدارة تلوث الهواء والتغيرات المناخية والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع البنك الدولي، وذلك في إطار الاتفاق بين وزارة البيئة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدمج المناهج البيئية في التعليم الجامعي.
بحضور الدكتورة إيناس أبو طالب الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة والمهندسة داليا لطيف كبير أخصائي البيئة بالبنك الدولي وعدد من أساتذة ونواب الجامعة والقيادات المعنية بوزارة البيئة .
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن هذا التعاون يأتي في إطار توجه الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، وتنفيذًا للتكليفات الرئاسية المتعلقة بتنفيذ مشروع متكامل يعمل على تقليل تلوث الهواء والتغيرات المناخية ، والذي يتضمن في إطاره نشر والتوسع في الوظائف الخضراء، و يشمل بناء القدرات والإمكانيات الفنية في ممارسة تلك الوظائف من خلال تعليم جامعي مختص بعلوم البيئة، مشيرة إلى أن استحداث تعليم جامعي بيئي تحت عنوان “استحداث الوظائف الخضراء”.
يهدف إلى إنشاء وبناء جيل قادر على التعامل مع متطلبات العصر و المستقبل من حماية و تنمية بيئية، مضيفة أن هذا النشاط في إطار المشروع يستهدف خلق مناهج تعليمية جامعية متقدمة تؤهل الخريجين للعمل في سوق العمل البيئي بمفاهيمه المختلفة بوعي وتكامل مع التطور الذي يشهده هذا المجال على المستوى الوطني والعالمي ، مما يعطى المنشآت و الكيانات التي سوف تستفيد من خريجي هذا البرنامج القدرة على مواكبة المتطلبات الفنية للتوافق البيئي مع القوانين البيئية المصرية و الدولية و متطلبات حماية البيئة و مواردها و دعم التنمية المستدامة بمفهومها الواسع.
أضافت وزيرة البيئة، أن المجتمع ككل شركاء في ملف البيئة من بحث علمى وقطاع مصرفي ومجتمع مدني وغيره ، مشيرة إلى البدء في مشوار ربط السياسة بالعلم لسد الفجوة منذ سنتين، حيث تم التعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لدمج البيئة في المناهج التعليمية. مؤكدة أهمية تخصيص مناهج تعليمية خاصة بالبيئة، لخلق كوادر مؤهلة للعمل في المجال البيئي. مضيفة أن شعار يوم البيئة العالمي لهذا العام ” أستعادة النظام البيئي. من أجل الطبيعة ” ينطبق على الهدف من مذكرة التفاهم من خلال خلق كوادر تمنع التدهور البيئي وضمان استدامة دعم سوق العمل بالعمالة المؤهلة علميًا، فموضوع مثل تغير المناخ يحتاج إلى توافر كوادر ومنهج ودراسة احتياجات السوق والتعرف على التكنولوجيات والرؤى المختلفة في هذا المجال.مقترحة أن يتم من خلال مذكرة التفاهم دعم أبحاث موضوعات تغير المناخ وخاصة وان مصر بصدد استضافة مؤتمر تغير المناخ ال٢٧ وهو أكبر مؤتمرات الأمم المتحدة في مجال البيئة.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة على أن إطلاق تلك البرنامج يأتي في إطار تكامل خطة الجامعة التعليمية والبحثية مع رؤية مصر الاستراتيجية 2030 . مضيفًا أنه تم تصميم البرنامج بصورة ديناميكية تتسم بالعمق والشمول و ترتكز على الابتكار والفكر الإبداعي والتعلم التشاركي والمناقشات المتزامنة والعمل الجماعي والتفكير الناقد ومعالجة التحديات المعاصرة والإدارة المثلى للأزمات وهو ما يميز الجيل الرابع من التعليم. حيث يتميز برنامج العلوم البيئية بدراسة وتحليل ومعالجة التحديات البيئية المعاصرة كالاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر والتصحر وتلوث الهواء والمياه والتربة والاستدامة البيئية.
وأضاف “الخشت”، أن هذا البرنامج يعد الأول من نوعه على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، وأن البرنامج مصمم لتأهيل جيل مطور وكوادر من الخريجين المتميزين على دراية بتحديات العصر والاستدامة المعرفية والتنموية والاقتصادية والبيئية، مطبقا لتقنيات الذكاء الاصطناعي . وتطويع إمكانات البرمجيات الحديثة ونظم المعلومات والاستشعار عن بعد.
وتم إعداده طبقا لمعايير الجودة العالمية وبالتعاون والشراكة مع العناصر المختلفة لسوق العمل والهيئات ذات الصلة محليا ودوليا ومنها جهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة .وعلى الصعيد الدولي جارِ الاختيار بين عدد من الجامعات المتميزة عالميا لعمل توأمة خاصة بالبرنامج ليتميز بالصبغة الدولية ولتطوير الخبرات وتبادل المؤهلات والإمكانيات .
أوضحت ممثلة البنك الدولي، أن الهدف من برنامج إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ هو هدف تنموي، مشيرة إلى أهمية الربط بين العلم وسوق العمل لخلق فرص عمل للشباب وخلق الكوادر المناسبة لتحديات المستقبل المختلفة فيما يخص حماية البيئة والتغيرات المناخية . موضحة أن من مميزات هذا البرنامج انه يؤهل الطالب لشغل الوظائف الخضراء . موضحة أهمية توأمة هذا البرنامج مع الجامعات الدولية لتبادل الخبرات ، وأن ويتم محاكاته بتطبيقه في كافة الجامعات المصرية الأخرى .
يلتزم الطرفان وفقا لمذكرة التفاهم بإعداد مقرر علمى باللغتين العربية والإنجليزية لبرنامج التعليم الجامعي المختص بعلوم البيئة ( خريجين ودراسات عليا وتدريب مستمر)، وتصميم وتنفيذ برنامج تدريبي خاص بأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لتضمين المفاهيم البيئية داخل برامج التعليم الجامعي القائمة والمستحدثة. وأيضًا إدراج مناهج علمية على مستوى مراحل الخريجين والدراسات العليا عن إدارة تلوث الهواء والتغيرات المناخية، وإنشاء كيان لتنظيم برامج تدريبية معتمدة بصورة دورية للعاملين فى مجال البيئة وحمايتها، وعقد ورش عمل دورية للتعريف بالقضايا البيئية ، وإطلاق حملة توعية مشتركة حول إدارة تلوث الهواء والتغيرات المناخية.